أساءوا إليك ولو علموا عنك ما علمناه لأحبوك ودعوا لرسالتك، وقالوا عن خصالك ما تفوح منه المسك والعبق من ذكر طيب سجاياك، وفخرا لانتصاراتك ومواقفك العظام.. بأبي أنت وأمي يا رسول الله يا من تهتز له القلوب شوقا.
كل فترة زمنية تهل علينا سحابة سوداء ملغمة بتصريحات مسيئة لمقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتشجب الدول الإسلامية وتستدعي سفراء الدول المسيئة وتحتج الشعوب ويخرجون في تظاهرات انتفاضة لتلك الإساءات، بالإضافة إلى مقاطعة منتجات الدول كتعبير من المسلمين الذين هبوا لنصرة الله تعالى وكتابه ونبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، فهل هذا يكفي؟
استرجع بالذاكرة أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي أصدرت في 25 أكتوبر 2018، حكما قضائيا بأن الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تندرج ضمن حرية التعبير، وصنفت أن مثل تلك الإساءات تعتبر تعريض السلام الديني للخطر، فأين المسلمون من الإساءات التي دخلت في نطاق الهجمات الممنهجة على الدين الإسلامي؟، وإن كانت انتفضت القلوب عن الإساءات التي وجهتها الهند مؤخرا للنبي صلى الله عليه وسلم فأين نحن من الإساءات الموجهة للمسلمين بها؟
وما يجعلني أتساءل: أين المسلمون والمؤسسات الثقافية والإعلامية الإسلامية من الفيلم البريطاني الذي يتم تداوله حاليا «سيدة الجنة» والذي يحكي عن ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصلت بهم الجرأة لأن يجهروا بتجسيد الرسول، حيث أتوا بممثل يجسد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم تتحرك مؤسسة إسلامية واحدة ولا دولة لوقف عرضه؟!
يجب أن يصطف العالم الإسلامي من أجل وضع قانون دولي ملزم رادع يمنع انتشار هذه الظاهرة، وينسجم وفكرة احترام الأديان، وأن توحد الدول إجراءاتها تجاه أي إساءة، ليلاحظ العالم أجمع أنه كما يجمعنا الإسلام.. اجتمعنا لنصرته ونصرة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
[email protected]