للوطن واجبات لابد لها أن تؤدى، ومسؤوليات لا عذر لمن لا يتحملها، ووفقا لهذه المعايير تحيا الأوطان وتنهض وتعيش شعوبها آمنة مطمئنة.
ونحن في الكويت ندرك تماما أننا كشعب متماسك علينا الدور الأكبر في بناء الكويت وتنميتها في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله روعاه.
ودائما ما تنبض كلمات صاحب السمو بالحكمة والتوجيه نحو الانجاز الحقيقي والابتعاد عن كل ما يمكن ان يعطل مواكبة التطور في جميع المجالات، بناء على معايير الوطنية، وكيف كيف نكون أبناء بارين بالكويت، وكيف نكون شعبا محافظا على الثروات التي منحها الله عزّ وجلّ لنا، وإرشادنا إلى كيفية تجاوز أية خلافات، مقدما سموه لنا دروسا وطنية تعلمنا وتزيد معرفتنا بسبل الحفاظ على الوطن ومقدراته.
ومنــذ فتــرة وجـيزة أصدر أميرنا قرارا بحل مجلس الأمة لمدة لا تزيد على 4 سنوات، وتعليق العمل ببعض مواد الدستور، وعلينا هنا أن ننتبه إلى أن هذا القرار جاء بعد محاولات كثيرة من سموه لتعديل المسار السياسي، خاصة في ظل مساعي البعض من أهل السياسة لتحقيق مصالح شخصية، والدخول في معارك لا جدوى منها، أفقدتنا الوقت وأضاعت الكثير من حقوق الوطن ومصالح الشعب.
لقد كان سموه كثير التحذير ويجود بالنصح والإرشاد، لكن حينما أدرك بحكمته القيادية أن الأمور تزداد سوءا أخذ قراره بمنتهى القوة والصرامة، فتعلمنا من سموه وبكل يقين أن مصلحة الوطن يجب عدم المساس بها لو الاساءة اليها وإنها الشيء الغالي الذي لا يجامل به، وان علينا كمواطنين ان نعرف كيف سنتعامل مع هذا القرار ونحقق الفوائد منه كما يريدها سموه ويتمناها الجميع؟ وكيف لنا أن نجعل من كلمات وتوجيهات صاحب السمو قواعد وأسس لمرحلة سياسية جديدة قادمة تنعكس على جوانب حياتنا وكل ما يتعلق بكويتنا العزيزة ومستقبل ابنائنا.
علينا أن نتعلم جميعا من أخطائنا السياسية بالماضي، وإننا كمواطنين نمثل «الداء والدواء» للوطن فإذا أحسنا الاختيار عاد ذلك بالنفع على وطننا الغالي، وإن لم نحسن اختيارنا سنعيد الكرة وسندخل في دائرة مفرغة من الأخطاء اللامنتهية، وعلينا أن نعيد النظر في طريقة تناولنا للقضايا السياسية، وأن نعرف أن الحكومة لا تستحق منا الهجوم، بل تستحق الدعم والثقة وأن نلتف حولها، فهي من اختيار أمير بلادنا حفظه الله ورعاه، وإن ثقتنا فيها جزء لا يتجزأ من ثقتنا في سمو الأمير، فلابد أن نكون لحكومتنا دعما وليس حملا وعبئا عليها، وان يكون نقدنا ايجابيا وبناء، فالكويت تستحق كل خير، وأبناؤها قادرون على العطاء وتقديم الأفضل.
نسأل الله تعالى التوفيق، وأن يديم نعمتي الأمن والأمان على بلادنا وشعبنا.
[email protected]