تمر علينا الذكرى العاشرة على رحيل رجل الاقتصاد ناصر الخرافي الذي يعد أحد أبرز رجال الأعمال في الكويت والشرق الأوسط.
كان ناصر الخرافي أحد رجالات الكويت الأوفياء الذين خدموا الكويت في مجالات مختلفة، كما لعب دورا كبيرا في تنمية الاقتصاد وكان رجلا وطنيا واقتصاديا من الدرجة الأولى وصاحب مواقف مشرفة وكان عقلية اقتصادية استطاع من خلالها وضع بصمته على جميع المشاريع التنموية.
وكانت وفاة ناصر الخرافي في عام 2011 صدمة للعالم العربي، لاسيما أن الرجل كان يؤكد دائما أن «رأسمال العرب للعرب»، وانتشرت استثماراته في العواصم العربية، حيث كان حريصا على تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة في المنطقة العربية إلى جانب الكويت، حيث كان يعتبر هذا واجبا قوميا وعربيا.
وقد صنفته «مجلة فوربس» العالمية ضمن قائمة «أغنى أغنياء العالم للعام 2008»، ونستعرض في السطور التالية، لقطات من حياة رجل الأعمال الراحل: ولد ناصر الخرافي، في العام 1944، وهو ابن رجل الأعمال الراحل «محمد عبد المحسن الخرافي» مؤسس مجموعة الخرافي، وشقيق لكل من رئيس مجلس الأمة ووزير المالية الأسبق الراحل جاسم الخرافي، ود.فايزة الخرافي، أستاذة الكيمياء، التي تعد أول سيدة تحتل منصب «مدير جامعة الكويت» منذ 1993 وحتى 2002.
ترأس ناصر الخرافي مجموعة شركات الخرافي، التي تعتبر واحدة من أكبر الشركات في الشرق الأوسط، حيث كانت بدايتها في منتصف سبعينيات القرن الماضي في مجال الأشغال الهندسية والكهربائية والإنشاءات والصيانة.
وبعد فترة قصيرة، اتسع نشاط مجموعة الخرافي، وتحولت إلى مجموعة اقتصادية عالمية تعمل في مجالات وقطاعات متنوعة، مثل: النفط والكيماويات والأغذية والطاقة والمياه، وغيرها.
وشغل الخرافي إلى جانب رئاسته للمجموعة عددا من المناصب الأخرى، أهمها منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الكويتية القابضة، وعضوية مجلس إدارة بنك الكويت الوطني، ورئيس مجلس إدارة شركة الأغذية الكويتية، كما تولى منصب المدير التنفيذي لشركة صناعات الألمنيوم.
وضمت مشروعات الخرافي في الصناعات الثقيلة، عددا هائلا من العمالة مثل «بورت غالب» الذي يضم مجموعة فنادق كبرى، بالإضافة إلى «ميناء دولي» على البحر الأحمر، يستقبل اليخوت الضخمة لأثرياء العالم، بجانب مشروع «بحيرة قارون»، لاستخلاص الملح منها.
وحصل على شهادة فخرية من د. يحيى جامع رئيس جامبيا عام 2003، وميدالية الاستقلال من عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني في 2004، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية- ببيروت في الآداب عام 2006.
وخلال حياته الناجحة الطويلة، أقام ناصر الخرافي علاقات صداقة مع العديد من قادة وزعماء العالم، كما كان الخرافي محبا للأعمال الخيرية، واشتهر بتبرعاته السخية، ومن بينها تبرعه بعشرات الملايين من الدولارات للأعمال الخيرية.
ومن أشهر أقوال ناصر الخرافي:
نحن لا نتوانى أبدا عن أي عمل خيري، وهو أمر لا نحب أن نتحدث فيه أو عنه، لأن هدفنا الأساسي هو تقديم المساعدة لمن يحتاجها دون أي غرض آخر.
أنا أثق بالمرأة الكويتية وإمكاناتها، وأؤمن أنها لا تقل عن الرجل في قدرتها، وهي تستطيع تحقيق الكثير من النجاح إذا أتيحت لها الفرصة.
أحلم بتحقيق التكامل الاقتصادي العربي والسوق العربية المشتركة.
أنا أهوى القراءة في كل المجالات، وأحب السفر أيضا وإن كانت تلك الهوايات كلها تتقاطع مع العمل، فإن العمل نفسه هو هواية من أهم هواياتي.