نشأة الكويت تعود إلى منتصف القرن السابع عشر، والرحالة الدنماركي نيبور رسم خريطة الخليج العربي ووضع في ركنه الشمالي الغربي اسم «القرين» مقرونا بالكويت. منذ بداية نشأة الكويت عاش الكويتيون في بيوت من طين، ويحيط بالكويت السور الذي بني بسواعد أهلها، واعتمد سكانها على النشاط التجاري عن طريق البحر والبر، فالكويت مؤهلة لأن تحتل مركزا تجاريا مهما منذ نشأتها بحكم موقعها الجغرافي في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي وموقعها على طريق نقل بحري معروف منذ القدم، وبحكم اتصالها بقوافل الصحراء وانشغال أهلها منذ بداية تأسيسها في الغوص على اللؤلؤ ومساهمتهم في التجارة بهذه السلعة، وكذلك بغيرها.
والعلاقات الكويتية- البريطانية متأصلة وقديمة وطيبة، فالكويت في العقد الثامن عشر كانت تربطها علاقة قوية مع المملكة المتحدة، مع وجود مركز لبريد شركة الهند الشرقية الانجليزية لتأمين سلامة خطوطهم البحرية وتأمين الهدوء في بحر الخليج وصولا إلى الهند الجوهرة الفريدة في التاج البريطاني وإبعاد الطامعين من القريب والبعيد. وتوطدت العلاقات البريطانية- الكويتية بالحماية البريطانية في يناير 1899م مع حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح. والترابط الكويتي والبريطاني أبعد عنها الطامعين والمقامرين والمعتدين، وقد دافعت بريطانيا عن أمن الكويت وسلامة أراضيها بعدما حدث في الغزو العراقي الغاشم في 2 أغسطس سنة 1990. لذا علينا تعميق وترسيخ الروابط بين الكويت والمملكة المتحدة.
كذلك، علينا دفع عجلة التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي في المسارات التنموية والتجارية والاستثمارية ودور الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية المهم في الاقليم، وذلك بتأكيد الجوانب التنموية والترابط التجاري مع دول التعاون والسعي لاكتمال آليات الترابط وأهمها قطار الربط بين الكويت والرياض وقطر والبحرين والامارات وسلطنة عُمان، واتساع التعاون الاقتصادي والاستثماري والتنسيق التجاري مع دول الخليج، ولا ننسى دور الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية المشرف اثناء فترة الغزو العراقي الغاشم.
أيضا ينبغي ترسيخ ودعم مزيد من التعاون بين الكويت والدول العظمى كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا، ونستذكر دورها البارز في تحرير الكويت من الغزو العراقي ودحر العدوان والطامعين والمغامرين، لذا يجب تكثيف زيارات متنوعة تجارية اقتصادية علمية ثقافية بين الكويت وبين الدول العظمى المركزية والتواصل باستمرار معهم من أجل تأمين استقرار البلاد وأمنها، وكذلك بسبب حاجة الكويت المستمرة إلى آليات الردع من خلال الاتفاقيات الثنائية مع الدول الكبرى الحلفاء الاستراتيجيين التي تسعى دوما إلى تأمين الاستقرار وحفظ الأمن في العالم وفق المبادئ الدولية.
حفظ الله كويتنا الغالية، كويت الأمن والأمان والتنمية والنماء.
[email protected]