الشباب هم أمل المستقبل وعصب الحياة وقوة أوطانهم وذخرها وسندها، وهم عماد الأوطان وعتاد الأمة.. على أكتافهم وسواعدهم تبنى الأمم والحضارات.
والشباب العاملون المخلصون البررة هم من يتحملون نهضة وحضارة وطنهم وأمتهم بالعمل الجاد والتطوع في كثير من مجالات العمل التطوعي والإنساني. كما أن مؤسسات المجتمع الخيرية التعاونية تتحمل في سبيل ذلك، كما الشباب، رهقا شديدا، حيث يضحي الشباب بالوقت والمال في ميدان التطوع للوصول إلى غايات نبيلة وهادفة، فهم الشباب الغر الميامين.
كما أن الأعمال الإنسانية التطوعية لها نور في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق، ومثل هؤلاء يؤثرون في عجلة التاريخ نحو أمل زاهر، والشباب هم سر الحياة وقلب الوطن النابض، وعندما يقتبس الشباب خبرات وكفاءة الآباء والمفكرين والأدباء والعلماء وأصحاب الفكر من المثقفين وينهلون من علومهم ومعارفهم النافعة، وهم شعلة الفكر والمنارة للأمة في طريق الحياة ومرسل النور إلى الضال، يستطيع المفكرون والعلماء والمثقفون، وهم رجال هذبتهم الآداب وجامعون لخصال الخير وأحكمتهم التجارب، أن يمدوا أوطانهم بثقافتهم وعلمهم وعصارة ذهنهم بحكم التجارب المثمرة والثقافة المحيطة والمران الطويل.
وهؤلاء الشباب بعزيمتهم وطموحهم سيخلفون المفكرين والعلماء والمثقفين في المستقبل، وهم اغرودة الأمل الباسم، فهم الذين لديهم القدرة على التطوير والإبداع وصنع المستقبل، وهم سر نهضة أوطانهم وحمايته وإعزازه.
فالوطن لا يسمو إلا بشبابه وبالعقول الطموحة وبنشاطهم الدافق، حيث يمتلك الشباب القوة الحقيقية والحيوية والعزيمة والإصرار والتحدي لبناء وتنمية المجتمع.
والوطن يزدهر بشبابه، وهم أهم فئة من فئات المجتمع المؤثرة في مجالات الاقتصاد والثقافة والعلوم والعمل الإنساني التطوعي وغيره، وهم يحرصون على المستقبل ويعيشون للغد، لذا علينا الاهتمام بقيمة الشباب بإنشاء المدن الشبابية واستثمار طاقاتهم وقدراتهم وتحفيزهم بطرق سليمة وصحيحة لشغل أوقات فراغهم، وملء هذا الفراغ بالعمل المثمر المفيد والعمل في مختلف الوظائف والحرف التي تنمي الاقتصاد والعلوم النافعة.
والشباب هم الأكثر قدرة على التكيف وتحمل المسؤولية والابتكار والحرص على انشاء المراكز العلمية والأندية الرياضية الشاملة لكل فروع الأنشطة الرياضية والرحلات العلمية والثقافية الهادفة بما يعود بالنفع والخير على المجتمع والوطن وتدريب الشباب بقيادة المسيرة في المستقبل بالمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
يقول الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
والحياة متطورة باستمرار من خلال مواكبة التطور العلمي التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وفي ضوء الإسلام حرص هذا الدين الخاتم على تربية الأبناء ليكونوا لبنة صالحة في بناء أمتهم ويشعرون بمسؤوليتهم تجاه مجتمعهم، وتربيتهم على المحبة والألفة والإيثار والتعاون والتسامح والرفق والرحمة واحترام الحقوق وغيرها من المبادئ يجب أن يوليها الآباء كل عنايتهم. وصدق الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حيث يقول «ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن».
وعلى الشباب الانتباه واليقظة للمخدرات والمسكرات وما يذهب العقل ويرهقه فيما لا يفيد وتجنب رفقاء السوء، ليكونوا شبابا واعيا وطموحا وواثقا من نفسه حاضر الذهن ويرى في كل تحد فرصة وفي كل قمة كنزا وعند كل سلم صعودا.
الشباب هم صانعو الإبداع، وأساس نهضة الأمة والوطن في غرس القيم والمثل العليا في نفوس ناشئتنا منذ نعومة أظفارهم بتربيتهم التربية الصالحة وليسلكوا المسلك الحسن المتزن كي يشبوا متخلقين بها، ولن يكون ذلك إلا عن طريق إيجاد القدوة الصالحة في البيت والمدرسة والمجتمع وأجهزة الإعلام المختلفة.
[email protected]