طفلة بريئة وبعمر الزهور وبثوان قليلة تفقد حياتها امام المدرسة، عائلة يتحول مسارها فجأة وجبريا وعلى الطريق الى مثواها الأخير بدلا من منزلها، وكذلك نسمع عن سيارة وكأنها فقدت البوصلة فتاهت فاستقرت بأحد المحلات التجارية المخصص للآدميين فقط.
ولو تم تدوين كل القصص لجفت الأقلام ولن ننتهي أبدا، ولكن اذا بحثنا وحللنا المشكلة سنجد ان السبب الوحيد يكمن في عدم تطبيق قواعد السلامة في الطريق ولسان الحال سيكون أما آن الأوان لوضع النقاط على الحروف ونفكر بالحلول الناجعة للوصول الى شاطئ الأمان بعيدا عن المحيط الهائج الذي يسدل ستار ظلمته على النفوس وكأنه يهوى ان ينقص عليها بهجتها ويسعد ان يسمع خبر دخول أحد أفراد العائلة للمستشفى فإما ان يخرج بإصابة جسيمة الى الأبد أو عاهة مستديمة ان لم يكن بوفاة.
العجيب بالأمر حتى القائمين على هذا الأمر وبالذات أجهزة الطوارئ وخصوصا رجال المرور الأعزاء الساهرين على تأمين سلامة الناس لم يسلموا من هذا الشر ولقد فقدت الكويت ضباطا وأفرادا أثناء تأديتهم واجبهم الوطني وكأن عقاب سنمار يلاحقهم (فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان...!!!) اذن السؤال الذي نطرحه هل باستطاعتنا إقصاء هذا المارد والتخلص منه نهائيا؟ الجواب برأيي المتواضع هذا من سابع المستحيلات لانها ضريبة تقدم الآلة التي أساء الإنسان استخدامها وأخفق في تطويعها لسعادته وهي أشبه ما تكون بمرض السكر الذي اتسعت رقعة انتشاره بالعالم مع زيادة الخيرات والنعم والرفاهية.
إن الوقاية من حوادث المرور هي السبيل للحد من خسائرها برأي الكثيرين وهذا يكمن في الآتي:
شبكة الطرق بالكويت كانت ومازالت جيدة ولكن الصيانة وبالأخص بالسنوات الأخيرة لا تليق بمستوى البلد.
إعادة تأهيل الوضع الحالي لشبكة الطرق بشكل عام لكثرة تطاير الحصى والحفر والانعطافات المفاجئة وانعدام الخطوط الفاصلة بين الحارات والمطبات ونقص بالإشارات المحددة للمخارج والمداخل من والى الطرق الرئيسية.
٭ الحزم في تطبيق القوانين مما يردع ويزيد من الالتزام وبذل الجهود بشكل منهجي علمي لمعالجة المستوى الثقافي المتدني لدى السواد الأعظم من السائقين. حتى يتم القضاء على الآتي.
٭ ضرورة ضبط السرعة الجنونية والرعونة والانفلات الأخلاقي بالقيادة، والإهمال وعدم ربط حزام الأمان وتغليظ عقوبة استخدام الهاتف.
٭ ضبط السواق المهملين بتثبيتهم للبضائع والأنقاض والمواد الخطرة.
٭ الحرص على إزالة جميع المخلفات سواء الزجاجية او المعدنية او البلاستيكية من الطرق بعد الإصلاحات او الحوادث التي تقع حيث تشكل خطورة.
٭ رجاء من إخواننا رجال الطوارئ بشكل عام والداخلية بشكل خاص ان يحافظوا على التزامهم بقواعد السلامة، وذلك للمحافظة على سلامتهم لذا نرجو التقيد بارتداء السترات المضيئة خصوصا بالمساء وتجنب استخدام الهاتف النقال أثناء ترجلهم من سياراتهم إلا في أوقات الضرورة وعدم إعطاء ظهورهم للسيارات القادمة.
٭ علينا جميعا التحكم بأعصابنا والتصدي للانفعالات الناتجة أثناء الذروة وبالذات في فصل الصيف او لأصوات عوادم السيارات المفاجئة وكذلك انحرافهم بشكل سريع وخطر.
٭ معاقبة المخلين بشروط المتانة وبالأخص عطل بإنارة السيارة الخلفية وحتى الأمامية.
٭ أغلب الكويتيين يغادرون سنويا الى الدول المتحضرة -- فلماذا لا نقتبس المزايا الحسنة منها.
٭ تنظيم عملية إيصال وإعادة الأبناء من المدرسة هو من أحد الفنون التي يكتسب الطالب منها الكثير من الحسنات مثل التقيد بالأولويات: الهدوء ـ الانتظار والسبل الآمنة إلخ.
٭ وأخيرا لابد لنا ان ندرك ان الاخوة بالإدارة العامة للمرور وبجميع فئاتهم والمسئولين على شبكه الطرق بالجهات الأخرى يستحقون منا جميعا كل الاحترام والتقدير فإنهم يسهرون على راحة وسلامة المواطنين والوافدين من خروجهم من منازلهم حتى عودتهم لها وعلى مدار الساعة اي دون توقف ويواجهون جميع حالات الطقس ليلا ونهارا دون تقاعس، لذا نحن نحبهم كما نحب إخواننا وأبناءنا ونتمنى لهم دوام السعادة، والسلامة.