قبل سنة أو أكثر، لا أذكر بالتحديد، ولكنني كنت ضمن العامة الذين علموا بما وصل الى مسامعهم جدلا عابرا عن موضوع البوتيكات، وبكل صراحة وصدق لم أفهم الموضوع أو أسعى لفهمه وتعمدت أن أتغافله، حيث لم يكن ولو جزءا بسيطا من اهتماماتي، علما بأنه ان لم تخني الذاكرة وصل الجدل الى بعض البرلمانيين.
بالأمس، وبالمصادفة تابعت احد الفيديوهات التي وصلتني بالهاتف النقال والذي جذبني الى متابعته لنهايته تحاور اثنين من الشباب الكويتي، احدهما الإعلامي عبد الوهاب العيسى الذي عرفته من خلال تلفزيون الوطن، وأما الآخر فلا أعرفه ولكنه ذكرني بأحد الاخوة من عائلة خاجة الكريمة. خلال متابعتي للفيديو استمتعت كثيرا برقي النقاش وأسعدت بالطرح الرفيع من هذين الشابين وافتخرت بالحضور الكبير لعصبة من الفتيات والفتيان وبعض من الكبار والذي بدا لي انهم من أصحاب الاختصاص والبارزين في مجالاتهم العلمية، وأدهشت بالإدارة المحترفة والتنظيم المبهر لهذه الندوة أو المحاضرة. فلقد استذكرت الكثيرين من الشباب الطموح الذين آمنوا بشق طرقهم ولم يبالوا بالمخاطر ولم يلتفتوا للوراء أو الشمال ولا حتى اليمين لمن كان يحاول ان يهبط من عزائمهم بل استطاعوا ان ينالوا بالنهاية التقدير المناسب بعكس الذين انغرست أقدامهم بالقاع بسبب تعبئة آذانهم بالهرج الثقيل وعميت أبصارهم بالظلام الكاحل واكتأبت انفسهم بالشعور الهابط مما يبدو للمرء ان يجزم بأن الشباب هم أضواء التنمية المستقبلية والاستثمار السليم والناجح والركيزة الأساس في بناء المواطن الصالح الناجح صانع الجسور المناسبة لمواكبة تطورات المستقبل، فإن كثيرا من الدول الصغيرة والبسيطة لم تشتهر بسبب مساحتها ولا بوفرة مواردها ولكن صيتها وأعلامها رفرفت بالأعالي نتيجة ثقافة وعزائم شبابها وحكمة كبارها والرعاية والرؤى الثاقبة لحكامها.
شكرا للأبناء الأخيار جميعا مثل عبد الوهاب العيسى وأخيه خاجة وغيرهما ممن برزوا في المجالات الاخرى مثل الطب والهندسة والعلوم المختلفة وأيضا بالقطاعات العديدة سواء الحكومية أو الأهلية، وكذلك المتطوعون بالخدمات المجتمعية وادعو المولى ان يحفظ الشباب الكويتي والعربي من طوارق الليل والنهار الا طارق خير وأمان.
وبالنهاية نرفع أيادينا، داعين المولي عز وجل بأن يتمم بالشفاء العاجل والعودة الغانمة لأخينا المربي الفاضل الأستاذ حمزة الخياط، وأؤكد دائما أن الكويت ولادة بالنوابغ، حيث تاريخها زاخر وحافل بالاعلام والمبتكرين وحتى لا اهضم حق أي من الرموز الكبيرة، حيث لن يكفي الورق، أكتفي بذكر العم الدكتور صالح العجيري أطال الله بعمره والذي مازلنا نرى تقويمه معلقا في كل منزل وعلى سطح كل مكتب وبكل ثقة اشد على أيدي الآباء والأمهات ان يكونوا دائما الأعمدة التي تعلو بها مواهب أبنائهم.
ودعوتي الحقة لله عز وجل أن يحفظ سيدي حضرة صاحب السمو الأمير المفدى وسيدي سمو ولي عهده الأمين قادة نهضتنا حفظهما الله ورعاهما. الداعمين لرفعة لشباب أينما كانوا وتحقيق آمالهم مهما علت لمنافسة أمثالهم من عباقرة العالم.