يحكى أنه في إحدى الندوات عن إدارة الكوارث والتي أشرفت عليها جهة مختصة أجنبية وكان أغلب المشاركين من الجهات الحكومية المعنية بالطوارئ واستغرقت الدورة حوالي أسبوعين إلا انه لوحظ في اليوم قبل الأخير غياب مجموعة عن الحضور ولم يعرف سبب تخلفهم حتى عودتهم في اليوم التالي ولما اتجهت الأغلبية للطمأنة عليهم ولمعرفة سبب غيابهم كان الجواب يشوبه التلعثم وبعض الغموض والأعذار الواهية وادعاؤهم بحضور اجتماع على مستوى رفيع لتمثيل الجهات المشاركة بالندوة ومن شر ما يضحك انهم كانوا أقل فعالية ونشاطا وحرفية واختصاصا من الآخرين، ايضا يقول صاحبنا الراوي ان كثيرا من الدول ابتلاها الله بالمتسلقين المجيدين للكلام الذي يسحر عقول الكثيرين في الاجتماعات واندرهم تواجدا في أوقات الضرورات فهم أضعف وأخف من ذرات الرمل عندما تهب الريح الخاملة.
هذا يعني ان كثيرا من المتسلقين في الأحوال الاعتيادية وكثيري الكلام بالاجتماعات ولكنهم الأقل حضورا عند الشدائد وخلال معالجة النزائل وللأسف هم الذين يسيطرون على أصحاب القرار عن طريق التملق وأن هؤلاء المسؤولين يخدعون أحيانا ويصعب عليهم التمييز بين الحق والباطل لتداخلهما ببعض ولأن المسؤولين أولا غير ذي اختصاص وثانيا لحسن الظن والانشغال يوهم اليهم صحة الاختيار فأما المختصون الحقيقيون لأسباب انشغالهم بأعمالهم فهم عادة آخر من يستمع لهم فتضيع آراؤهم في مهب الرياح.
فلو استذكرنا معا بعض الكوارث والأزمات التي وقعت في الأعوام الأخيرة:
1- حادث حريق إطارات ارحية.
2- الأمطار الغزيرة التي أغرقت الكويت في العام الماضي.
3- الأزمة الحالية لانتشار وباء الكورونا الذي بدأ بالصين.
فلو تفحصنا القواسم المشتركة وإن كانت نسبية بينهم فسنجد من الطبيعي ان كل حادث تشوبه بعض الأخطاء ويصاحبه بعض التذمر من المجتمع وشيء من الارتباك بردات الفعل وكثرة الإشاعات ولكن، برحمة الله الحافظ لعباده، ومن ثم جهود الجهات المختصة بالدولة والحكومة الموقرة تتم السيطرة على التداعيات والآثار بشكل سليم وسريع.
ولكن يبدو لنا من القراءة المتعمقة ومن الاطلاع القريب على الإجراءات وتفحصها نرى انه تستدعي الضرورة الى وجود وحدة تنظيمية متفرغة بما تسمى بإدارة الكوارث والأزمات علما انها لن تكون الجهة المناط لها المهام التنفيذية وأيضا ليست بالضرورة ان تقوم بالإدارة المباشرة لإدارة ألازمات أو الكوارث ولكن هدفها الرئيسي باختصار توفير البيئة المناسبة لأصحاب القرار وتهيئ لهم القراءة السابقة للأخطار قبل وقوعها وأثناء الوقع وكذلك في مرحله التعافي والانتهاء منها والأهم الدروس المستفادة من تلك الحوادث للمستقبل.
بالختام يجب ان نقر ونعترف بالإجراءات الصائبة التي قام بها مشكورا مجلس الوزراء وعلى رأسه سمو الرئيس الشيخ صباح الخالد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس خالد الصالح ووزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح والشكر موصول لجميع القيادات العليا حتى أدنى مستوى من العاملين بكل الوزارات والهيئات المعنية والجهات الأخرى ونشد على أيديهم ونقول شكرا لكم جميعا فكنتم فعلا خلية نحل سقت الكويت بعسل الشفاء عندما كادت ان تشم رائحة المرض أرجو ان يحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه في ظل القيادة السياسية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظهم الله ورعاهم وسدد بالخير خطاهم.
[email protected]