استذكرت قصة لإحدى الكوارث التي خرجت من رحمها ازمات عديدة، فلقد كانت عبارة عن سقوط طائرة وحصرت نتائجها في الأضرار المباشرة مثل: خسائر بأرواح الركاب والطاقم الجوي وكذلك بالطائرة، اثر الارتطام بالأرض او الاصطدام بجسم ما او نتيجة حريق بسبب انفجار أو عامل آخر، اما غير المباشرة فيعتمد على ظروف ومستوى الحادث، فإذا جاز لنا التعبير فإن النقل الجوي مع انه يعتبر أكثر وسائل النقل أمانا إلا أن حوادثه تصنف بالكوارث لما اسلفنا ذكره، فمن البديهي ان أي كارثة عادة تأتي بأزمات، فعندما نرجع بالذاكرة لذلك الحادث سنحاول ذكر اهمها:
٭ البرودة الشديدة للطقس في ذلك الوقت تسببت في هطول الامطار الثلجية وادت لتجمد مياه النهر، ايضا فشلت جميع وسائل النقل البحري ومن ضمنها زوارق الانقاذ والاطفاء وزوارق الاسعاف والاغاثة وكذلك زوارق خفر السواحل.
٭ الحادث عبارة عن اصطدام طائرة ركاب مدنية بجسر يربط بين اهم ولايتين رئيسيتين.
٭ الفترة الزمنية التي وقع بها الحادث كانت في وقت الذروة وصادف في الساعات من الدوام الرسمي واليوم الاخير من الاسبوع اي بداية نهاية العطلة الاسبوعية.
٭ من سوء المصادفة ان حادثا آخر وقع في احد القطارات الارضية.
في الخلاصة انهم لو رسموا شجرة وكتبوا على اوراقها كل الازمات لانتهت الاوراق التي تحملها الاشجار ولجفت الاقلام، ولكن في النهاية انتهى الحادث وانطوت الصفحات التي ملئت بالإيجابيات والسلبيات ولكنهم استخلصوا من دروس عديدة دونت بالتقارير التي كانت في متناول اهل الاختصاص للاطلاع والاستفادة منها بتطوير الاجراءات والموارد البشرية والمادية.
استذكاري لهذه الحكاية التي وقعت منذ بضع عقود من الزمن سببها الفيروس الذي عجزت الحواس الخمس التي وهبنا الله جلت قدرته وان كان للبعض سادسة احيانا ان تستكشفه، علما انه استطاع ان يهز قدرات العالم اجمع وتمكن من كشف الغطاء الهش للدول العظمى مالكة القوى الذرية والبيولوجية واسلحة الدمار الشامل، وعليه لندع العالم لخالقه ونعود لكويتنا الحبيبة ونسلط الضوء على اساليب مواجهة هذه الجائحة، فلقد وصل الضيف المتطفل دون اذن مسبق او اشعار وبنى منزله في اعز وافضل ما لدينا، فاضطررنا لاستقباله ومواجهته بل مجاراته احيانا وفقا للخبرات العلمية والمعلومات والامكانيات المتاحة لنا المحلية والعالمية، ونتفحص ما ولدته الجائحة من دروس مستفادة وازمات والتي عولجت بأساليب وادوات وطاقات مختلفة.
واما الازمات فنختصرها بالآتي:
٭ ايقاف حركة النقل الجوي والبري الدولي.
٭ تهافت الناس على المواد الغذائية والطبية.
٭ ادارة الحشود البشرية وخصوصا العمالة المتعطلة.
٭ صعوبة استقبال الوافدين من قبل دولهم حتى تجهيز المحاجر اللازمة لهم.
٭ ايقاف الاعمال الرسمية والاهلية.
٭ قلة الخبرة بهذا الفيروس محليا وعالميا وقلة الموارد والاحتياجات البشرية والمادية.
الاهم من ذلك الدروس المستفادة واهمها:
ـ الايمان بالله وحسن الظن بجلاله ومن ثم صلابة الدولة بأميرها وحكومتها وشعبها.
ـ توسع الحكومة الإلكترونية التي عانت الكثير في ولادتها.
ـ الاعتماد على العمالة الوطنية لأنها صمام الامان الاساسي للتنمية المستدامة وبقاء الاوطان.
[email protected]