[email protected]
@Y_Alotaibii
في المرحلة المتوسطة تعرفت على صديقي محمد الخنجي، رحمه الله، وكنت ألازمه أينما ذهب وأستمع لكلامه مع أصدقائه.. وأجلس معه..
وفي العطلة كنت أذهب إلى مكان تجمع أصدقائنا فكان يأتينا ونجلس معا..
لم أشاهده طوال فترة حياتي أنه شتم أحدا أو أغتاب أحدا أو ظلم أحدا..
لم أر منه إلا كل خير ومحبة وطيبة وروح جميلة..
لم أسمع أحدا يشتكي منه أو يتكلم عنه بسوء.. لن أبالغ وأقول إن الجميع يحبه، ولكن أعلم أن الجميع يحترمه لأنه يحترم الجميع..
يقول لي أحد أصدقائه المقربين جدا منه: لم يترك صلاة وكان هو من يشجعني، وصديق آخر يشهد له يقول في المرحلة المتوسطة وقلة من كان يصلي الظهر.. كان هو لا يترك صلاة الظهر أبدا.
في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي ﷺ: وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال النبي ﷺ: وجبت.. فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.
وقال النبي ﷺ: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة فقلنا: وثلاثة، قال: وثلاثة فقلنا: واثنان، قال: واثنان ثم لم نسأله عن الواحد».
عندما مرض كل من عرف بمرضه حزن عليه وجاء ليزوره ويطمئن عليه.
اتصلت عليه لأطمئن عليه وأشد من أزره وأرفع من معنوياته فوجدته هو من رفع من معنوياتي..
هو من زاد إيماني.. قال لي: الدنيا دنية! ونحن عابرون فيها..
كأنه يعلم برحيله وأنه صابر وقوي بما أصابه ولم يتأثر ولم يهتز..
أصبحت هذه الكلمة تتردد في أذني بشكل كبير..
فعلا الدنيا لا تستحق منا أن نعطيها أكبر من حجمها ونتقاتل عليها.
طلب من الجميع قبل رحيله أن يحلله.. وأعلم يقينا أنه لم يجرح أو يؤذي أحدا، ولكن من طيبة وصفاء قلبه..
أسأل الله أن يكون صفاء قلبه وطيب أخلاقه شافعا له ويرفع درجاته ويجيره من عذاب الناس ويدخله الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.