لا يختلف أحد على أن بدايات تكّون المجتمع الكويتي بدأت بقدوم أسر من مختلف الطبقات من دول الجوار والاستقرار في الكويت واختيار الشيخ صباح الأول حاكما عليهم.
وبمرور الزمن كبرت رقعة الكويت وازداد عدد القادمين للاستقرار فيها مع استمرار حكم آل الصباح، لكن نظرا لاستقرار الأوضاع في الكويت زادت أطماع المجاورين لها فيها، وكانت للكويتيين وقفات أمام تلك الهجمات وصدها حفاظا على كيانهم.
وقد بذل الجميع الغالي والنفيس في الحفاظ على أرضهم لا فضل لطبقة على أخرى واستشهد على أرضها مواطنون وشيوخ في سبيلها، وفي أوقات السلم آنذاك تعايش الجميع في مجتمع متماسك، وكانت بلا شك هناك أدوار مختلفة لأبناء المجتمع الكويتي، فمنهم من اتخذ البصرة مكانا اقتصاديا للاستثمار وجلب الخيرات إلى الكويت، ومنهم من غادر إلى الدول الأخرى للتجارة والمساهمة فيما يحتاج اليه المجتمع الكويتي آنذاك.
ولا يخفى أن كل أبناء المجتمع الكويتي حكاما ومحكومين ومن كل الطبقات حافظوا على كيانهم والعمل في جميع مناحي الحياة رغم صعوبة الحال، وكان الحاكم يعتمد على فرض الضرائب على التجار والاعتماد عليهم في توفير المال لميزانية الإمارة آنذاك إلى أن أنعم الله عز وجل بالخير الوفير على المجتمع الكويتي باكتشاف النفط الذي قلب المجتمع الكويتي من حال إلى حال وبدا اعتماد التجار على الحكومة التي بيدها كل مقاليد السلطة التجارية والاقتصادية وانتشر الخير إلى كل أبناء المجتمع والانتقال إلى المدنية.
يتضح مما سبق أنه لا فضل لأي طبقة على أخرى في تكوين المجتمع الكويتي، بل إن هناك المئات من أبناء الكويت الأوائل الذين دفعوا حياتهم ثمنا للحفاظ على مجتمعهم وكذلك ما حدث أثناء الغزو العراقي الغاشم، حيث دفع المئات من أبناء الكويت حياتهم ثمنا لمجتمعهم ولم يساوموا على ذلك، هؤلاء هم من يستحقون الإشادة بهم، ولا بد أن يواصل أبناء المجتمع المحافظة على تماسك مجتمعهم بدلا من الخوض في أمور تفرق ولا تجمع.
[email protected]