نحمد الله سبحانه وتعالى على نجاح الفحوصات الطبية والعملية الجراحية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، يحفظه الله، وأدعو الله أن يمتعه بموفور الصحة والعافية.
عندما نشاهد الساحة السياسية الآن سنلاحظ متغيرات سبق ان تحدثت عنها في مقال سابق بعنوان «إلى متى التكتيك الحكومي يا صديقي» حيث ان الصورة أصبحت واضحة من خلال تبدل المواقف والمصالح فيما بين الموالين والمعارضين السابقين وأصبح البعيد قريبا والقريب تم استبعاده، وهذه هي اللعبة السياسية، المتغيرات تحدث دائما حسب الحاجة والأهداف لذلك يصعب على أصحاب المبادئ الثابتة أن يتم استغلالهم أو استبدالهم بمعنى عندما يكون هناك أشخاص معارضون حقيقيون لديهم خطة وهدف وطني واضح المعالم هنا يصعب اللعب معهم سياسيا بل سيكونون حجر عثرة في وجه أي فساد، لهذا نجد اليوم تخرج علينا أسماء جديدة ككتل وتجمعات وأحزاب في ظاهرها إبراز الأهداف الوطنية لكسب تأييد شعبي ليكونوا أداة ضاغطة على الحكومة وهذا يحتاج الى مراجعة مواقف كل المتصدرين لهؤلاء التجمعات والكتل والأحزاب، فلو رجعنا لمواقف البعض منهم لوجدنا أكثر هؤلاء الأشخاص كانوا نوابا وسياسيين ومشاركين بخسارة الداو والمديونيات الصعبة وقانون الـ b.o.t وصفقة الافكو للطائرات والمصفاة الرابعة ووقف البعض منهم معارضا لاستجوابي 2003 و2004 اللذين كانت محاورهما تتضمن قمة الانتهاكات والفساد للمال العام ومنهم من وقف يدافع عن مئات الموظفين الذين يجلسون بمنازلهم ويهدد ويتوعد المسؤولين إن تم إيقاف رواتبهم فسيستجوب الوزير المعني وبنفس الوقت نجدهم اليوم يحشدون الناس ويقسمون انهم سيدافعون عن المال العام وجميع هذه القضايا كلفت الدولة والمال العام خسائر بمليارات الدنانير.
وكذلك نشاهد تجمعا شعبيا ووطنيا يترأسه شخص أو أشخاص كانوا بالأمس صامتين رغم تفشي الفساد وانتشاره ولم يفعلوا شيئا سوى أنهم كانوا متحدثين بلسان الحكومة وعندما تم تبديل المقاعد السياسية أصبحوا معارضة وطنية ويطالبون بحقوق الشعب.
لذلك نجد اليوم تنصهر الأحزاب بعضها ببعض لتشكل مسميات جديدة كتجمع أو كتلة براجماتية أو تابعة لأشخاص ولا بد من ذكر مصطلح وطني أو شعبي بالأخير حتى ينخدع بهم الوطنيون البسطاء ليكونوا متوحدين في مواجهة الحكومة وفي النهاية عندما تستقطب الحكومة رؤساء هؤلاء التجمعات ويتم إرضاؤهم سنجد تجمعاتهم وتكتلاتهم تختفي ويتجمد نشاطها وكل الوطنيين البسطاء يخرجون من هذه التجمعات والتكتلات دون تحقيق فائدة وطنية كما يتم إيهامهم، وكالعادة يتكرر السيناريو.
نحن نفتقر الى وجود تجمع أو تكتل أوحزب أيديولوجي ذي أهداف وطنية واضحة المعالم بل إن جميع الأحزاب والتجمعات والتكتلات والحركات الشعبية التي لدينا هي براجماتية أو تابعة لأشخاص وهذا النوع من التجمعات حتما سينهار في يوم ما والتاريخ يشهد بذلك.
إن الشعب وحقوقه أصبحوا شماعة يتعلق بها كل من يريد الوصول لأهدافه الخاصة، لذلك أقول للعقلاء والحكماء ابتعدوا عنهم وابتسموا لهم ابتسامة السخرية حيث ان الإنسان الفطن والحكيم يتعظ ويراجع المواقف الماضية لجميع من يتصدرون المشهد السياسي وكفانا مجاملات وتناسيا.
[email protected]
@nasser_p7