تحت مظلة الهيئة الخيرية، انطلقت مبادرة «نعمتي» وسط تفاعل كبير وقبول واسع من المتطوعين وأهل الخير والتجار وموردي المواد الغذائية والهيئات الرسمية، مسفرة عن توزيع أكثر من 1600 سلة غذائية على الأسر المتعففة داخل الكويت، هذا ما أكده رئيس مجلس إدارة مبرة البر الخيرية محمد يوسف المزيني.
ولعل أحد أبرز عوامل نجاح هذا المشروع وبلوغه لأهدافه الإنسانية أنه نابع من حماسة فريق «نعمتي» بقيادة المزيني لفكرته وحرصه على تأطيرها وتطويرها بدعم الشركاء ومحبي الخير، وتحركه الحثيث للشراكة مع الهيئة الخيرية ومؤسسات خيرية أخرى.
جاء هذا المشروع في سياق مبادرة «نعمتي» التي ترعاها مبرة البر الخيرية التي ترفع شعار «اعط المحتاج.. ما لا تحتاج»، وذلك بالتعاون مع الهيئة الخيرية وجمعية التميز الإنساني للعمل على تلبية احتياجات الأسر المتعففة من المواد الغذائية الضرورية والأساسية عبر توفير سلة غذائية متنوعة ومتكاملة، تكفي أسرة مكونة من 5 أفراد مدة أسبوعين.
مسارات المبادرة
تفاصيل المبادرة ومراحل تطورها يرويها المزيني قائلا: انطلقت مبادرة «نعمتي» بالتعاون مع الهيئة الخيرية في صالة فهد الأحمد التابعة للهيئة خلال شهر رمضان المبارك، للعمل على مسارات خمسة، وهي حفظ النعمة وإطعام الطعام وحماية البيئة وتقليل الهدر وتفعيل العمل التطوعي.
وعاد المزيني بالذاكرة إلى الوراء ليشير إلى أن مبرة البر الخيرية أسست في عام 2001، وقد جاءت نواة للجنة فائض الأطعمة والولائم التي أسسها عمه د.أحمد المزيني عام 1988، ثم تحولت إلى مبرة، نشاطها الرئيس حفظ النعمة وتوزيع الفائض من الأطعمة على الأسر المتعففة حسب نظامها الأساس الذي اتسع أيضا ليشمل العديد من أوجه البر كالصدقات والزكوات وتفريج الكربات وكفالة طالب العلم وغيرها.
أكثر من 1600 سلة
وشهد شهر رمضان المبارك كما يوضح المزيني توزيع أكثر من 1600 سلة غذائية على الأسر المتعففة خلال مشروع حفظ النعمة، مصدرها مواد مرتجعة من التجار، وهي صالحة للاستخدام لكنها غير صالحة للتسويق، بموجب عرف في الأسواق المركزية يقضي بأن البضاعة إذا تبقى من صلاحيتها 3 شهور تعود إلى التاجر، وعليه أن يقدم إليها بضاعة جديدة.
وتابع قائلا: في هذه الحال لا يجد التاجر منفذا للإفادة منها، فيتجه إلى التبرع بها لمبادرة «نعمتي»، إلى جانب مواد غذائية أخرى واردة من مصادر شتى بهدف دعم مشروع إطعام الطعام، وبذلك تتكون السلة الغذائية من مواد جديدة وأخرى مرتجعة، مشيرا إلى أن المبادرة تهدف إلى إطعام الطعام وحفظ النعمة وإيقاف الهدر، وحماية البيئة، خصوصا أن نصف النفايات في الكويت من الأطعمة، وهذه الأطعمة ينتج عنها غاز سام يضر بالبيئة، وهناك هدف أخير وهو تفعيل الدور التطوعي انطلاقا من أن نجاح المبادرة مرهون بمدى تفاعل الفرق التطوعية معها في جميع المراحل.
وعن آلية الوصول إلى المستفيدين، قال المزيني: نصل إليهم عن طريق الجهات الخيرية، وعبر رابط إلكتروني، كنا قد دشناه، ووصل عدد المشتركين فيه إلى أكثر من 12 ألف أسرة، غير أننا لم نستطع تلبية احتياجات هذه الأسر من المؤونة الغذائية، وهذا ما يلقي علينا مسؤولية إضافية، وعلى أي حال نرى أن صدى المشروع أصبح واسعا والتجاوب معه بات سريعا.
وتشكل الشراكة مع القطاع الخاص كما يؤكد المزيني سر نجاح أي عمل خيري، مبلورا مفهوما متطورا للشراكة التي تقوم على الدعم المادي والكيفي معا.
وأوضح أن الدعم الكيفي يقوم على فكرة استلهام الخبرات والوقوف على آليات العمل لتحقيق مستوى متقدم من العمل الاحترافي والمبني على أسس وقواعد، مشيرا إلى شراكات مميزة مع شركات اليسرة والكويت للزراعة والصيداوي والمطاحن والمراعي وغيرها، وما تقدمه للمبادرة من دعم عيني وكيفي.
وحول دور الهيئة الخيرية في المبادرة، قال المزيني إن الهيئة قدمت لنا صالة فهد الأحمد لكي تكون مركزا لانطلاقة المشروع، وهذا ما أعطى للمبادرة ثقلا كبيرا وإضافة أساسية، كما أن اسم الهيئة منحنا ثقة كبيرة نعتز بها، وعزز موقفنا لدى الشركاء، لاسيما أن الهيئة جهة كبيرة ومعتمدة لدى الجهات الحكومية والأهلية.
وأردف قائلا: إن وجود الهيئة يعزز طموحنا في هذا المشروع ويسهم في تطوره وتوسيع نشاطه، لاسيما أن النفايات في الكويت من الأغذية تزيد على المليون طن، وهناك إحصائية تقول: مليونا ونصف المليون وربما أكثر، وطموحنا أن نصل إلى 10% من الأطعمة، لنحفظها من الرمي، ونوزعها على الأسر المتعففة، وهذا طموح كبير، يمثل نقلة نوعية وصياغة مشــروع نموذجي ناجح ترعاه الهيئة لــحماية البيئة ووقف الهدر.
وثمن المزيني مبادرة الهيئة الخيرية بتكريم الفرق التطوعية العاملة في المشروع، وإلقاء المدير العام كلمة تشجيعية وتحفيزية للمتطوعين، وتسليمهم الدروع التذكارية والشهادات التقديرية في خطوة كان لها أثر إيجابي كبير، مشيرا إلى أن هذه المبادرة مستحقة لما للمتطوعين من دور كبير في إنجاح هذا المشروع بدءا من استقبال المواد الغذائية من التجار وتجميع السلال وتوزيعها والتواصل مع الأسر.
وأعرب المزيني عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة تعاونا أكبر مع الهيئة، لحاجة المبادرة إلى بصمتها في كل خطوة، خصوصا أنها مؤسسة ذات مكانة كبيرة في المجتمع، وأصبحت مظلة للمشروع، وأهل الخير يبحثون عن مؤسسة تحظى بالسمعة الطيبة وثقة المجتمع، مشيرا إلى أن هناك طموحات أخرى تتجاوز العمل الميداني إلى أهداف تشريعية وأخرى توعوية للحد من آثار هدر الطعام وإلقائه في النفايات.
وأشار أيضا إلى ترتيبات يجري تدشينها مع جمعية العون المباشر، بخصوص الإفادة من أحد مخازنها المميزة، خاصة أنها ذات خبرة في إدارة المخازن، متطلعا إلى أن يصبح هذا المخزن بيت خبرة في حفظ النعمة، وأن يتوسع المشروع في استقطاب المواد الغذائية المرتجعة لتوزيعها على الأسر المتعففة، والعمل على حماية البيئة.