لا شك أن ما أنزله الله تعالى من شرع فيه ما يحقق للمسلم سعادته ورضاه ما تمسك بهذا الشرع وأقامه كما أراد الله سبحانه.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك مرارا، ففي قوله سبحانه: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)، إشارة كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه، إلى أن من اتبع أمر الله الوارد في كتابه ضمن الله تعالى له ألا يشقى في الدنيا والآخرة، وفي الدعاء الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أصابه هم أو غم، أوصاه بأن يدعو فيختم دعاءه بقوله: (أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن).
وفي تعليقه على هذا الحديث قال ابن القيم في كتابه الفوائد: (ولما كان الهم والحزن والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فإنها أحرى ألا تعود، وأما إذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فإنها تعود بذهاب ذلك).
ولأن القرآن الكريم هو سبب سعادة رئيسي للإنسان فقد أوصى الله تعالى عباده أن يستمسكوا به ويأتمروا بأوامره وينتهوا بنواهيه، قال تعالى: (فاستمسك بالذي أُوحِيَ إليك إنك على صراط مستقيم).
ويعد الإسلام من أعظم نعم الله تعالى على عباده، فهو من يرضيه لهم ولم يقبل لهم السير على غيره، قال الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، فمن أكرمه الله بالإسلام يجدر به أن يتبع ما أمر به الله تعالى وينتهي عن النواهي بما نصت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، ولابد من الإشارة إلى أن الإسلام من الأسباب التي تؤدي الى صلاح وسلامة القلب والجوارح، قال الرسول صلى الله عليه وسلم واصفا رسالة الإسلام: «أن تسلم قلبك لله وأن توجه وجهك لله وأن تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة، أخوان نصيران لا يقبل الله من عبد توبة أشرك بعد إسلامه)، وسلامة الجوارح تكون بالاستقامة والمداومة على طاعة وعبادة الله تعالى، أما سلامة القلب فتكون باستسلامه لله تعالى، كما أن الإسلام السبيل الذي يصل بالعبد الى السعادة في الدنيا والآخرة بتحقيق النفع والخير ودفع الشر والضر.