- د.وجدان العقاب: نستنكر أن تمر السنوات وتُغفل خطط الدولة عن إنشاء أحزمة خضراء في مواقع تقاطع ممرات الرياح الثابتة في الدولة
- د.رأفت ميساك: طريق الجهراء - الصبية الأكثر تعرضاً لتراكم الرمال وهو بذلك أحد معوقات التنمية والاستثمار في المنطقة الشمالية
دارين العلي
طرحت الجمعية الكويتية لحماية البيئة عددا من المقترحات والحلول المستدامة للتخفيف من العواصف الرملية والغبارية في الكويت مطالبة الجهات المعنية في الدولة بالتعاون لتفعيل المادة 118 من قانون حماية البيئة رقم 42 لعام 2014 والمعني بإعداد خطط الطوارئ وإدارة المخاطر الطبيعية.
الأحزمة الخضراء
وأثارت رئيس الجمعية د.وجدان العقاب في تقرير خاص لـ «الأنباء» مسألة وجود مقترحات كثيرة للأحزمة الخضراء التي تم رسمها من قبل ولم تر النور، معتبرة انه لو تم تنفيذها لاستفدنا اليوم من نتائجها خاصة ان الكويت دولة غنية لا ينقصها توظيف الأموال في مصلحه البيئة، لافتة الى انه كان يمكن الاستفادة من الأشجار التي تم وضعها للبيع من منطقة جنوب سعد العبدالله وغيرها من المناطق المحمية المهملة عن طريق إعادة زراعتها في المناطق المناسبة لزراعة الأحزمة الخضراء.
وأشارت د.العقاب الى ان الزراعة كانت في بعض المواقع القاحلة عقبة في العقود السابقة، إلا أن تطور العلم وتكنولوجيا الزراعة والإصرار والإقدام على عمل المستحيل هي حلول منطقية لابد من التحرك السريع لتحقيقها على أرض الواقع.
وأسفت لتعثر بعض العقود الخاصة ببعض المشاريع التنموية مما يتسبب بتدهور الغطاء النباتي وبالتالي يؤثر سلبا على التنوع الأحيائي ويزيد من العواصف الرملية وظاهرة الغبار التي يعززها جفاف الأراضي المكشوفة واتساع رقعة التصحر»، مطالبة بتفعيل برامج إكثار النباتات الفطرية القادرة على حجز الرمال في «نباك» قد تحجز أكثر من 19 مترا مكعبا من الرمال مثل الغردق والرمث وغيرها من النباتات المعمرة في البيئة الكويتية واستخدامها في زراعة المناطق البرية وفق برامج تخضير موحدة على جميع المستويات الحكومية والأهلية والخاصة.
وقالت د.العقاب انه على المدى القصير يمكن تثبيت المصادر المحلية للرمال المتطايرة والغبار بمواد صديقة للبيئة خلال الأعوام من 2023 الى 2025، وأنه لا بديل من اتخاذ التدابير المشمولة بتصميم وتنفيذ برنامج للتشجير وتخضير الكويت خلال الأعوام 2022 حتى 2030، خاصة ان الكويت وقعت كباقي دول العالم على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ومن ضمنها الهدف الخامس عشر الذي يركز على المحافظة على الحياة بالبر، والهدف الثالث عشر الخاص بالعمل المناخي.
رصد ومراقبة العواصف
وأكدت د.العقاب على أهمية أن تكون هناك برامج رصد ومراقبة للعواصف الغبارية وبرامج تقييم للخطط والبرامج العلاجية، مبينة أن نجاح الأحزمة الخضراء حول العالم، وفي تجارب واقعية كان لها الأثر الإيجابي في حجب زحف الرمال في مواقع كثيرة، مستنكرة أن تمر السنوات وتغفل خطط الدولة عن إنشاء أحزمة خضراء في مواقع تقاطع مع ممرات الرياح في الدولة، حيث ان الرياح السائدة ثابتة ومعروفة، ومصادر الرمال المستوردة من الشمال في جنوب العراق وسورية معروفة بسبب الجفاف في تلك المناطق.
تراكم الرمال على الطرق
ومن جانبه، أكد عضو لجنة حماية الحياة الفطرية بالجمعية والمدير التنفيذي لشركة الرؤية لإدارة المشاريع البيئية د.رأفت ميساك ان معظم الطرق السريعة في الكويت تتعرض وبدرجات متفاوتة لظاهرة تراكم وزحف الرمال، ما يتسبب في تعطل الحركة لفترات طويلة، كما حدث أثناء عواصف يونيو - أغسطس 2018 ويونيو 2021، حيث تعرضت البلاد لعواصف رملية وغبارية شديدة، بلغت سرعة الرياح قرابة 70 كم/ ساعة وسجلت سرعات تزيد على 100 كم/ ساعة في يونيو 2021 واختفت وصلات طويلة من الطرق تحت غلالات من الرمال الزاحفة، وتسببت العواصف بعدة حوادث سير.
طريق الجهراء الصبية
وبين د.ميساك ان أهم الطرق الواقعة تحت مخاطر الرمال الزاحفة في الكويت هي طريق «الجهراء - الصبية»، وطريق السالمي، ووصلة الدائري السادس الرابطة بين طريقي الصبية والسالمي، وطرق الوفرة «الوفرة - ميناء عبدالله، الوفرة - الزور، الوفرة - كبد»، ووصلات من طريق «الجهراء- العبدلي»، ووصلات من الطريق الحدودي بين الكويت والعراق، وطرق الأرتال العسكرية، مشيرا إلى أن طريق الجهراء - الصبية (طريق 801 - طريق الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح) يعد أكثر الطرق تعرضا لزحف الرمال بالكويت، ولوحظ ان خطورة الرمال الزاحفة بطريق «الجهراء - الصبية»، تكمن في تراكمها فوق الجسور الالتفافية للطريق ما يهدد حياة قائدي السيارات.
العواصف الرملية الأشد
وأضاف د.ميساك انه خلال السنوات العشر الأخيرة تعرضت الكويت للعديد من العواصف الرملية والترابية، كان من أهمها وأشدها تأثيرا: عاصفة 25 مارس 2011 وعواصف يونيو - يوليو 2018 وفي يونيو 2021، والتصور العام للعاصفة أنها تؤدي إلى انعدام الرؤية وتسبب حوادث الطرق، وتعطل الحركة الجوية والأرضية والبحرية وخلل لأوجه الحياة، فضلا عن المشاكل الصحية، بينما مفهوم العاصفة من وجهة نظر متخذ القرار هي رصد ومراقبة وإنذار مبكر وإدارة متكاملة.
كسر سرعة الرياح
وقال د.ميساك: من المتفق عليه عالميا وإقليميا ومحليا ان التشجير هو أفضل الحلول المستدامة للتخفيف من العواصف الرملية والغبارية، وثبت هذا في عدد من دول المناطق الجافة منها الصين.
ولفت إلى انه في معظم صحراء الكويت، لا توجد أحزمة خضراء من أشجار قوية لها المقدرة الكبيرة على كسر سرعة الرياح وتغيير مسارها ومن ثم التخفيف من آثار العواصف (باستثناء مواقع محدودة نسبيا) ما يعني ان الرياح الشمالية الغربية التي تراوحت سرعتها من 108 الى 119 كم/ ساعة، يوم 13 يونيو 2021 والمحملة بالرمال الدقيقة والغبار اجتاحت الحدود الشمالية للكويت دون عوائق، باستثناء أشجار منطقة العبدلي المرتفعة.
حجم الرمال المزالة
وأوضح د.ميساك انه قبل عام 2018 كان متوسط ما تتم إزالته من الرمال من فوق الطرق السريعة قرابة 30 ألف متر مكعب/ شهر، وبعد ذلك حدثت زيادة كبيرة بكميات الرمال المزالة، حيث بلغت قرابة 200 ألف متر مكعب في يونيو 2018 (وزارة الأشغال العامة، 27 يونيو 2018) ومن المتوقع ان تكون هناك زيادة في كميات الرمال المزالة من فوق الطرق في يونيو 2021، ويعد طريق الجهراء - الصبية من أشد الطرق تعرضا لظاهرة زحف وتراكم الرمال بالكويت، ويمثل الطريق بوضعه الراهن أحد معوقات التنمية والاستثمار في المنطقة الشمالية الشرقية، ما لم تتخذ التدابير الفورية لحماية الطريق من الرمال الزاحفة.