ألمحت روسيا إلى عزمها منع تجديد تفويض إدخال المساعدات الإنسانية الى الشمال السوري عبر معبر باب الهوى الوحيد المتبقي، في وقت تحذر عشرات المنظمات السورية والعالمية من كارثة إنسانية كونه يمثل شريان الحياة الوحيد بالنسبة لأكثر من 4 ملايين من السوريين، لاسيما في الشمال الغربي.
وألمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عبر بيان إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نقلته وكالة «أسوشيتد برس» إلى أن روسيا ستستخدم حق النقض في مجلس الأمن لمنع تجديد تفويض إيصال المساعدات الإنسانية عن طريق معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا والذي سينتهي في 10 يوليو المقبل، مؤكدا ان موسكو تخالف الأمم المتحدة والدول الغربية في فرضية عدم وجود بديل لإيصال المساعدات، إلا عبر تركيا منتقدا السيطرة التركية على قضية المساعدات.
واتهم الدول الغربية والأمم المتحدة بعرقلة إرسال المساعدات عن طريق النظام السوري من دمشق وبتواطؤ من أنقرة، حسب تعبيره.
واستخدمت روسيا والصين (الفيتو) في مجلس الأمن لاغلاق ثلاثة من اربع معابر كانت تنقل المساعدات وهي معبر «باب السلامة» على الحدود التركية ومعبري الوليد واليعربية على الحدود العراقية.
وسعيا لعدم قطع شريان الحياة عن أكثر من 4 ملايين سوري في منطقة خفض التصعيد، عقدت مجموعة من منظمات المجتمع المدني السوري، مؤتمرا صحفيا في ريف إدلب الشمالي أمس، حذرت فيه من الكارثة الإنسانية الوشيكة، في حال نجح فيتو روسيا في منع مجلس الأمن الدولي من تجديد التفويض في الجلسة المتوقعة الشهر المقبل.
المؤتمر الذي انعقد على اتستراد باب الهوى قرب مدينة معرة مصرين، تضمن إلقاء بيان صحافي صادر باسم 75 منظمة سورية إنسانية، حذرت فيه من تداعيات وآثار إغلاق المعبر.
وجاء في البيان، الذي أرودته مواقع إخبارية سورية، أنه «سيكون للفشل في تجديد القرار أثر كارثي على الوضع الإنساني.
لن تستمر حملة اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في شمال غرب سورية، كما ستتوقف السلال الغذائية عن الوصول إلى 1.4 مليون شخص شهريا، فضلا عن تعطل وصول المياه والخدمات الصحية والصرف الصحي.
وحذرت المنظمات في بيانها من أن 75% من أصل 4.2 ملايين شخص يعيشون شمال غربي سورية يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تأتي عبر الحدود، بينهم مليون طفل و2.4 مليون نازح ومهجر داخلي.
وندد البيان بالمقترح الروسي الداعي إلى تسليم المساعدات الأممية عبر النظام، مشيرا إلى أن حكومة النظام منعت 80% من شحنات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من المرور عبر خطوط النزاع، كما حدث في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي وحلب الشرقية.
وفي مايو الماضي ناشد منسق مساعدات الأمم المتحدة، مارك لوكوك، مجلس الأمن عدم قطع «شريان الحياة» عن ملايين السوريين في المنطقة.