أججت وفاة نزار بنات، الناشط السياسي الفلسطيني المنتقد للرئيس محمود عباس خلال اعتقاله لدى السلطة، الاحتجاجات في الضفة الغربية، وسط اتهامات من عائلته بأنه توفي نتيجة تعرضه للضرب المبرح، ودعوات غربية بإجراء تحقيق شفاف حول الحادث.
وشارك العشرات من الفلسطينيين في احتجاج في دوار المنارة برام الله، نددوا خلاله بما وصفوه بجريمة قتل الناشط المعارض والمرشح البرلماني السابق فجر أمس، وقد ردد المشاركون شعارات تستنكر الحادثة، وتطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله، كما خرجت مظاهرة مماثلة في مدينة الخليل، بحسب «الجزيرة».
وقال المفوض السياسي العام المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء طلال دويكات إن رئيس الوزراء محمد اشتية، أمر بتشكيل لجنة تحقيق فورية ومحايدة، بخصوص وفاة المعارض بنات.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن دويكات قوله إنه لا مانع من مشاركة مؤسسات حقوقية في لجنة التحقيق. وأشار إلى أن هناك طبيبا من جهة عائلة بنات سيدعى للمشاركة في تشريح الجثمان.
وكان محافظ الخليل جبرين البكري، أعلن في بيان صحافي، إن نزار بنات توفى خلال اعتقاله على أيدي قوة من الأجهزة الأمنية بموجب مذكرة إحضار صدرت بحقه من النيابة العامة.
وأضاف البكري أنه خلال عملية الاعتقال «تدهورت حالته الصحية وفورا تم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي وتم معاينته من قبل الأطباء حيث تبين أنه متوف»، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ النيابة العامة وفق الأصول ولم يوضح المحافظ سبب صدور مذكرة إحضار بنات أو سبب وفاته.
في المقابل، قالت مصادر في عائلة بنات إنه تعرض إلى «عملية اغتيال عقب اقتحام منزل عمه في الخليل من قبل قوة أمنية وتعرضه للضرب المبرح واقتياده إلى جهة مجهولة» قبل الإعلان عن وفاته.
وقال حسين بنات، وهو ابن عم نزار ويقيم في نفس البيت، في تصريحات لرويترز «قوة كبيرة من أجهزة الأمن الفلسطينية اقتحمت المنزل الذي كان يتواجد فيه نزار بعد خلع الأبواب وبدأوا بالاعتداء عليه مباشرة». وأضاف «فتحوا الباب بالقوة. الأجهزة الأمنية أول ما دخلوا كان نزار نايم. صحينا على صوت ضرب نزار. كانوا طايحين ضرب على راسه بالعتلات الحديدية، وليس العصي الخشبية، اللي كسروا فيها الشبابيك. انهالوا عليه في الضرب لمدة ثماني دقائق متواصلة.
وعلى تويتر كتب مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط تور وينسلاند إنه منزعج وحزين لوفاة بنات ودعا إلى تحقيق شفاف. وقدم وينسلاند تعازيه إلى عائلة بنات وقال إنه يجب تقديم الجناة للعدالة.
وبنات ناشط حقوقي معروف اتهم السلطة بالفساد في قضايا منها تأجيل الرئيس المتكرر للانتخابات التشريعية آخرها في مايو الماضي. ويوم الاثنين أدان بنات الذي له 100 ألف متابع على فيسبوك مسؤولي السلطة الفلسطينية، واصفا إياهم «بالمرتزقة» بسبب اتفاق مع اسرائيل للحصول على لقاحات ضد كوفيد-19 اقتربت صلاحيتها من الانتهاء، وهو اتفاق سرعان ما ألغته السلطة.