استعرضت قوات الحشد الشعبي في العراق، امس، في محافظة ديالى بشرق البلاد، في أكبر استعراض لها إحياء لذكرى تأسيسها في يونيو 2014.
وشارك في العرض العسكري الذي حضره رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي، ورئيس هيئة الحشد، فالح الفياض، وقيادات أمنية وعسكرية أخرى. وأقيم في معسكر «أشرف» أكثر من 20 ألفا من عناصر الحشد، فيما عرضت أنواع مختلفة من الأسلحة والصواريخ والراجمات والطائرات إيرانية الصنع التي تم نقلها طوال الأسابيع الماضية عبر الحدود مع إيران.
وشهدت المدينة الواقعة شرقي العراق انتشارا أمنيا كثيفا لتأمين الاستعراض بعد تأجيله عدة مرات بسبب خلافات بين قادته حول تفاصيل تنظيمه، والأسلحة المستخدمة فيه.
وقال الكاظمي، عبر حسابه في موقع «تويتر»: «حضرنا استعراض جيشنا البطل، وأيضا الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي». وأضاف رئيس الوزراء «نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا».
وفي وقت تحدثت وسائل إعلام محلية عن تأجيل العرض ونقله من بغداد إلى ديالى، «بسبب اعتراض الكاظمي على إقامته في العاصمة»، نفي المتحدث عن إعلام الحشد الشعبي، مؤيد الساعدي، بحسب موقع «الحرة» هذا الكلام جملة وتفصيلا، وقال: «ساحات بغداد لا تتسع لحجم الاستعراض».
وأوضح الساعدي أن «الاستعراض مقرر إقامته في المعسكر، وهو موقع عسكري كبير تابع للهيئة، حيث يمكن استيعاب العدد الكبير للقوات المشاركة في الاستعراض، والآليات»، مشيرا إلى أنه لم ينظم في العاصمة لـ «تفادي الإرباك». ومن ثم استدرك قائلا: «ولنحافظ على خصوصية بغداد المدنية».
في المقابل، أكدت مصادر مطلعة من بغداد، أن «الاستعراض كان مخططا من البداية إجراؤه في معسكر أشرف، وذلك لأسباب تقنية ترتبط بحضور الكثير من الوحدات العسكرية وإجراء تدريباتها هناك».
وكانت ميليشيات ربع الله قد نفذت انتشارا مسلحا في عدد من مناطق بغداد، مارس الماضي، قبل أن يقوم ملثم من الحركة بتلاوة بيان تحدث فيه عن «مطالب اقتصادية».
وعن تزامن الاستعراض مع ملف اعتقال قاسم مصلح، قائد هيئة العمليات في الأنبار، وإطلاق سراحه لاحقا، يقول الساعدي «حادثة قاسم مصلح عرضية وطبيعية، وقد انتهت بشكل قانوني وبإشراف العمليات المشتركة»، لافتا إلى أنه «تم التخطيط والتنظيم للاستعراض منذ أشهر».
ومن جهته، أكد رئيس هيئة الحشد، فالح الفياض، أن «الحشد ذراع الدولة ويعمل تحت إمرة القيادة المشتركة ولا يمكن فصله عن بقية الأجهزة الأمنية».
وكشف الفياض أن «هناك موافقات مبدئية من قبل الكاظمي على تخصيص مركبات عسكرية خاصة وتحمل أسماء الحشد، فضلا عن توحيد رواتب قوات الهيئة ومخصصاتهم أسوة ببقية صفوف الجيش العراقي».
وهنا يعلق المحلل السياسي، مقداد الحميدان، وفق «الحرة»، بأن هناك تطورات في العلاقة بين الكاظمي والحشد الشعبي، معتبرا أنها «خطوة ذكية من الكاظمي لاحتواء الأزمة التي حصلت مؤخرا في قضية مصلح».
وأضاف الحميدان «الكاظمي يحاول احتواء الحشد ضمن إدارة الدولة، فالهيئة أساسا تابعة لرئاسة مجلس الوزراء»، مشيرا إلى أن الهدوء في العلاقة «مؤقت» وذلك بسبب «اقتراب موعد الانتخابات».
من جهة أخرى، استهدف هجوم بثلاث طائرات مسيرة مفخخة ليل امس الأول، قرية واقعة على أطراف أربيل في إقليم كردستان في شمال العراق، في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية، ما تسبب بأضرار في منزل أحد سكان المنطقة، بحسب بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، الذي اكد ان المسيرات كتب عليها شعارات مماثلة للتي تستخدمها عادة الفصائل الموالية لإيران.
ونددت القنصلية الأميركية في أربيل بتغريدة بهذا الهجوم، معتبرة أنه يشكل «خرقا واضحا لسيادة العراق».
من جهته، قال اميد خوشناو محافظ أربيل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه «تم صبيحة إسقاط طائرة مسيرة مفخخة بالمتفجرات في قرية براغ شمالي أربيل وطائرتين في قرية كومة سبان، مشيرا إلى أن القريتين تبعدان حوالي 3 كيلو مترات عن البناية الجديدة للقنصلية الأميركية في اربيل».
وأضاف ان «إحدى الطائرات سقطت في زراعات قرية براغ وألحقت أضرارا مادية في بيت أحد المواطنين دون وقوع أي خسائر بشرية».