للمرة الثانية منذ توليه منصبه قبل خمسة أشهر، يأمر الرئيس الأميركي جو بايدن بشن جولة من الهجمات الجوية الانتقامية ضد ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران في العراق وسورية، وهذه المرة ردا على هجمات بطائرات مسيرة «درونز» شنتها تلك الفصائل على أميركيين ومنشآت أميركية في العراق، وهو ما نددت به بغداد وطهران.
وشدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن الضربات يجب أن تمثل رسالة «قوية» لردعهم عن مواصلة استهداف القوات الأميركية. وقال للصحافيين في روما «آمل أن تكون الرسالة التي بعثتها الضربات وصلت وأن تردع أي خطوات مستقبلية».
وأضاف: «توجه هذه الخطوة للدفاع عن النفس وللقيام بما يلزم لمنع أي هجمات أخرى، رسالة مهمة وقوية» إلى الفصائل المستهدفة.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الپنتاغون جون كيربي في بيان إنه «بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية (...) غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية ـ السورية».
وأضاف «بالنظر إلى سلسلة الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران، والتي تستهدف المصالح الأميركية في العراق، وجه الرئيس بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع هجمات كهذه».
وأسفرت الضربات عن سقوط قتلى بين الميليشيات المدعومة من إيران بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والميليشيات نفسها.
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري، إن الضربة الأميركية هذه لن تؤثر على الميليشيات العراقية المتواجدة على الأراضي السورية.
وأكد أن الحشد الشعبي والميليشيات الأخرى العاملة تحت الجناح الإيراني تستخدم المناطق السكنية للتمركز وتخزين الأسلحة، وقال ان حصيلة الاستهداف هي 7 قتلى و6 جرحى ومفقودين جميعهم من الحشد الشعبي، بالإضافة لتدمير مستودع ومقر آخر.
وأضاف أنه من البوكمال وصولا إلى التبني والحدود مع الرقة هناك أكثر من 200 كلم غرب الفرات تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له من مختلف الجنسيات العراقية والأفغانية والباكستانية.
بدورها، تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل طفل.
وكانت آخر مرة أمر فيها بايدن بشن هجمات محدودة في سورية في فبراير وكانت في ذلك الوقت ردا على هجمات صاروخية في العراق.
واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) في بيان أن الهجمات تأتي لإظهار أن بايدن «سيتحرك لحماية الأميركيين».
وردا على الهجمات، قال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن «ما تقوم به الولايات المتحدة هو زعزعة أمن المنطقة، وستكون الولايات المتحدة نفسها أحد ضحايا ذلك».
وقال الپنتاغون إن المنشآت المستهدفة فجر أمس كانت تستخدمها فصائل مسلحة مدعومة من إيران من بينها كتائب «حزب الله» و«سيد الشهداء»، وإحداها استخدمت لإطلاق الطائرات المسيرة واستعادتها.
وصرح مسؤولون بأن الجيش الأميركي شن الهجمات بطائرات إف -15 وإف -16. وإن الطيارين الذين نفذوا هذه الهجمات عادوا بسلام.
من جهته، ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالضربات، التي اعتبرها «انتهاكا سافرا لسيادة العراق».
وقال في بيان «يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضية ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات، داعيا إلى التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله.
وأعلن الحشد الشعبي من جهته في بيان مقتل أربعة من مقاتليه في الضربات التي قال إنها استهدفت ثلاث نقاط مرابطة داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الانبار.
وأفادت مصادر من الحشد الشعبي أن القتلى ينتمون إلى كتائب سيد الشهداء، إحدى الفصائل الأكثر ولاء لإيران.
وأدان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية «العدوان الأميركي السافر على المنطقة الحدودية السورية -العراقية وتعتبره انتهاكا فاضحا لحرمة الأراضي السورية والعراقية».
ونقلت «سانا» عن المصدر: إن هذا العدوان الذي وجهت به أعلى القيادات الأميركية يثبت مرة أخرى تهور السياسات الأميركية وضرورة سحب قواتها المعتدية منها تلبية لرغبات شعوبها ومؤسساتها الدستورية.
وحذر المصدر من أن هذه «الاعتداءات تزيد من حدة تفجر الأوضاع الدقيقة في المنطقة» وكرر أن الوجود العسكري الأميركي في سورية موجه لخدمة الأهداف الإسرائيلية والقوى الانفصالية وبما يتعارض مع مصالح شعوبها.
وطالب الإدارة الأميركية بضرورة احترام وحدة أرض وشعب سورية والعراق والتوقف فورا عن ممارسة هذه الاعتداءات على استقلال البلدين.