بالأمس، استيقظت الكويت على فاجعة مؤلمة بسبب شاب متعاط فقد السيطرة على تصرفاته وقام بقتل رجل أمن بعد أن قتل أمه.. فيا للهول مما حدث!
ولو نظرنا إلى نقاط الضعف والقوة في هذه الجريمة النكراء لوجدناها كالتالي:
أولا: الإفراج عنه سابقا بعد أن سبب الأذى لأمه، ما أدى إلى قتلها لاحقا.
ثانيا: رجل الأمن ليس لديه من معدات الدفاع عن النفس شيء مثل الصاعق الكهربائي أو بخاخ الفلفل أو بخاخ الهلوسة ذي التركيز المخفف أو قاذف الراتنج لشل حركة المجرم.
ثالثا: من الملاحظ أن شهيد الواجب، رحمه الله، ليس لديه أي نوع من التدريبات القتالية للدفاع عن النفس مثل الجودو أو التايكندو أو قتال الشوارع أو على الأقل لياقة بدنية.
رابعا: شهيد الواجب ليس لديه ضخامة في الجسم لكي يتعامل مع المجرم ويرد الأذى عن نفسه.
خامسا: رجل الأمن يفترض أن يكون لديه أمر إطلاق نار دائم على من يريد قتله والدليل على ذلك أن زميله الموجود في الدورية يفترض أن يكون معه سلاح ويطلق النار على المجرم قبل أن يقتل زميله الذي استسلم لطعنات القاتل.
سادسا: يجب تشدد الإجراءات القانونية المتعلقة بالمخدرات، وخصوصا في النيابة العامة وكذلك الإجراءات الأمنية الميدانية من خلال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وكذلك الإدارة العامة للجمارك.
وقد يقول البعض إن ما حدث هو حالة استثنائية نادرة ولا يقاس عليها، لكن الحقيقة أنه لا يوجد في الحسابات الأمنية للدول المتقدمة أي حالة استثنائية، بل إن العمل الأمني ينطلق من نظرية الاحتمال الأسوأ والحفاظ على سلامة رجل الأمن في أصعب الظروف وتجهيزه بكل الوسائل الوقائية، ولعل هذا الاهتمام ينطلق من مبدأ أساسي لا يختلف عليه اثنان لأنه يمثل هيبة الدولة وكذلك هو أحد أبناء الشعب.
ولحسن الحظ أن وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي يولي اهتماما كبيرا في تطوير ودعم الجهاز الأمني منذ بداية توليه وزارة الداخلية، فهو رجل أمن من الطراز الأول وقد سبق له أن تولى جهاز الأمن الوطني، ويعرف تماما كيف تدار المنظومة الأمنية بكل مقوماتها النظرية والميدانية، وليس من المستبعد أن نرى قريبا هذا التطور الأمني على يد وزير الداخلية.