خلافا للعام الماضي احتفلت الولايات المتحدة الأميركية بعيد الاستقلال ذكرى «الرابع من يوليو» بشكل صاخب كعادتها في كل عام منذ أول احتفال لها، عام 1777، بعد عام على توقيع إعلان الاستقلال.
فاحتفالات العام الماضي خيم عليها الحزن وأخبار وفيات فيروس كورونا والأعداد الكبيرة في إصاباته، وتدهور الاقتصاد، وعدم التمكن من التوصل إلى يقين بشأن اللقاحات، ولم تشهد البلاد ما شهدته هذا العام من تجمعات واحتفالات وحالة من الفرح بهذه المناسبة التي يحترمها الأميركيون.
وأضاءت الألعاب النارية سماء الكثير من المدن لاسيما العاصمة واشنطن ومعالمها التاريخية، مثل قبة الكونغرس وضريح إبراهام لينكولن، فيما تجمع آلاف الأميركيين للاستمتاع بالأضواء الملونة، وأغلقوا أغلب شوارع العاصمة خاصة تلك القريبة من البيت الأبيض والمتنزه الوطني. وقال موقع TMZ الإخباري الأميركي إن كلفة ألعاب العاصمة واشنطن بلغت 278 ألف دولار.
ويبدو أن تحسن الأحوال الصحية النسبي بث الثقة بشكل كبير لدى المحتفلين الذين ظهر العديد منهم بدون أقنعة وجه.
وخرجت جماهير غفيرة للشوارع، للاحتفال بعودة البلاد إلى طبيعتها «وبعيد الاستقلال عن كورونا»، كما وصفه الرئيس جو بايدن، في خطابه بالبيت الأبيض بهذه المناسبة.
وبالمقارنة مع يوم الرابع من يوليو 2020، حيث سجلت الولايات المتحدة أكثر من 47 ألف حالة إصابة في يوم واحد، تبدو الأرقام أفضل، مع تسجيل 13 ألف إصابة جديدة بالفيروس في اليوم نفسه من هذا العام.
ويبدو ان الرئيس الأميركي جو بايدن سيرضى بالفارق الضئيل بين الهدف الذي حدده لحملة التطعيم بحلول عيد الاستقلال وبين ما تحقق فعلا.
وعلى الرغم من الحوافز العديدة وعدم وجود نقص في الإمدادات، فشلت الولايات المتحدة بالوصول إلى نسبة تطعيم 70% من جميع البالغين بجرعة واحدة على الأقل بحلول يوم الاستقلال أمس الأول كما كان يرغب بايدن.
ولكن حتى الآن تلقى 67% فقط، أو 173 مليون شخص، الجرعة الأولى على الأقل، وفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتم بالفعل تطعيم حوالي 58% من جميع البالغين بشكل كامل- وهذا يعني جرعتين من لقاح فايزر/بيونتيك أو لقاح موديرنا، أو جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون المكون من جرعة واحدة.
وحذر بايدن بأن وباء كوفيد-19 «لم يهزم بعد»، في وقت تتصاعد المخاوف حيال المتحورة دلتا التي تنتشر في عدد من البلدان.
ودعا بايدن الأميركيين إلى تلقي التطعيم معتبرا ذلك «أكثر الأمور وطنية على الإطلاق»، بينما لم يسجل في الولايات المتحدة أي تراجع في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا منذ منتصف يونيو، ويثير معدل التطعيم المنخفض في بعض المناطق قلق الخبراء.
وقال إن التطعيم هو مفتاح الوصول للاستقلال عن فيروس كورونا.
وتابع أنه «بهذه الطريقة سنظل متفوقين على هذه السلالات ونحمي التقدم الذي أحرزناه بشق الأنفس».
وأضاف بايدن: «لذلك نحن اليوم، على الرغم من أننا لم نتغلب على الفيروس، ونحن نعرف ذلك.
إلا أنه لم يعد يتحكم في حياتنا، ولم يعد يتسبب في الشلل لبلادنا».
وقارن الرئيس بين إعلان الاستقلال عن الامبراطورية البريطانية عام 1776 والتعافي السريع من فيروس (كورونا) قائلا: «قبل 245 سنة أعلنا استقلالنا عن ملك بعيد واليوم نقترب أكثر من اي وقت مضى من إعلان استقلالنا عن فيروس قاتل» محذرا في الوقت نفسه من ان الفيروس «لم يهزم بعد».
واحتفل بايدن بالعطلة بحفل شواء كبير في حديقة البيت الأبيض بمشاركة حوالي 1000 ضيف مدعو. كان من بينهم العديد من الجنود والعاملين في مجال الرعاية الصحية وأسرهم.
ويجري في المتوسط تطعيم حوالي مليون شخص كل يوم - وهو أقل بكثير من العدد الذي كان يتم تطعيمه في ذروة حملة التطعيم الأميركية قبل عدة أشهر وبلغ أكثر من 3 ملايين شخص.