تدهور الوضع الميداني في درعا وتحول الى «حرب حقيقية» حسب وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال ان التصعيد الأعنف منذ سيطرة قوات حكومة دمشق على المحافظة قبل ثلاثة اعوام، بدأ مع ساعات الصباح الأولى أمس بقصفها بصواريخ أرض-أرض قصيرة المدى «صواريخ فيل» وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، في مناطق متفرقة من المحافظة انطلاقاً من الريف الشرقي للمحافظة مروراً بالمدينة وصولاً إلى الريف الغربي منها، وسط محاولات لاقتحامها برياً، فيما قام مقاتلو المعارضة من أبناء المنطقة بمحاولة للتصدي لهذه المحاولات. وسط حديث عن التوصل لاتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في درعا البلد يبدو انه لم يصمد كثيرا حيث كانت العمليات العسكرية مستمرة في الريفين الشرقي والغربي.
من جهتها، اتهمت وكالة الأنباء الرسمية من وصفتهم بـ«مجموعات إرهابية» باطلاق قذائف هاون، على المستشفى الوطني ومنازل المواطنين في مدينة درعا. وذكرت أن المجموعات المتحصنة في حي درعا البلد استهدفت أحياء مدينة درعا بقذائف هاون سقطت إحداها على المشفى الوطني وأدت الى تخريب تجهيزات ومعدات في قسم الكلية. وقالت الوكالة انه يتحصن في حي درعا البلد من اعتبرتهم «مطلوبين وخارجين على القانون وفلول مجموعات إرهابية»، في حين قدرت مصادر أممية عدد المدنيين الذين يقطنون الحي بنحو 25 ألف مدني.
وقال مصدر محلي لموقع تلفزيون «سوريا» إن اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة، اتفق مع اللجنة الأمنية والعسكرية في درعا على وقف إطلاق النار بشكل مبدئي في درعا البلد، كخطوة أولى لوقف العمليات العسكرية بشكل كامل.
وأكد المرصد أمس مقتل وأسر أكثر من 25 عنصرا من قوات الحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لها. لكن مواقع اخبارية تداولت مقاطع تظهر عددا كبيرا من الجنود الأسرى، وقال مصدر ان العدد يتجاوز الـ70.
بدورها نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، إن «القوات الحكومية السورية تبدأ عملية اقتحام حي درعا البلد». واستهدفت قوات الحكومة بلدة اليادودة بعدد من قذائف المدفعية وصواريخ «الفيل»، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا بين المدنيين، وسط تحليق مستمر لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة، بحسب المرصد. وطبقا للمرصد، شن مقاتلون محليون من أبناء درعا هجمات على نقاط ومواقع وحواجز للجيش والأجهزة الأمنية بريف درعا رداً على التصعيد على درعا البلد، وتمكن المقاتلون من السيطرة على نحو 10 نقاط ومواقع بريفي درعا الشرقي والغربي.
وكشف المرصد عن مقتل ثمانية من قوات الحكومة والميليشيات الموالية لها خلال الاشتباكات في عموم درعا، كما قتل 6 من المقاتلين المحليين، بالإضافة لمقتل مدنيين اثنين بالقصف البري الذي نفذه الجيش السوري على درعا البلد واليادودة، متوقعا ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، وانعدام الخدمات الصحية لنقص المعدات والأدوية بعد أكثر من شهر من الحصار.