بيروت - عمر حبنجر
كسرت العقوبات الأوروبية على معرقلي تشكيل الحكومة في لبنان، حاجز الإحباط المواكب لولادة حكومة لبنانية جديدة، إضافة إلى اقتناع الفريق الحاكم، بأنه بعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لن يكون هناك من يتكلف بتشكيل حكومة في المرحلة الأخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون.
ويدخل عامل انهيار الدولة اللبنانية في صلب الضغوط الأوروبية لتسريع تشكيل الحكومة. وهو ما حمل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان على التواصل مع وزير الدفاع الإسرائيلي ودعوته إلى الكف عن العبث بالأمن في جنوب لبنان أو عبره، مع التأكيد على عكس الانطباعات القائلة بأن «حزب الله» يقف وراء العرقلة الحاصلة، من جانب بعبدا، فالحزب معني بالاستقرار في لبنان، لأن الفوضى الشاملة في هذا البلد تؤذي الوضع في سورية.
الرئيس ميقاتي، سيكون في بعبدا، اليوم الإثنين، ليتابع مشاوراته مع الرئيس ميشال عون، انطلاقا من حيث اللقاء الأخير بينهما الخميس الماضي.
وينتظر أن يقدم ميقاتي إلى عون خريطة تفصيلية وأولية للحكومة، بعد حسم مسألة التوزيع الطائفي للحقائب الوزارية، خصوصا السيادية والتي تشمل وزارات المال والداخلية والدفاع والخارجية، وهي ما زالت معلقة على إصرار الرئيس ميشال عون حصوله على وزارتي الداخلية والعدل المؤثرتين في الانتخابات التشريعية المقبلة.
ولوحظ في هذا الوقت اشتداد الحملة الإعلامية على الرئيس المكلف عبر وسائل التواصل وبعض الصحف، على خلفية دعوى قضائية يعتبرها كيدية أقامتها عليه النائبة العامة لجبل لبنان غادة عون في قضية القروض الإسكانية.
والإشكالية هنا، بحسب المصادر المتابعة، أن ميقاتي ما وافق على خلافة الحريري في رئاسة الحكومة، إلا بعدما ضمن وعدا من الفريق الرئاسي بسحب الملاحقة القضائية ضده، لكن الحملات المستجدة على هذا المحور الشخصي توحي بأن هناك من أخل بالتوافق الحاصل، لغاية في نفس يعقوب.
البطريرك الماروني بشارة الراعي، قال في عظة الأحد: الوضع لم يعد يحتمل لأننا في سباق مع الانهيار ومع العقوبات الدولية.
بدوره، المطران إلياس عودة، ميتروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس، قال في عظة أمس: نشهد غياب الأخلاق وصوت الضمير، وما زلنا نسمع بالمحاصصات، وشبح الموت ما زال مخيماً على بيروت.
المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان قال في تصريح له أمس: إن لبنان بلا حكومة طوارئ خيانة وطنية وجريمة.
عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي يرى المشهد الحكومي أكثر تعقيدا وأن الأمور ما زالت تدور في الحلقة المفرغة وقد عادت عقدتا «الداخلية» و«العدل» إلى الواجهة، قائلا: أنا غير متفائل بتشكيل الحكومة مع العقوبات الأوروبية التي قد تعرقل عملية التأليف، أكثر مما تسهله.
في هذه الأثناء، الأنظار متجهة إلى مؤتمر الدعم الدولي الثالث الذي تنظمه فرنسا الأربعاء المقبل بمشاركة الرئيسين الفرنسي والأميركي إيمانول ماكرون، صاحب الدعوة، وجو بايدن، وبالتزامن مع الذكرى الأولى لتفجير المرفأ. ويبدو واضحا أن المجتمع الدولي بات جاهزا للتعاطي مع قوى الحراك المدني في لبنان والقوى الناشطة للتغيير.
وبالتزامن، حل عيد الجيش اللبناني، أمس، وقد انهالت على هذه المؤسسة الوطنية الجامعة، بيانات الرياء وتصريحات الدجل، ممن أنهكوها وأرهقوها ومعها الشعب اللبناني الذي حملوه تبعات فجورهم السياسي وانتزعوا منه حقه الحصري بالسيادة.
في هذه الأثناء، شهد مطار بيروت الدولي، فجر أمس، عملية ترحيل لعدد من أفراد عائلات مقاتلين مرتبطين بداعش من الجنسية الألبانية إلى بلدهم كانوا معتقلين في مخيمات تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الكردية في شمال شرق سورية.
وقد أشرف على عملية الترحيل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي قال من مطار بيروت إن: استعادة المحتجزين الألبان إنجاز للبنان وهذا النهار هو يوم عطاء وأنا على استعداد للقيام بأي دور يتعلق بالمعتقلين اللبنانيين (في سورية) إذا طلب مني ذلك ولكن هذا الأمر يحتاج الى قرار سياسي غير موجود حاليا.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن عددهم 19 منهم 5 نساء و14 طفلا، وحضر عملية الترحيل رئيس وزراء ألبانيا ايدي راما ووزير الداخلية اللذين قدما الى لبنان لمرافقة تلك العائلات الى بلادها.
من جهته، قال رئيس الوزراء الألباني: «ما حصل اليوم يحمل أخبارا جميلة للشعب الألباني، وسنستكمل العمل لاستعادة جميع الألبانيين الموجودين في تلك المخيمات».