أحاول كثر ما أقدر أن ألتزم بالخط الإيجابي والمتفائل في هذه المقالة، إلا أنه لا يمكن تجاهل حقيقة خيبة أمل المواطن في أداء عدد من نوابه بمجلس الأمة، الذين انشغلوا بصراعات جانبية متعلقة بمكتسبات شخصية على حساب مكتسبات الوطن والمواطن الذي كان ينتظر منهم الكثير، في المقابل عطلت الحكومة دوران الأرض عن حدود خريطة الكويت ووضعت كل همها ووقتها ومالها ـ المعذرة/ أقصد المال العام ـ من أجل حصد نقاط الفوز بميدالية الجلوس على كراسيها داخل مجلس الأمة بين كر وفر! وأوقفت لذلك تمويل المشاريع الإسكانية والطرق والتنمية، وأغلقت النور والباب عن التعليم وتركته لمصير مظلم ومجهول، وأغلقت الأنشطة الترفيهية والتعليمية بوجه الأطفال دون إيجاد حلول بديلة لهم، ما يفهم بأن التعليم وأنشطة الأطفال وكل ذلك غير مهم لدى الحكومة، ولا أولوية بقدر أولوية تكتيكات الجلوس على كراسيها!
وخيبة أمل أيضاً باستمرار تراجع الرياضة على جميع الأصعدة، ولعل الخروج الهزيل لمنتخب الكويت لكرة القدم رغم ضعف المنافسين في مجموعاته مع كل الاستحقاقات التي خاضها، والذي يعتبر مرآة لمستوى الدوري المحلي وباقي الرياضات الأخرى ومرآة للفساد والمشاكل الإدارية فيه، بالمقابل شاهد المواطنون مختلف دول العالم خارج حدود الكويت في تعاطيها مع أزمة كورونا خلال سفرهم في الإجازة، حيث الحياة شبه طبيعية مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي وتنظيم ساعات العمل وفق ضوابط صحية بالتعايش مع الفيرس دون الحاجة إلى تعطيل أو إغلاق أي من الأنشطة، بينما المواطن والمقيم يضع يده على قلبه بعد سماع كل خبر اجتماع لمجلس الوزراء عندنا.. وكأنه يستمع لاجتماع مجلس قيادة الثورة!
تملك الحكومة اليوم فرصة ذهبية في ظل وجود العطلة البرلمانية لإعادة ثقة المواطن فيها من خلال الالتفات إلى هموم الشارع ونهضة الوطن، ابتداء من الإصلاح الاقتصادي وملاحقة الركب العالمي والاستثمار في الطاقة البديلة، مثل الكهربائية والطاقة الشمسية، حيث إن كبرى شركات السيارات في العالم بدأت بالفعل في صناعة سيارات كهربائية وتعمل على التحول بالكامل نحو «الكهربائية» خلال السنوات المقبلة.
وأيضا جيراننا الأشقاء في دول الخليج العربي بدأوا بخطوات متقدمة جدا في هذا المجال، وقد سعدت جدا وأعدت صياغة هذه المقالة بعد سماعي لخبر اهتمام الحكومة بسرعة تنفيذ مقترحات مشاريع الطاقة المتجددة وتجميل مدينة الكويت وتطوير جزيرة فيلكا، إلا أنني أخشى أن تظل هذه المشاريع فقط حبرا على ورق مثل مدينة الحرير وتطوير الجزر والمنطقة الحرة والقطار والمترو...، أو أن تتأخر لسنوات طويلة كجامعة الشدادية واستاد جابر!
[email protected]