بيروت - منصور شعبان:
بلغت حالة الهستيريا في لبنان مرحلة صعبة مع ارتفاع موجة الاحتجاجات على الفوضى التي تنتشر من دون ضوابط تحت ضغط انقطاع الكهرباء ومادتي البنزين والمازوت والغلاء الشامل لكل شيء بفعل تأرجح سعر صرف الدولار والاحتكار.
آخر الميدانيات حريقان اندلعا منتصف ليل أول من امس في محطة الكهرباء بمنطقة الحرش (قصقص) وآخر في مركز للاتصالات التابعة لشركة «أوجيرو» المملوكة للدولة على طريق المطار، حيث هرعت سيارات الإطفاء التي أخمدت النار سريعا ولم تسجل أية إصابات. يضاف الى ذلك الاحتكاك الأمني الذي حصل عند محطة للوقود في حي الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك ضمن حوادث باتت تتكرر يوميا، بين المواطنين المنتظرين ساعات طويلة، لتعبئة خزانات سياراتهم.
الاحتكاك حصل بين عناصر من عائلة زعيتر وأصحاب محطة جبل عامل إثر إطلاق أحد الزعيتريين النار على المحطة بسبب عدم إعطائه أفضلية التعبئة، وهنا تدخل الجيش وحصل تبادل إطلاق نار وتم اعتقال المعتدين على المحطة، لكن ما أن غادرت عناصر الجيش حتى بادرت مجموعة من أقارب الموقوفين إلى إطلاق قذيفة صاروخية على المحطة وتسببت بإحراقها، وعرف من هؤلاء هادي عباس زعيتر وأولاد ابو راجح زعيتر الذين عمدوا إلى تحطيم دوار الكفاءات والدخول الى مباني الجامعة اللبنانية.
وفي بيان لها، أعلنت قيادة الجيش أن قوة منه أوقفت عددا «من الأشخاص من آل زعيتر قرب محطة جبل عامل في الليلكي بينهم هادي عباس زعيتر، على اثر ذلك قام أولاد ابو راجح زعيتر برفقة آخرين باطلاق نار كثيف ثم قاموا بتكسير دوار الكفاءات والدخول الى الجامعة اللبنانية».
في منطقة قصقص، حيث تقع إحدى المحطات الكهربائية الرئيسة لإنارة العاصمة اللبنانية، شب فيها حريق سارعت فرق الإطفاء إلى اخماده فنجحت قبل أن يتوسع إلى خزانات الفيول، وما ساعدها بذلك اقتراب مقرها من المكان. أما الأضرار فليست كبيرة غير أن مخاوف انتشار النار أثارت الرعب لدى السكان في محيط المحطة التي تقع في منطقة طريق الجديدة (عقر دار الرئيس سعد الحريري وخزان «تيار المستقبل»)، من احتمال امتداد النيران إلى براميل زيت أنزلت حديثا إلى المحطة، وقد اجتاح الدخان المنبعث المنازل والبيوت.