تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من قوات شرطة وحرس الحدود ووحدة ما يسمى بمكافحة الإرهاب «اليمام» وقوات من الجيش، مطاردتها للأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا امس الأول، من الفرار من سجن جلبوع غرب مدينة بيسان، أحد أكثر السجون الإسرائيلية تحصينا.
وأقام الاحتلال ما يزيد على 200 حاجز في محاولة لاقتفاء أثر الأسرى الفارين، حيث تدقق في هوية السائقين على الطرقات، كما تفتش السيارات التي تشتبه فيها. وأنشأت الشرطة غرفة عمليات مشتركة مع قوات جيش الاحتلال لتركيز جهود البحث، كما يشارك جهاز المخابرات الداخلي المعروف بـ «الشاباك» بكل إمكانياته التكنولوجية في مسعى للوصول إلى طرف خيط يقود إلى مكان هروب الأسرى. وقد استصدرت الشرطة أمرا قضائيا يفرض تعتيما تاما على تفاصيل التحقيق لمدة شهر كامل.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن كاميرات المراقبة المنصوبة على أبراج سجن جلبوع رصدت لحظة خروج الأسرى من فتحة النفق، لكن أحدا من السجانين في غرفة المراقبة لم يلحظ ذلك ولم يعلن حالة الطوارئ، كما أشارت التحقيقات إلى أن إحدى السجانات -التي تولت الحراسة في البرج المشرف على فتحة النفق- قد غفت في تلك الساعة ولم تلاحظ عملية الهروب.
في غضون ذلك، أجلت مصلحة السجون الإسرائيلية 90 أسيرا فلسطينيا على الأقل من سجن جلبوع، الذي سيخضع لعملية تفتيش واسعة النطاق في الأيام المقبلة بحثا عن أنفاق أخرى قد تكون حفرت أسفل زنازين الأسرى. ولمزيد من التفاصيل، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي، أنه وبعد ساعة ونصف الساعة من فرار الأسرى، وصلت إلى الشرطة التقارير الأولى عنهم من مزارعين لمحوهم واشتبهوا بهم، وبعد ساعة فقط اكتشف حراس السجن من هم السجناء المفقودون. ولفت إلى أنه في يوم الأحد الماضي، قبل 24 ساعة من فرار الأسرى، طلب زكريا الزبيدي، عضو حركة «فتح»، تبديل الزنازين والانتقال إلى الزنزانة التي كان يحتجز فيها 5 من معتقلي حركة الجهاد الإسلامي، مضيفا أن هذا الطلب «كان غير عادي لكنه لم يثر أي شكوك». في المقابل، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بدأت في فرض إجراءات عقابية جماعية بحق الأسرى في مختلف السجون. وأوضح النادي في بيان، أن هذه الإجراءات العقابية تمثلت، وفقا للمتابعة، في نقل الأسرى القابعين في قسم 2 في سجن (جلبوع)، حيث تأكد نقل 16 أسيرا إلى سجن (النقب)، وهم من بين نحو 90 أسيرا يقبعون فيه، كما ألغت إدارة سجن (جلبوع) المحطات التلفزيونية في كل الأقسام، ونقلت 5 من قيادات أسرى الجهاد الإسلامي إلى التحقيق، وشرعت في عمليات تفتيش واسعة بغالبية السجون. وأضاف ان حالة من التوتر تخيم على كل أقسام الأسرى، وأن كل المعطيات الراهنة تؤكد على أن إدارة سجون الاحتلال ماضية في فرض المزيد من الإجراءات التنكيلية والعقابية بحقهم، مؤكدا أن هذه الإجراءات تأتي امتدادا لجملة السياسات التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال. وطالب نادي الأسير، المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، بفرض رقابة وحماية دولية على الأسرى وتكثيف الجهود لمتابعة أوضاعهم وطمأنة عائلاتهم، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم. من جهة أخرى، أغلقت السلطات الإسرائيلية، جميع أروقة وساحات الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل أمام المصلين لتأمين احتفال المستوطنين بما يسمى «عيد رأس السنة العبرية».