تغيرنا وما قدرنا نغير!
عشنا حياتنا على الهامش
افتقدنا أشياء كثيرة كانت لها أن تغير، ليس حياتنا فقط، ولكن كفيلة بتغيير المجتمع بأكمله!
آباؤنا والرعيل الأول عانوا ما عانوا من حياة صعبة، لذلك اهتموا بتربيتنا وتعليمنا، وأي اهتمام وتفاخروا بما حصدناه وحصلناه!
والدولة تكفلت بكل شيء تقريبا وبقى أهم شيء لك أن تتخيله!
وهو السلوك، نعم السلوك هذا المفقود بين واقعنا وأحلامنا، باتت المسافة بينهما شاقة وصعبة في أن نتجاوزها وتكاد أن تتحطم معها الهمم إن لم تكن تحطمت فعلا!
ومع كل هذا الرفاه والعيشة الرغدة لم تعد للعزيمة داع!
حتى الدولة أصبحت لا عزيمة لديها!
لقد وقعنا في الفخ وبات كل شيء سهلا أو في المتناول!
حتى استهوتنا الماركات والسفر والبحث عن الأناقة والتجديد حتى نظر أبو كشرة لأسنانه وابو تمبة لجسمه والعصلة لعضلاته!
عيادات الأسنان والأندية الصحية في الأسواق وكراسي البديكير والمنيكير لا تحصى! وعمليات التكميم والنحت بالحجز والسفر بالأقساط!
خضعنا لرغبات جيل لا يبالي بشيء ولا يهتم لأمر، وأصبحنا الداعم الرئيسي له على ذلك حتى تشابهنا معه واتجهنا معا إلى المجهول..!
بعد أن تبدل العيب إلى عادة والنزاهة إلى غباء والتجاوز إلى شطارة!
هذا الجيل يعيش بلا حلم حقيقي ومعظم أحلامه تتبخر وتذهب مع أدراج الرياح!
وما صعوبة الحياة التي أراها في الوجوه من حولي وفي كل مكان وبرغم إمكانياتها وترفها!
إلا وتذكرني بحلم حكي لنا بالأساطير وتلك الفتاة التي رأت فارس أحلامها على حصان أبيض جميل، وسرعان ما استيقظت منه! ربما لينتهي بها المطاف على زواج مسيار فاسق! في وقت لم يعد لها حيلة وخيار سوى أن تقبل بإيواء والصرف على رجل بلا قوامة!
حياتنا لها أن تكون أفضل لو أدرناها بسلوك آخر، سلوك الفكر والعزيمة والإصرار، وتحدي الذات والمسؤولية وابتعدنا عن الشبهات والتقليد!
وقمنا باستغلال ما نملك من عقول وطاقات وأدرنا أموالنا بحكمة ووفق حاجتنا لتغيرت حياتنا للأفضل، لا أن نستمر بالعيش على الهامش حتى يلفظنا الهامش نفسه!
٭ وضوح: المجتمع لا تبنيه الدولة لوحدها ولا الفرد لوحده، هي مجموعة من السواعد يجب أن تكون أهدافها سامية أولا ومسؤولة ثانيا!