- السبيعي لـ «الأنباء»: افتتاح مكتب للإرشاد الزراعي وإنشاء فروع استهلاكية وغاز ولوازم العائلة ضرورة ملحّة
- الشلـوحي: غـيـاب الكهـرباء 3 مرات في الأسبوع يقضي على إنتاجنا.. و80% من المياه المعالجة حُرمنا منها
محمد راتب
أطلق عدد من المزارعين في منطقة الوفرة قطعة 6 و7 صرخة عبر «الأنباء» يستنجدون من خلالها بالجهات المعنية لإنقاذ مزارعهم وإنتاجهم، وتوفير المتطلبات الأساسية لهم لتمكينهم من تحقيق الأمن الغذائي، وأبرزها المياه المعالجة والكهرباء والنظافة العامة، مشيرين إلى أن الواقع مزر للغاية، والمزارع بات يتحمل أعباء إضافية، ويصرف أموالا طائلة لتوفير الزراعات المتنوعة والمميزة للمستهلك.
«الأنباء» وخلال جولة في منطقة مزارع الوفرة الواقعة على جانبي طريق 500، التقت عددا من المزارعين في مزرعة عويس السبيعي، ورصدت واقعا مأساويا تمثل في انتشار النفايات حول المزارع بكميات هائلة وسط غياب واضح للجهات المعنية التي باتت عاجزة أمام هذه الأطنان من الأشجار والمخلفات التي تستدعي حلولا مكانية، إضافة إلى غياب الفروع الاستهلاكية والخدمية ومحطة الوقود، وانتشار رائحة الموت في الطريق 500 الذي بات طريق الخوف والموت في آن واحد بحسب وصف الأهالي والمزارعين القاطنين في المنطقة.
بداية، أكد صاحب مزرعة العويس، عويس السبيعي لـ«الأنباء» أن الواقع المزري للقطع 6 و7 من منطقة الوفرة، وافتقارها إلى أدنى المتطلبات الأساسية ومقومات الزراعة، بات يمثل عبئا غير مسبوق على المزارعين، متسائلا: كيف يمكن إنفاذ قرار الحكومة الأخير في تحويل الوفرة والعبدلي إلى منطقتين سياحيتين جاذبتين في ظل هذه المعاناة؟ وكيف نفرح بإدخال السياحة إلى منطقتنا وهي تعاني من نقص الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه المعالجة والكهرباء المنتظمة والطرق الآمنة والنظافة العامة، ومحطة البنزين، ناهيك عن عدم وجود سوق مركزي استهلاكي وخدمي وفرع غاز ولوازم العائلة رغم وجود مواقع تم تخصيصها من قبل الدولة.
ودعا السبيعي إلى إنشاء مكتب الإرشاد الزراعي في المنطقة نفسها للكشف على المزروعات ورصد الواقع الزراعي دون الحاجة للذهاب إلى الهيئة العامة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن المزارع، مشيرا إلى أننا بدأنا بزراعة النخيل والورقيات وغيرها ضمن الرزنامة الزراعية، ولكننا في ظل افتقارنا إلى المتطلبات الأساسية، فإننا نواجه عوائق كبيرة جدا.
أما المزارع مشاري حمد الشلوحي فبين لـ«الأنباء» أننا في مزارع الوفرة نعاني بعض التقصير من 3 جهات البلدية وهيئة الزراعة ووزارة الكهرباء والماء، فالمنطقة تعاني من غياب النظافة العامة بين المزارع للتخلص من الحشرات والقوارض، إلى جانب انقطاع الكهرباء 8 ساعات 3 مرات أسبوعيا، وأخيرا غياب المياه المعالجة عن 80% من المزارع، متسائلا هل يعقل أن يتم صب هذه المياه في البر ويحرم منها المحتاجون إليها.
وأشار إلى أن غياب هذه الخدمات الأساسية يؤثر سلبا على المزارعين ويرفع الكلفة إلى الضعف، بسبب الحاجة إلى ديزل للمولدات، وتوفير المياه الحلوة، واتجاه الكثيرين مضطرين إلى الفوارات والآبار العميقة التي خربت المزارع.
وبدوره، ذكر د.حمد الهاجري لـ«الأنباء» أن للمزارعين على طريق 500 احتياجات كثيرة، فالطريق باتجاه الشاليهات في المنطقة الخامسة، أما مزارع الوفرة فمتروكة وهذا الطريق أصبح محطة للموت، فالمخاوف تسيطر على القاطنين في المنطقة، ما يدفعنا إلى سلوك طرق أطول منه وزيادة المسافات للوصول إلى المزارع، فالرمال تدفنه صيفا، ما يؤدي إلى حوادث قاتلة.
وبين أنه في مخططات المنطقة جمعية استهلاكية ومحطة وقود لم يتم تنفيذهما، في حين نضطر للذهاب إلى جمعية الخيران لنحصل على ما نريد، موضحا أنه تم توفير غاز في قطعتي 6 و7، ولكننا نطالب بوضع الفرع في ق6 في وسط المنطقة بدل الأطراف ليستفيد منه الجميع.
ومن جهته، أوضح راجح البوص أن هناك عاملا مشتركا بين جميع المزارعين، وهو غياب الدعم والتشجيع على الزراعة، وتقديم الأفضل، فمزارعونا يتمتعون بثقافة زراعية، ولكننا نحتاج إلى الدعم، مبينا أن المياه المعالجة مهمة جدا لأنه لا يسمح لنا إلا بحفر 60 مترا فقط.
وتابع بأن الأمر في عهدة وزارة الأشغال بالتنسيق مع الزراعة، فالمياه المعالجة توقفت منذ 3 سنوات، ما دفعنا لتوفير المياه الحلوة بتكاليف أعلى، مشيرا إلى أن الاستمرار في هذا الحال يهدد الزراعة في الكويت.
واستطرد بأننا نحتاج كذلك إلى دعم الكهرباء للمزارع المنتجة التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي، وليس للاستراحات، إضافة إلى الاهتمام بالجانب البيئي والنظافة العامة، وتغيير المظهر ليكون حضاريا، موضحا أن هناك حلولا كثيرة بالإمكان اللجوء إليها لتجميل المظهر الخارجي من خلال السماح بزراعة المناطق الأمامية، وتحرير مخالفات بحق من يرمي النفايات في الخارج باستثناء مخلفات البيوت، مع إلزام صاحب المزرعة بوضع محرقة بحدود 100م في الداخل لمعالجة المخلفات، فالبلدية عاجزة عن رفع هذه الكميات الكبيرة من النفايات لأنها تفوق قدرتها.
المرسان لـ «الأنباء»: فتح باب التأشيرات لاستقدام العمالة الزراعية.. وتوفير المياه المعالجة مطالب أساسية
أكد المزارع عبدالله سعيد المرسان لـ«الأنباء» ضرورة فتح باب التأشيرات لاستقدام العمالة الزراعية، حيث نعاني من شح كبير يستدعي دعما حكوميا وقرارات ترقى لمستوى جهود تحقيق الأمن الغذائي، موضحا أن هناك تساهلا في القانون لجهة هروب العمالة وعدم محاسبتهم وتحميل صاحب المزرعة الأعباء كاملة.
وذكر أن مزارع الوفرة طريق 500 تشتكي نقصا حادا في المياه المعالجة ما يدفعنا لاستقدام المياه بطرق مختلفة أو شرائها بأسعار مرتفعة تؤدي لزيادة الأسعار، مطالبا الجهات المعنية بتوفير المياه المعالجة بكميات مناسبة.