رضخت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتهديدات نحو 1400 معتقل فلسطيني في السجون ببدء إضراب عن الطعام اعتبارا من الغد، ووافقت مصلحة السجون الإسرائيلية على مطالبهم، وفي مقدمتها السماح للمحامين بزيارة الأسرى الـ 4 الذين أعيد اعتقالهم بعدما تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان امس: «قررت الحركة الأسيرة وبشكل موحد ومتناغم تعليق خطوة الإضراب الجماعي عن الطعام، بعد الاستجابة لمطالبها».
وتمكن عدد من المحامين من زيارة المعتقلين الـ 4 فجر امس بشكل متباعد، وأكدوا لوسائل الإعلام أن حالة المعتقلين الصحية جيدة وانهم يخضعون لتحقيق متواصل من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ومن أبرز المطالب التي كان الأسرى يرفعونها قبيل بدء الإضراب عن الطعام «وقف العقوبات الجماعية المضاعفة عقب العملية البطولية التي نفذها أبطال نفق الحرية» في إشارة الى فرار 6 أسرى من معتقل جلبوع شديد الحراسة.
في غضون ذلك، تكشفت بعض تفاصيل عملية الفرار الجماعي لستة معتقلين فلسطينيين من سجن إسرائيلي الأسبوع الماضي بعد تمكن المحامين من زيارة 3 من الذين تمت إعادة اعتقالهم قبل أيام.
وأوضح بيان لهيئة (شؤون الأسرى والمحررين) التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تمكن محاميها رسلان محاجنة من لقاء محمود العارضة، أحد المشاركين في عملية الفرار غير المسبوقة والذي يصفه البعض بـ «مهندس النفق»، إنه بدأ مع رفاقه في حفر النفق في شهر ديسمبر من العام الماضي.
ونقل محاجنة في البيان عن العارضة قوله: «لم تكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية».
وأضاف العارضة (46 عاما) المعتقل منذ عام 1996 والمحكوم عليه بالسجن المؤبد «كان لدينا خلال عملية الهرب راديو صغير وكنا نتابع ما يحصل في الخارج».
واستعرض العارضة بحسب البيان مراحل عملية الفرار قائلا: «حاولنا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق الـ 48 حتى لا نعرض أي شخص لمساءلة».
وأضاف: «كنا الأسرى الـ 6 مع بعضنا حتى وصلنا قرية الناعورة (في إسرائيل) ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين.. حاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات وتشديدات أمنية كبيرة»، مشيرا إلى ان اعتقالهما جرى مصادفة عند مرور دورية لشرطة الاحتلال وهما بالقرب من مدينة الناصرة.
وتابع: «تم اعتقالنا (مع زميله يعقوب قادري) مصادفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال» وقال: «أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأختي في غزة»، واصفا ما حدث بأنه «إنجاز كبير» رغم القبض عليه وعلى 3 من زملائه بينما تواصل قوات الأمن الإسرائيلية البحث عن الاثنين المتبقين.
ويفند كلام الأسير العارضة رواية الحكومة الإسرائيلية التي تزعم أن القبض على الأسرى الفارين «جاء بعد إبلاغ مواطنين عن أماكنهم».
ونقل المحامي خالد محاجنة الذي زار أيضا الأسير محمد العارضة الذي أعيد اعتقاله بعد نجاحه في الهروب مع زملائه من سجن جلبوع، عنه قوله إنه «تعرض للضرب والتعذيب ولم يسمح له منذ الاعتقال بالنوم سوى 10 ساعات، كما أكد أنه حرم من الطعام، وأن الاحتلال يحتجزه حاليا داخل زنزانة صغيرة تخضع لمراقبة كبيرة».
وأضاف محاجنة نقلا عن محمد العارضة (39 عاما) المعتقل منذ 2002 والمحكوم عليه بالمؤبد إن عملية اعتقاله مع زميله زكريا الزبيدي «تمت بالصدفة».
وأضاف: «عندما اقترب بحث قوات الاحتلال من الانتهاء في مكان احتماء محمد العارضة وزكريا الزبيدي، تم العثور عليهما بالصدفة عندما مد أحد عناصر الاحتلال يديه وأمسك بمحمد».
وفي سياق متصل، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن المحامي «أفيغدور فيلدمان تمكن امس من زيارة الأسير القائد زكريا الزبيدي بمعتقل الجلمة».
وأضافت في بيان: «تبين أن الأسير الزبيدي تعرض للضرب والتنكيل خلال عملية اعتقاله مع الأسير محمد العارضة، ما أدى إلى إصابته بكسر في الفك وكسرين في الأضلاع»، و«تم نقله الى أحد المشافي الإسرائيلية وأعطي المسكنات فقط بعد الاعتقال».
ونقل فليدمان عن الزبيدي (45 عاما) المعتقل منذ العام 2019 قوله: «أنهم على مدار الأيام الـ 4 التي تحرروا فيها لم يطلبوا المساعدة من أحد، حرصا على أهلنا بالداخل المحتل من أي تبعات أو عقوبات إسرائيلية بحقهم».
وتابع قائلا: «لم يتناولوا الماء طوال فترة تحررهم، وكانوا يأكلون ما يجدون من ثمار في البساتين كالصبر والتين وغيره».