يمثل التعاون العمالي جزءاً مهماً من التعاون بين الصين والكويت في المجالين الاقتصادي والتجاري.
فقد بدأ العمال الصينيون يسافرون إلى خارج البلاد ويعملون في أنحاء العالم منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت الكويت من أولى الدول التي تعاونت معها الصين في مجال التعاون العمالي.
وبعد حرب تحرير الكويت، كان العمال الصينيون من أوائل العمال الأجانب الذين عادوا إلى الكويت، وتبعهم رجال الإطفاء والفريق الطبي والممرضات من الصين لتقديم مساهمات مهمة في عملية إعادة إعمار الكويت بعد الحرب.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد شارك العمال الصينيون في بناء معظم معالم الكويت، حيث كان عددهم يبلغ في ذروته ما يقرب من 30 ألف عامل صيني.
الصورة الأولى: تقع منصة الحفر في قلب الصحراء بالكويت، على ارتفاع أكثر من 30 مترا فوق سطح الأرض، عليها يعمل عمال شركة سينوبك الصينية باستمرار لمدة 8-9 ساعات دون توقف متعرضين دائما للحرارة العالية والصيف الحارق، بل للعواصف الرملية في بعض الأحيان.
ومن بين الأعمال الشاقة التي قام بها العمال الصينيون عمل توصيل الأنابيب ذات القطر الكبير (الأغلفة) الذي يعد من الأعمال الأكثر إرهاقا، إذ يزن الأنبوب نحو طن واحد، فلا يمكن تثبيتها إلا بأيدي العمال.
الصورة الثانية: صورة جماعية للعمال الصينيين أمام معدات مصفاة الزور.. إنها مصفاة حديثة بناها الفريق الصيني بعمله الجاد ومهارته الرائعة، رغم ما كان يعانيه من الحرارة العالية والعواصف الرملية.
الصورة الثالثة: في عيد تشنغمينغ (عيد كنس المقابر) الذي يصادف يوم 4 أبريل من العام الحالي، قام السفير الصيني لدى الكويت لي مينغ قانغ، مترئسا أعضاء السفارة وممثلي الشركات الصينية والصينيين المقيمين في الكويت، بزيارة مقبرة الصليبخات لتقديم الزهور والوقوف حدادا لإحياء ذكرى المواطنين الصينيين المتوفين المدفونين فيها.
يرقد في هذه المقبرة أكثر من 70 مواطنا صينيا أسهموا في بناء الكويت، بمن فيهم العمال الصينيون.
«تنمو الصداقة بين الدول بالتقارب بين الشعوب، ويزدهر التقارب بين الشعوب بتواصل القلوب».
ومع استمرار تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت، سيحقق التعاون العملي في كافة المجالات بين البلدين نتائج أكثر في المستقبل، كما سيضع التعاون العمالي أساسا متينا للصداقة بين البلدين منذ الأجيال، ولتقارب قلوب الشعبين والتواصل الإنساني بين البلدين.