تفاقمت أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وپولندا وتجاوزت حدود الدولتين لتتحول إلى أزمة جديدة بين مينسك ومن ورائها موسكو ووارسو العضو في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يثير مخاوف من حدوث مواجهة عسكرية على حدود الاتحاد الأوروبي حيث نشر البلدان قوات مسلحة.
واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه امس أنها أزمة «غير مقبولة»، مؤكدة على ضرورة ألا يقضي اللاجئون ليلة أخرى هناك.
وقالت باشليه في بيان «أطالب الدول المعنية باتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد وحل هذا الوضع غير المقبول».
واوضحت باشليه «أنه لأمر مريع أن تتواجد أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين لايزالون متروكين في وضع يائس مع درجات حرارة تقارب الصفر».
في السياق، اتهمت پولندا، العضو في الاتحاد الاوروبي امس، كلا من روسيا وبيلاروسيا بـ «تنظيم أزمة على بوابات أوروبا». وشنت حملة ضد اللاجئين واعتقلت أكثر من خمسين منهم مع تزايد محاولات عبور الحدود من بيلاروسيا.
وقال رئيس الوزراء الپولندي ماتيوش مورافيتسكي امس ان بيلاروس تمارس «إرهاب دولة» في الأزمة غير المسبوقة.
وقال للصحافيين في وارسو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال «ما نواجهه هنا ويجب أن نكون واضحين هو إرهاب دولة»، مضيفا انه يعتقد أن ذلك هو «انتقام صامت» من جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بسبب دعم پولندا للمعارضة.
من جانبه، أكد ميشال أن المزيد من «العقوبات المحتملة مطروحة على الطاولة مرة اخرى» ضد بيلاروسيا، مشيرا إلى أن الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ستجري مشاورات بهذا الشأن الاثنين المقبل.
وذهبت پولندا أبعد من ذلك بتحميلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحليف الرئيسي لمينسك مسؤولية عن الأزمة. لكن الكرملين نفى الاتهامات ووصفها بأنها «غير مسؤولة وغير مقبولة».
في المقابل، دعا بوتين إلى معالجة الازمة عبر الحوار بين مينسك والاتحاد الأوروبي.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان ان هذه الدعوة جاءت خلال اتصال أجراه بوتين مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي دعته إلى ممارسة «ضغوط» على مينسك من اجل انهاء الازمة.
وكان المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، قال في وقت سابق امس إن ميركل أكدت خلال الاتصال ضرورة عدم استخدام قضية اللاجئين كـ«أداة سياسية» من قبل النظام البيلاروسي، داعية بوتين إلى ممارسة «ضغوط» على نظام رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو من اجل انهاء ازمة الهجرة.
وتحدثت السلطات الپولندية امس، عن زيادة في محاولات عبور الحدود وأشارت إلى أن بعضها نجح من دون أن تحدد العدد.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإقليمية في بودلاسكي توماش كروبا لوكالة «فرانس برس»، إن أكثر من 50 مهاجرا عبروا الحدود اعتقلوا ويجري البحث عن آخرين.
وأعلنت المتحدثة باسم حرس الحدود كاتارزينا زدانوفيتش ان ثلاثة أشخاص (روسي وليتواني وسويدي) اعتقلوا لتقديمهم مساعدة في «تنظيم عبور غير قانوني»، مضيفة أنهم قد يحكم عليهم بالسجن ثماني سنوات.
وصرح وزير الدفاع الپولندي ماريوس بلاشتشاك بأن «الوضع ليس هادئا». وقال إن مجموعة كبيرة حاولت عبور الحدود، وقامت مجموعات صغيرة عدة «بمهاجمة الحدود الپولندية في أماكن عدة في وقت واحد».
وأضاف أن «نحو 15 ألف جندي» يحمون الحدود الپولندية.
وأوضح بلاشتشاك أن بيلاروسيا ترهب المهاجرين لإجبارهم على عبور الحدود، وأرفق تغريدة له على تويتر بتسجيلي فيديو قصيرين يظهران طلقة نارية أطلقها رجل يرتدي بزة عسكرية من الجانب البيلاروسي.
من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي بأن مينسك وموسكو «عززتا تعاونهما بشكل فعال لمواجهة حملة ضد بيلاروسيا تشنها واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون في المنظمات الدولية».
وفي بيان اتهم حرس الحدود البيلاروسي الجنود الپولنديين بارتكاب «عنف جسدي واستخدام الغاز» ضد المهاجرين و«إطلاق النار فوق رؤوسهم».