ارتفع منسوب التوتر على الحدود بين روسيا البيضاء (بيلاروسيا) وپولندا، على خلفية تجمع آلاف المهاجرين على المعبر المغلق بين البلدين وتوسيع الاتحاد الأوروبي العقوبات على مينسك وتهديد الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو بـ «رد صارم».
وتجمع المئات من المهاجرين العالقين عند المعبر وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرها حرس الحدود الذي حذر من محاولات متكررة لعبور الحدود، واتهمت وزارة الدفاع الپولندية من جهتها القوات البيلاروسية بإرسال «أعداد متزايدة من المهاجرين إلى معبر كوزنيكا الحدودي»، مرفقة تغريدتها بمقاطع فيديو تظهر مئات المهاجرين أمام عناصر من الشرطة والجنود الپولنديين. وقال نائب وزير الداخلية ماتشي واسيك إن «القوات الپولندية مستعدة لأي سيناريو».
في غضون ذلك، اعلن مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي امس، توسيع نظام عقوبات الاتحاد لتشمل نحو 180 مسؤولا كبيرا وكيانات سيادية في بيلاروسيا، من بينها الرئيس لوكاشينكو.
وقال المجلس في بيان «ان الاتحاد الأوروبي سيكون قادرا الآن على استهداف الأفراد والكيانات التي تنظم أو تساهم في أنشطة نظام لوكاشينكو، الذي يسهل العبور غير القانوني للحدود الخارجية للاتحاد».
ولفت إلى ان «هذه الإجراءات وضعت ردا على الطبيعة الاحتيالية للانتخابات الرئاسية التي أجريت في بيلاروسيا في أغسطس 2020 والترهيب والقمع العنيف الذي مورس بحق المتظاهرين السلميين وأعضاء المعارضة والصحافيين».
وبموجب نظام العقوبات تم تصنيف ما مجموعه 166 فردا و15 كيانا ومن بين هؤلاء الرئيس لوكاشينكو ونجله مستشار الأمن القومي فيكتور لوكاشينكو بالإضافة الى شخصيات رئيسة أخرى في القيادة السياسية والحكومة وأعضاء رفيعي المستوى في النظام القضائي والعديد من الفاعلين الاقتصاديين البارزين وفرض حظر السفر وتجميد الأصول. وتعني الخطوة التي جاءت ردا على الأزمة الجارية عند الحدود الپولندية البيلاروسية أنه يمكن إدراج الشركات من الآن فصاعد على القائمة السوداء وبالتالي لا يمكنها القيام بأعمال مع شركات الاتحاد الأوروبي. وهذه الشركات هي على سبيل المثال خطوط الطيران التي تنقل الأشخاص الطامحين للحصول على اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
من جهته، استبق الرئيس البيلاروسي اجتماع وزراء الخارجية الأوروبي متوعدا برد صارم على العقوبات. وأشار لوكاشينكو، في اجتماع مع مجموعة العمل حول وضع اللمسات الأخيرة على مسودة الدستور الجديد، وفق ما أوردته وكالة أنباء (بيلتا) البيلاروسية امس، إلى أن «تسهيل تدفق الهجرة عبر بيلاروسيا يمثل مشكلة أكثر مما يستحق. لم نقم بهذا قط ولا نعتزم القيام به. إنهم يحاولون ترهيبنا بالعقوبات».
وأضاف: حسنا، سنرى. يعتقدون أنني لم أقصد ما قلته، سندافع عن أنفسنا، مؤكدا «ليس لدينا مجال للتراجع»، مختتما تصريحاته بالقول: سنرد على العقوبات. هذا الأمر ليس مطروح حتى للمناقشة. في المقابل، وفي محاولة لنزع فتيل التوتر أكد لوكاشنكو امس أن بلاده تعمل على إعادة المهاجرين الذين تجمعوا عند حدودها مع پولندا، مؤكدا أن بلاده لا تريد أن تتطور الأزمة إلى «صراع» وانها تعمل على إعادة آلاف المهاجرين العالقين عند حدودها مع پولندا إلى بلادهم.
ونقلت وكالة «بيلتا» الرسمـيــة عنـــه قولـــه إن «العمل جار بشكل نشط في هذه المنطقة لإقناع الناس - أرجوكم عودوا إلى دياركم. لكن أحدا لا يرغب في العودة».
وأفــاد بأنـــه بإمكان بيلاروسيا نقل المهاجرين في ناقلتها الوطنية «بيلافيا» إلى ألمانيا ما لم توفر پولندا «ممرا إنسانيا». وقال: «سنرسلهم إلى ميونيخ على متن طائراتنا إذا لزم الأمر».