حذرت پولندا امس، من أن الأزمة مع بيلاروسيا، قد تستمر لسنوات ما يقضي على آمال آلاف المهاجرين العالقين على الحدود بين البلدين، والذين اتهمتهم «بمهاجمة الحدود الپولندية» وهي تشكل الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.
وصرح وزير الدفاع الپولندي ماريوش بلاشتشاك للإذاعة الپولندية الرسمية بأن «الوضع على الحدود الپولندية - البيلاروسية لن يحل بسرعة. يجب أن نستعد لأشهر، إن لم يكن سنوات».
وأوضح الوزير ان محاولات عبور الحدود استمرت وتوسعت من معبر كوشنيتسا إلى مواقع أخرى من أماكن أخرى من الحدود.
وأصيب 9 جنود پولنديين، بعد أن تم رشقهم بالحجارة وأشياء أخرى، بما في ذلك قنابل صوتية، من عبر الحدود.
وقال متحدث باسم الشرطة الپولندية امس إن بعض المهاجرين، على الجانب البيلاروسي، عادوا إلى المخيم، الذي كانوا يقيمون فيه في السابق، بينما قضى آخرون الليل في محطة تخليص جمركي حدودية.
وانتقدت پولندا محاولات الوساطة التي تقوم بها المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأزمة المتعلقة بالمهاجرين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الپولندية، بيوتر مولر، في تصريحات لمحطة «تي في بي» العامة امس، إنه تم إبلاغ الحكومة في وارسو مسبقا بمكالمة ميركل الهاتفية مع حاكم بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو ومحادثة ماكرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكر مولر أنه شخصيا تعجب من المحادثة مع لوكاشينكو، لأنها تعد «بطريقة ما قبولا بانتخابه». وأضاف: «أفهم الوضع، لكنني أعتقد أنها ليست خطوة جيدة».
كما انتقد زعيم الكتلة البرلمانية لحزب القانون والعدالة الحاكم في پولندا، ريزارد تيرليكي، خطوة ميركل، وقال في تصريحات لمحطة «راديو بلاس» الإذاعية: «بهذه الطريقة انكسر التضامن الأوروبي.. لكن لا ينبغي التعجب للغاية من أن أكبر دولة في أوروبا ترعى أهدافها الوطنية الخاصة»، مضيفا أن ما يهم ألمانيا هو مصالحها الاقتصادية.
في الأثناء، قدمت بيلاروسيا مأوى للمهاجرين في مركز للخدمات اللوجستية، بالقرب من الحدود الپولندية، مما يمثل حلا مؤقتا، وسط تصاعد الأزمة العنيفة على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، طبقا لما ذكرته وكالة «بلومبيرغ» للأنباء امس.
من جهته، رحب الكرملين امس، بإقامة تواصل مباشر بين مسؤولين أوروبيين وبيلاروسيين لمحاولة حل أزمة المهاجرين على الحدود الپولندية -البيلاروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «هناك تبادل لوجهات النظر لحلحلة (الوضع) ومن المهم جدا أن تواصلا مباشرا أقيم».
هذه المحادثات المباشرة التي كان الكرملين دعا إليها، تأتي في وقت قلص الأوروبيون إلى الحد الأدنى التواصل مع مينسك بسبب قمع السلطات البيلاروسية اعتبارا من صيف العام 2020 حركة احتجاج واسعة النطاق.
ولم تعترف الدول الأوروبية بإعادة انتخاب لوكاشينكو العام الماضي، وتبنت عقوبات ضد نظامه.
بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي امس، تخصيص مساعدات مالية لدعم وتمويل الاحتياجات الإنسانية للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على الحدود بين پولندا وبيلاروسيا.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان إنه جرى تخصيص 200 ألف يورو (226 ألف دولار) كتمويل إنساني للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لتقديم مساعدات إغاثة تشمل ذلك الغذاء ومستلزمات النظافة والبطانيات وحزم الإسعافات الأولية للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على حدود بيلاروسيا.
وأضافت انه تم كذلك حشد نصف مليون يورو إضافية (566 ألف دولار) لتمويل المساعدات الإنسانية عبر المنظمات الإنسانية الشريكة.