أعلن مسؤولون پولنديون أن مئات المهاجرين حاولوا مجددا عبور الحدود من بيلاروسيا، رغم مؤشرات على تراجع حدة الأزمة بعدما غادر مهاجرون مخيما مؤقتا.
وأفادت عناصر حرس الحدود عن محاولتين لعبور الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، شارك في أحدهما نحو 500 مهاجر ألقى بعضهم الحجارة والغاز المسيل للدموع. وأعلن حرس الحدود توقيف 45 مهاجرا.
بدورها، ذكرت وكالة أنباء بيلاروسيا الرسمية «بلتا» أن ألفي مهاجر كانوا يخيمون عند الحدود في ظل درجات حرارة متدنية قريبة من درجة التجمد قضوا ليلتهم في مستودع قريب بعدما غادروا مخيمهم.
ونشرت صورا للمهاجرين مستلقين على سجاد في المنشأة وكتبت «بالنسبة لعدد منهم، كانت تلك ليلتهم الدافئة الأولى».
ورغم عمليات الإعادة، تشير پولندا إلى تواصل الضغط عند الحدود، وقال الناطق باسم قوة الدفاع عن الأراضي الپولندية، التي تنشر جنودا عند الحدود، ماريك بيترزاك «لاتزال هناك محاولات من قبل المهاجرين لعبور الحدود بشكل غير شرعي».
وأضاف في تصريحات لمحطة «ريبوبليكا»: «يمكننا أن نرى الآن كيف يتم تشجيعهم والإشراف عليهم من قبل ضباط من حرس الحدود البيلاروسي وغيرهم من عناصر قوات بيلاروس».
وأفادت قوات حرس الحدود على تويتر بأن «مجموعتين كبيرتين حاولتا العبور».
وقالت الناطقة باسم حرس الحدود آنا ميشالسكا فرانس برس «ألقى أشخاص ضمن المجموعة الأكبر التي تضم نحو 500 شخص الحجارة كما ألقى شخص ما الغاز المسيل على المسؤولين الپولنديين. في الوقت ذاته، استخدمت عناصر بيلاروسيا أضواء الليزر لحجب رؤيتهم». وأشارت إلى إصابة 4 جنود پولنديين بجروح لم تستدع نقلهم إلى المستشفى.
وذكرت ميشالسكا أن محاولات اختراق الحدود كانت أقل عن تلك التي أحصيت الشهر الماضي إلا أن المحاولات الأخيرة «أصبحت أكثر شراسة».
بدورها، حذرت أوكرانيا المهاجرين المحتشدين في بيلاروسيا من العبور إلى أراضيها، قائلة إنها ستلجأ إلى كل الوسائل لصدهم، بما يشمل إطلاق النار.
وقال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناسترسكي: «في حال حدوث أي تهديدات لحياة أو صحة حرس الحدود أو عناصر إنفاذ القانون، سنستخدم كل وسائل الحماية التي ينص عليها القانون، بما في ذلك الأسلحة النارية».
وفي السياق، أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، خلال اتصال هاتفي، عن القلق الشديد من تصرفات پولندا غير المقبولة، بما في ذلك استخدام معدات خاصة على الحدود البيلاروسية- الپولندية.
وذكر المكتب الصحافي للكرملين - في بيان - أن الرئيسين خلال الاتصال الهاتفي أعربا عن قلقهما الشديد بشأن الأعمال الوحشية غير المقبولة لحرس الحدود الپولنديين، بما في ذلك الاستخدام الفعال للقوة الغاشمة والمعدات الخاصة.
وأوضح البيان ان الرئيس البيلاروسي أبلغ نظيره الروسي بمضمون المحادثة الهاتفية مع القائم بأعمال مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل قبل أيام.
وأضاف المكتب الصحافي للكرملين في بيانه: «لقد أطلع ألكسندر لوكاشينكو الرئيس بوتين على الخطوات، التي اتخذتها مينسك لتهدئة الأزمة وتقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين وفحوى محادثة هاتفية مع القائمة بأعمال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 17 نوفمبر».
وأكد البيان على أهمية إقامة تعاون بين مينسك والاتحاد الأوروبي لحل هذه المشكلة، مشيرا إلى أن الرئيسين الروسي والبيلاروسي تطرقا أيضا إلى بعض جوانب التعاون الروسي -البيلاروسي في المجالين التجاري والاقتصادي واتفقا على مواصلة الاتصالات المنتظمة على مختلف المستويات.
من جانبه، نفى وزير الداخلية الألماني هورست زيهزفر صحة ما أشيع عن اتفاق حكومة برلين مع نظيرتها البيلاروسية على أخذ ألفي لاجئ من الحدود البيلاروسية مع الاتحاد الأوروبي.
وقال الوزير في تصريح ان خبر توصل حكومة بلاده الى اتفاق من هذا القبيل مع حكومة الكسندر لوكاشينكو «ليس صحيحا».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤولين حكوميين في برلين قولهم ان الحكومة الألمانية رفضت طلبا بيلاروسيا بأخذ 2000 لاجئ يخيمون على الحدود الشمالية الشرقية للاتحاد الأوروبي واعتبرت أزمتهم «شأنا أوروبيا» وليس ألمانيا بحتا.