- الشيخ أحمد الجابر كان حريصاً على إنشاء مطـار جديد لتعزيز اتصـال الكويت بالعالم.. وقـام المستر كوبال بالأعمـال الضروريـة لذلك
- أمر أميري مشدد بمنع كل من يتخطى حـدود المطار ويعرّض نفسه والطائرات والناس للمخاطر.. وسـد جميع طرق السيارات بحائـط
- 1954 شهد تأسيس «الخطوط الجوية الكويتية» وباشرت عملها بطائرتين «داكوتا» إلى العراق وسورية ولبنان وإيران.. ثم استقدمت طائرتين «هيرميس»
- الكويت كثّفت البحث عن طيارَين بريطانيين اختفيا بعد أن هبطت طائرتهما على الحدود مع العراق.. وبدأ اهتمامها بالمشاركة في الأمور الإنسانية
نستكمل في هذا الفصل ما بدأناه في الفصل التاسع الماضي، وهو - كما ذكرنا - خاص بتاريخ الطيران في الكويت. وبفصلنا هذا ننتهي من ذكر ما يتعلق بالطيران من جميع الجوانب، وهذا هو تفصيل ذلك:
(1)
- المطار الثاني في الكويت 1939م.
(2)
- الشيخ أحمد الجابر الصباح ورعاية المطار 42-1943م.
(3)
- قصة الطيران التجاري في الكويت 1953م.
(4)
- مأساة طائرة بريطانيا 1953م.
(5)
- حول اللهجة الكويتية.
ومن هنا نبدأ:
1 - المطار الثاني في الكويت 1939م
عندما اشتدت حركة الطيران بين الكويت وخارجها، وصارت الاتصالات تتزايد يوما فيوما بتزايد الأعمال في البلاد كان لا بد من إنشاء مطار جديد بدلا من المطار الذي نزلت على مدرجه الطائرة الأولى عند وصولها الى الكويت.
وهذا المطار المزمع إنشاؤه هو ما صار يطلق عليه فيما بعد اسم: مطار النزهة وهو في الواقع ينقسم بالنسبة للموقع الى قسمين، أحدهما في ضاحية عبدالله السالم والآخر في النزهة بامتداد من الشمال الى الجنوب.
وفي الثامن عشر من شهر أغسطس لسنة 1939م كتب المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الميجر كلوي رسالة الى الشيخ احمد الجابر بهذا الخصوص، ورد عليه الشيخ في اليوم الثاني مباشرة بقوله: «أشكركم على إفادتكم لي عن وصول رئيس المهندسين مع فرقة من ضباط أعمال الطيران الى الكويت في 22 من أغسطس الحالي لإجراء تخطيط المطار الجديد».
وسار الأمر وفق ما يريده الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي كان حريصا على إنجاز هذا المشروع المهم، ومهتما بأن يتم اتصال بلاده بغيرها من الدول، وفق ما يتم بين الدول المتقدمة، وذلك بواسطة الطيران الذي بدأ يأخذ دوره في ذلك الوقت، ففي السادس والعشرين من شهر ديسمبر لسنة 1939م أتت الى الأمير رسالة المعتمد البريطاني في الكويت تبلغه عن وصول احد الخبراء الذين انتدبتهم الإدارة البريطانية لمتابعة ما تم إنجازه من هذا المشروع، وفي الرسالة يقول: «إشارة الى محادثاتنا فيما يتعلق بأرض المطار الجديد منذ بضعة أشهر خلت، أتشرف لأعرِّف سموكم بأن المستر شري كوبال قد وصل لكي يقوم بالأعمال الضرورية بالنيابة عن وزارة الطيران».
وقد رد الشيخ أحمد الجابر على الرسالة بالترحيب والأمل أن تكون هذه الزيارة مفيدة لمقتضى العمل في المجال الجوي الكويتي.
وقد كان لا بد من القيام بتصوير دولة الكويت من أجوائها العالية، فجاءت رسالة الوكالة السياسية البريطانية لتعبر عن ذلك، وكان فيها: «إن القصد أن تؤخذ سلسلة من التصاوير الفوتوغرافية لمساحة الكويت، وأن تقوم بذلك عن قريب الفرقة عدد 84 من قوة الطيران الملكية، وستشمل هذه السلسلة من التصاوير مدينة الكويت، وأرض المطار الحاضر، وكذلك قاعدة مراسي الطيارات البحرية، والقاعدة المقصودة للمطار الجديد». وفور موافقة الشيخ أحمد الجابر تم كل ذلك.
وفي النتيجة حصلت الكويت على مطار جيد أدى خدمته مدة طويلة الى ان تم بناء المطار الحالي وافتتاحه في سنة 1962م.
2 - الشيخ أحمد الجابر الصباح ورعاية المطار 1942 - 1943م
عند إنشاء المطار في سنة 1942م لم يكن سائقو السيارات قد تعودوا على ان المنطقة التي قد تحط بها وتقلع منها الطائرات منطقة محرّمة لا يجوز لهم المرور بها. وكانوا يعبرون كيفما اتفق دون مراعاة للضرورات الأمنية، ولا لضرورات حماية أنفسهم مما قد يتعرضون له من أخطار نتيجة لذلك، وقد أزعج هذا الأمر الإدارة المعنية بشؤون المطار فكتبوا شكوى من خلال الوكيل السياسي البريطاني في الكويت الى الشيخ أحمد الجابر الصباح يبلغونه فيها بما هو حادث في هذا الشأن، ويلتمسون منه اتخاذ إجراء مناسب يردع المتهورين الذين يعبرون ممر الأخطار بالمطار، ذاكرين ان المطار منطقة محرمة لا يجوز العبور فيها إلا للطائرات، او العربات المخصصة لخدمة المطار، وهذه مزودة بترخيص مميز ولها خط سير معروف.
كانت رسالة الوكيل السياسي بتاريخ السادس والعشرين من شهر نوفمبر لسنة 1942م، وقد رد عليه الشيخ بتاريخ الثامن والعشرين من شهر نوفمبر لسنة 1942م مؤكدا له حرصه على حماية المطار، وحماية الناس على حد سواء، وأنه قد أصدر أوامره المشددة على المسؤولين، عن حركة المرور في البلاد بملاحظة ذلك، ومنع كل من يتخطى حدود المطار ويعرّض نفسه والطائرات والناس الى المخاطر. وفي هذه الرسالة يقول الشيخ أحمد الجابر الصباح: «فهمت ما ذكرتموه عن توسعة المطار، والترتيبات الجديدة التي أجريتموها، وقد لاحظتم ان السيارات الذاهبة الى الجنوب أخذت تستعمل بعض الطرق داخل حدود المطار، وهذا ما يسبب ضررا على الطائرات عند نزولها، فعليه أفيدكم بأنني أمرت أن يُنبَّه على جميع أصحاب السيارات بألا يتخذوا أي طريق من الطرق داخل المطار، وكل من يتجاسر على السير داخل المطار يُعرِّض نفسه للعقاب».
هدأت الحركة داخل المطار بعد ذلك، ولم تعد السيارات تعبر في المواقع المحرّمة، ولكن أصحابها سرعان ما عادوا الى عملهم غير المرغوب فيه، ففي التاسع من شهر مايو لسنة 1943م كتب الوكيل السياسي البريطاني الى الشيخ أحمد الجابر مجددا الشكوى، وفي رد الشيخ عليه اقترح سد جميع طرق السيارات او المطار كله بحائط من الطين، او بطريقة أخرى لحفظه من عبور السيارات، وقال: «حرَّصت الولد عبدالله المبارك على ملاحظة المطار ملاحظة دقيقة».
هكذا كان حرص الشيخ أحمد الجابر الصباح على هذا المرفق الجديد في البلاد، وقد ظل يرعاه الى ان صار صرحا مهما في حياة الكويت.
3 - قصة الطيران التجاري الكويتي 1953م
تطلعت الكويت الى الطيران منذ وقت طويل، ومنذ أن درجت في مدارج التقدم وهي تحاول بناء نفسها في كل مجال، وكان مجال الطيران من أهم المجالات التي انتبهت البلاد الى أهميتها. وفي سنة 1953م تداول عدد من تجار الكويت في أمر إنشاء شركة وطنية للطيران، وحين اتفقوا على إمكان تطبيق الفكرة، وإخراجها الى حيز الوجود، عرضوا فكرتهم هذه على السلطات الحكومية التي رحبت بهذا المشروع الحيوي، وقررت المساهمة فيه بنصف رأس المال. وفي شهر مارس من سنة 1954م تأسست شركة لهذا الغرض تحت اسم الخطوط الجوية الكويتية الوطنية المحدودة. وفي أسرع وقت باشرت عملها مستخدمة طائرتين من طراز (داكوتا) ذواتي المحركين وكلتاهما تقلُّ ثمانية وعشرين راكبا. وبدأت رحلاتها بالاتجاه الى العراق وسورية ولبنان وايران والأردن، وشقت طريقها الى التقدم لما شاهدته من تزايد أعداد ركابها، وإقبالهم عليها، ولم تأتي سنة 1954م حتى استقدمت الشركة طائرتين أخريين من طراز (هيرميس) وهذا النوع أكبر في الحجم من طائرة داكوتا، وتقل الطائرة الواحدة منهما ستين راكبا.
وقد دعاها زيادة عدد طائراتها الى زيادة الخطوط الخارجية لهذه الطائرات فافتتحت خطا الى مصر ثم البحرين ثم الظهران بالمملكة العربية السعودية، واستمرت في التوسع فاشترت في سنة 1957م عددا من طائرات (د. سي4) التي تُقل كل واحدة منها 75 راكبا، وبذلك زاد عدد الطائرات وزادت المحطات الخارجية ونما عدد الركاب كثيرا.
وكان التطور المهم لهذه الشركة في سنة 1958م حين اختصرت اسمها الى: «شركة الخطوط الجوية الكويتية»، ووقعت اتفاقية مدتها 5 سنوات مع «مؤسسة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار»، بحيث تقوم هذه المؤسسة بالإشراف على أعمال الشركة الكويتية الإدارية والفنية وتقدم لها طائرات من نوع (فايكونت) للعمل على خطوطها. وقد توسعت الشركة بعد ذلك واتجهت الى بلدان أخرى متعددة من العالم، وظلت محافظة على قدرتها على المنافسة، وتقديم الخدمة الممتازة لركابها. وقد أصبحت الشركة اليوم مؤسسة تحت اسم «مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية» وصار لها اسطول كبير من أحدث الطائرات، وهي تسير ما يزيد على 20 رحلة في اليوم تتجه بها الى 36 مدينة حول العالم، أما أسهمها فقد آلت جميعها الى حكومة الكويت التي لم تدخر وسعا في دعم هذا الصرح الوطني الكبير.
4 - مأساة طائرة بريطانية
في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة لسنة 1342هـ (الموافق للسابع والعشرين من شهر يوليو لسنة 1924م) اضطرت احدى الطائرات البريطانية الى النزول في منطقة صحراوية تقع على الحدود الكويتية - العراقية، وكان عليها طياران لم يعثر لهما في حينه على اثر، وقد اشتدت الجهات البريطانية المعنية في البحث عن هذين الطيارين، وطلبت من عدة جهات في المنطقة المساعدة في العثور عليهما.
وقد استعانت السلطات البريطانية عن طريق الوكيل السياسي البريطاني في الكويت بأمير الكويت لعله يستطيع ان يجد أثرا يدل على المفقودين، وبهذا جاءت الرسالة المؤرخة في الثاني من شهر محرم لسنة 1343هـ موجهة إلى الشيخ حمد المبارك الذي كان نائبا في ذلك الوقت عن الشيخ احمد الجابر الصباح، وتفصل هذه الرسالة حدث هبوط الطائرة الاضطراري واختفاء الطيارين، والمناطق المحتملة للهبوط والاختفاء، ثم تقول: «سأكون ممتنا لو تفضلتم بتعريفي اذا سمعتم أي خبر كان بهذا الخصوص، حتى وإن يكن إشاعة غير مؤكدة».
وقد بادر الشيخ حمد المبارك بمتابعة الموضوع، ثم رد على رسالة الوكيل السياسي البريطاني برسالة جاء فيها: «إننا نتحقق عن ذلك، حالا أرسلنا أوامر إلى جميع أطرافنا بهذا الخصوص، وعندما يصلهم خبر بوقته يرسلون لنا، ونقدمه لسعادتكم».
واستمر البحث من قبل الأطراف المختلفة ومنها الكويت حتى إذا كان يوم السابع والعشرين من المحرم لسنة 1343هـ، وكان الشيخ احمد الجابر الصباح قد عاد الى الوطن من المهمة التي كان غائبا فيها أرسل الوكيل السياسي البريطاني رسالة أخرى يبلغه فيها بأمر الطيارين المفقودين، ويؤكد طلبه بالمساعدة في البحث عنهما.
وكان الشيخ مهتما بهذا الأمر يتتبع الأخبار، ويحقق فيها، ولذا جاء في رده: «من خصوص الطيارين المفقودين ما سمعنا عنهما خبرا، وأما الخبر الذي بيناه لحضرتكم في جلستنا الأخيرة ما صار له صحة»، ثم يضيف: «ونحن آمرون بالفحص اللازم عن ذلك».
وهكذا بدأ اهتمام الكويت بالمشاركة في الأمور الإنسانية، وظهر دورها في هذا المجال.
5 - مع اللهجة الكويتية
أ ـ ف.ي.ح
يقال فاحت ريح طيبة إذا انتشر وشعر بها الجالسون، ويقال - أيضاً - فاحت القدر إذا بدأ فيها الغليان، ثم أخرجت ريح ما بها من مواد تطيح.
واللفظ من ألفاظ اللهجة الكويتية.
ب ـ ف.ل.ح
الفلح الشق والقطع، وفي اللهجة فلّح فلان التفاحة إذا قَطَّعَهَا قطعاً طويلة، ويقال ــ أيضاً ــ فلح البطيخة.
ج ـ م.و.ت
تماوت أظهر الضعف، وأبدى عدم القدرة على الحركة، وفي اللهجة يقال: فلا إيتماوت أو تماوت إذا أبدى ذلك.
د ـ غ.ي.ث
الغيث: المطر. وهو كذلك في اللهجة.
هـ ـ س. ر. ج
منها سرج الدابة والسراج وكلاهما دارج في اللهجة من إبدال الجيم ياء.
و ـ ع.و.ج
الأعوج المائل، وفي اللهجة يقال لكل شيء أعوج: عَوَيْ، لأن الياء تأتي بديلاً للجيم هنا. ويطلق لفظ عَوَيْ في اللهجة - أيضاً - على الرجل غير المستقيم في سلوكه.
ز ـ ب.ص.ر
التبصر هو التأمل وعدم التسرع في اتخاذ القرار. وهو في اللهجة كذلك.ويعني فيها - أيضاً - التفاهم، فيقول أحدهم لصاحبه: لنجلس وتباصر في هذا الأمر الذي نختلف حوله.
ح ـ ح.ز.ر
يقال عن بَعْضِ الأطعمة المتغير مذاقها: هذا طعام حزر وهي كذلك في اللهجة، وقد نقلت لهجتنا ذلك إلى معنى آخر هو الدلالة على البخل فيقال: فلان حزرة. أي بخيل لا فائدة منه ولا جدوى فيما لديه من مال.
ط ـ ح.س.ر
الحاسر هو من لا يضع على رأسه غطاء. وكذلك المرأة يقال عنها حاسر، وهذا اللفظ من ألفاظ الفصحى والعامية معاً.
ي ـ ص.ي.ر
الصير جانب الباب، وفي اللهجة يقال: بابكم مفتوح على صايره. من هذا اللفظ.
ك ـ ض.ر.ر
المضَرَّة خلاف المنفعة، وهي دارجة في لهجتنا ومنها ما جاء في أغنية شعبية:
عليّ من عيش اليتامَى مضَرَّه