القراءة صناعة، والقراءة مفتاح الوعي للأفراد، ومن المتعارف عليه أن الأمة الإسلامية ملقبة بأمة اقرأ تبعا لأول سورة نزلت على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، ونحن في صدد عصر يعتريه الجهل بسبب إهمال عامل القراءة بشكل يومي، وذلك يرجع إلى سببين: الأول - سوء التوجيه التعليمي الصحيح الذي يلعب دورا في النهوض بثقافة الفرد ودرجة وعيه، والثاني: الغزو التكنولوجي الذي لعب دورا كبيرا في اندثار القراءة الورقية.
فشرط القراءة هو التدبر، والقراءة الجيدة بالنوع وليس بالكم، حيث نوعية القراءة تلعب دورا في زيادة الوعي عند الفرد وعلو ثقافته، فالمعادلة الثقافية تقول:
كلما قرأ الفرد زاد الوعي.. وكلما زاد الوعي زاد الفهم.. وكلما زاد الفهم تحقق الاتزان السلوكي والفكري للفرد. ولذلك تجد القارئ الجيد يرتقي في وعيه الاجتماعي، والذي ينعكس على:
- تنمية مهارات التعامل مع الآخرين
- صلابة التمسك بالمبادئ
- سداد الرأي
- نضوج البصيرة
- زيادة في حصيلة القيم
- قوة الشخصية
- تعزيز الثقة بالنفس
- بناء الفكر السليم وتوجيه السلوك والميول
- بناء القرارات السليمة
- القيادة السليمة
- بيان الأهداف
- زيادة نسبة الإدراك
وجميع ما سبق تعد عوامل تتشكل عليها ثقافة الفرد، ففي السابق كانت القراءة تعد عاملا ترفيهيا في كل بيت ولكل فرد من أفراد الأسرة وذلك قبل غزو الأجهزة وأولها التلفاز، إلى جانب حصة القراءة في المدرسة في السابق كانت واجبة على كل مرحلة عمرية، حيث كان يتم توجيه الطلبة لمكتبة المدرسة لاختيار كتاب يقرأ، فهو سلوك حميد ينمي ثقافة الفرد من خلال النهوض بوعيه والارتقاء بسلوكياته وأخلاقه، فلما أغلقت أبواب المكتبات ولم يعد ذلك في الحسبان كمادة إجبارية لها أبعاد تربوية وأخلاقية وتنموية مستقبلية لحياة فرد ووطن، تحول الأفراد إلى قراء كسالى يعتمدون على (التعالم) أي فيما يتلقونه من الإعلام المتلون بأشكاله للمعلومات عبر الأجهزة الذكية، وخطر ذلك ينعكس على تعزيز التعليم بالبصم لا بتحريك الفكر الإبداعي للطالب، ويقصد البصم هو التعليم العام المعتمد على الحفظ بشكل كبير والذي هو سبب رئيسي في تدهور مستوى مخرجات التعليم على مستوى العالم العربي، بعيدا عن مهارات التعليم الإبداعية ومنها مهارة القراءة الإجبارية للطالب، وعليه كتابة تقرير في وصف ما قرأ - أو نقد - أو رأي - أو مدى الاستفادة - بأسلوب الطالب المتواضع ولو بسطر، وهذا ما سوف ينمي قوة التعبير شيئا فشيئا للطالب والنهوض بمخرجات التعليم من خلال 3 عمليات متتالية ألا وهي: البحث والقراءة والكتابة، وعليها يتم صناعة التعليم الإبداعي للطالب وزيادة وعيه بالأهداف المستقبلية، وعليه ينعكس بالإيجاب في نهوض وتنمية المجتمع.
LinesTitle@