- الكويت لا تهتم بالسياحة و«المشروعات السياحية» قُتلت.. والتأجيل المتعمد للمشاريع «مرض وسوسة»
- لا بد من وضع المراكز الثقافية (مركز الشيخ جابر ـ مركز الشيخ عبدالله السالم ـ مركز قصر السلام) تحت رعاية سمو ولي العهد وتوفير مجلس أمناء لها
- مطلوب إنشاء قطاع اقتصادي لهيئة الإذاعة والتلفزيون لشراء وبيع البرامج وجلب الإعلانات ومتابعة الإنتاج المختار مع الغير
- «البرامجي المشترك» لم تتخطَّ حدود نجاح برامجها السابقة.. ولابد من تنفيذ قرارات مجلس الوزراء ببيع مطبعة الحكومة
حاوره: مفرح الشمري
محمد ناصر السنعوسي، اسم له ثقله وبريقه ولمعانه، بصماته واضحة بطول الكويت وعرضها سواء في مجال الإعلام أو السياحة والترفيه، حينما شارك في تأسيس تلفزيون الكويت وكان مسؤولا عنه، استطاع أن يحصد الجوائز في المهرجانات المختلفة، وكان عهده هو العصر الذهبي للإعلام الذي لن يتكرر لأن التلفزيون كان هو واجهة الإعلام وعموده الفقري، وحينما انتقل إلى المشروعات السياحية بدعوة وتمسك من وزير المالية آنذاك جاسم الخرافي، استطاع أن يطور هذا المرفق تطويرا كبيرا وانتقل به نقلة نوعية فريدة لا يجرؤ عليها إلا رجال أمثال السنعوسي، وبعد أن تركها خبا إشعاعها وكاد ينطفئ، لأن الإدارة فن ودراسة وقدرات وابتكار وأيضا شجاعة في اتخاذ القرار.. وحينما انخرط في مجال العمل الخاص خالف السائد والمألوف بالتوجه نحو الصحراء ليستدعي البحر إليها ويوقظ قرية الجهراء ويهبها مشروعا يليق بأهلها الكرام.
وصفوه عملاقا في فنه، جريئا في طرحه، لا يجامل فيما يؤمن به، وانه كان ومازال ورغم كل المعوقات والإعاقات صاحب مبادرة. ليست أي مبادرة، بل المبادرة الطموحة التي تتخطى حواجز الزمن عندما يتوقف الآخرون عندها. هذا الرجل المثير للجدل قالوا عنه: محبوب من أبناء جيله ومن الأجيال الشابة، إنجازاته لا تنسى، فهو الشخصية التي أدارت دفة الإعلام الكويتي في منصبه الوزاري بكل ثبات وشجاعة وموضوعية، كرسي الوزارة لم يضف إليه شيئا بل هو الذي أضاف لهذا الكرسي الاحترام والهيبة، وقالوا عنه إنه واحد من الشخصيات المشدودة بكل حبال الإبداع والريادة والخلق المثمر، وإنه الرجل «المصيدة» حيث تختبئ منه الفئران إلى جحورها. وقالوا عنه كذلك: الرجل الذي سبق زمانه في كل زمان وصاحب التجربة العملية المشرفة، وإنه إنسان ذو حس مرهف وقلب طري وخلق كريم.
«الأنباء» التقت وزير الإعلام الأسبق ورجل الأعمال محمد السنعوسي وأجرت معه هذا الحوار، الذي أعرب من خلاله عن أمنياته للوزير الشاب المتحمس جدا عبدالرحمن المطيري بالنجاح والتوفيق في عمله، لأن أي نجاح له في الإعلام نجاح لنا جميعا، وأثنى السنعوسي على النوايا الطيبة والمخلصة التي يحملها الوزير الشاب وحرصه على التطوير وطرح العديد من الأفكار والخطط الاستراتيجية، ولكنه لفت إلى أن الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها والتي تشمل إنشاء مدينة إنتاج إعلامي ربما يصعب تحقيقها في ظل تعثر القرارات وترددها خصوصا تلك المتعلقة بالإنفاق العام.
وتمنى السنعوسي أن تكون من أولويات وزير الإعلام العمل على إلغاء وزارة الإعلام وأن يكون البديل عنها هيئة للإذاعة والتلفزيون، وأن يتم تطوير مطبعة الحكومة وطرحها للاستثمار من قبل القطاع الخاص لضمان تزويدها بتجهيزات وتقنيات ذكية، واقترح السنعوسي إعادة النظر في وضعية وكالة الأنباء الكويتية «كونا» حيث يرى أن هناك بدائل أفضل وأسرع.. في السطور التالية الكثير من التفاصيل:
ما رأيكم في الأداء الإعلامي في الوقت الراهن ومدى قدرته على المنافسة؟
٭ أولا أود أن أثني على النوايا الطيبة والمخلصة التي يحملها وزير الإعلام الشاب عبدالرحمن المطيري، وأنا شخصيا ألمس مدى حرصه على التطوير وطرح العديد من الأفكار والخطط الاستراتيجية الجديدة، كما أحيي ما قام به من جهة تحويل عدد من القياديين والبرامج في وزارة الإعلام إلى «نزاهة». وأشدد على أنه لا بد من إصلاح البيت أولا، علما أننا كثيرا ما نبهنا وزراء سابقين بضرورة الحزم في مواجهة التسيب والآن نرى النتائج واضحة على الشاشة من خلال برامج سطحية.
أيضا تابعنا طرح وزارة الإعلام لاستراتيجية جديدة تشمل إنشاء مدينة إنتاج إعلامي، وأنا شخصيا أراها فكرة يصعب تحقيقها في ظل تعثر القرارات وترددها خصوصا تلك المتعلقة بالإنفاق العام، ويمكن في هذه الحال تطوير التوجهات بما يناسب الأوضاع الممكنة، واكتشاف مكامن الإبداع، واستيعاب فكرة أن «الديرة» كلها «مدينة إنتاج إعلامي» فهي غنية بالمناطق التي تصلح لتصوير الأعمال الدرامية والأنشطة البرامجية، هذا بالإضافة إلى أن الكويت بلد صغير والتلفزيونات الخاصة بها في حالة يرثى لها وليس بإمكانها الاستمرار في الخسائر ودفع أموال دون تحقيق أرباح، لذلك أقول ان سوق الكويت محتاج لأن يهيأ ماليا وفنيا لاستثمار مثل هذا المشروع، مع الأخذ في الاعتبار أن الإنتاج الخاص خصوصا الدراما له أساليب خاصة بعيدا عن الاستديوهات، وفي حال تعثر مثل هذا المشروع فيمكن لتلفزيون الدولة أن يطور من مرافقه ويغنيها بمحترفين مع حسن الإدارة والتدبير، ومن تلك المرافق: استوديو 800، و500، و300، و200، كما أن التلفزيون لديه ممرات وفضاء داخلي، ويمكن استغلال كل ذلك لتصوير برامج المقابلات واللقاءات وهذه أغلب برامج التلفزيون، أما برامج الإبهار والبرامج الجديدة بأفكارها والجماهيرية وإنتاج الدراما فمكانها استديو 800 و500.
إعادة هيكلة
ولكن هناك تكدسا في مبنى الإعلام وربما يصعب استغلاله بشكل مناسب في أعمال التصوير والإنتاج البرامجي؟
٭ أشكرك على هذه الملاحظة، في الواقع أنه حينما بدأ التخطيط لإنشاء مبنى للإعلام في بداية السبعينيات على مساحة 70 ألف متر مربع، كانت الفكرة الرئيسية هي إنشاء مجمع للإذاعة والتلفزيون، ولكن بعد الانتهاء من تشييده وعند افتتاحه سنة 1978 تم تحويل جزء كبير منه للجهاز الإداري مما أربك التوزيع المرسوم مسبقا للاستديوهات والمرافق الفنية التابعة للإذاعة والتلفزيون حتى لجأنا إلى وضع مكاتب في غرف ضيقة للمذيعين والمحررين وخلافه، وهو ما شكل ضغطا على المبنى، لكن هناك فرصا لتحسين الوضع من خلال إعادة هيكلة وحسن توظيف الكوادر والاستغناء عن الوظائف الهامشية والقضاء على البطالة المقعنة، وهنا أتذكر أنه خلال مسؤوليتي عن الإعلام تم التخلي عن العمالة الزائدة وتحويلهم للعمل في وزارات أخرى تحتاج إليهم وقد جاء هذا الأمر بنتائج ممتازة، كما أرى أن 8 قنوات تلفزيونية كثير على الكويت، فالبرامج مكررة ولا بد من تقليصها للنصف.
من جانب آخر، فإن استبدال وزارة الإعلام بهيئة للإذاعة والتلفزيون أمر مهم، بل ملح، وقد سبقتنا كثير من دول العالم وكذلك الدول العربية فألغت هذا النظام القديم واعتمدت وجود هيئة أو مؤسسة للإذاعة والتلفزيون بديلة عن ذلك الكيان الوزاري الذي يأخذ العمل الإعلامي إلى دواليب الروتين ودهاليز العمل الإداري، كما أود لو تم الالتفات إلى قرارات سابقة لمجلس الوزراء من شأن تطبيقها أن يحقق تحسنا ملحوظا في بعض مرافق الوزارة ويدخل الفكر الإبداعي القائم على اقتصاد المعرفة في عملية تطوير تلك المرافق ويعالج مشكلاتها، ومن أمثلة ذلك قرار مجلس الوزراء بتاريخ 12 أغسطس 2006 بشأن خصخصة مطبعة الحكومة، وتمت إحالة ذلك القرار إلى وزارة المالية والتي بدورها خاطبت وزارة الإعلام بضرورة التخلص من منها، وما زلت على قناعة بأن بيع مطبعة الحكومة أو إتاحتها للاستثمار وفق ضوابط معينة من قبل القطاع الخاص سيؤدي إلى تطويرها وتزويدها بتجهيزات ذكية لأن المطبعة الآن تشكل عبئا على منظومة الإعلام ودورها لم يصبح كما هو في السابق، بدليل أن العدد الأخير من مجلة «العربي» تمت طباعته في مطابع القطاع الخاص التي تتميز بإمكانات أعلى وقدرات لا يمكن لمطبعة الحكومة أن تنافسها.
قرارات حبيسة
وهل هناك قرارات أخرى سابقة مازالت حبيسة الأدراج؟
٭ بالطبع الكثير.. ويمكن للمعنيين مراجعة القرارات التي اتخذت من مجلس الوزراء بناء على دراسات وإعادة إحيائها، وإذا كنت قد ضربت لك مثالا بالقرار الخاص بمطبعة الحكومة وهو قرار يلبي حاجة ملحة في الوقت الحالي، فإنني أتذكر أيضا أن مجلس الوزراء سبق أن قام باعتماد تأسيس قنوات تعليمية للطلبة تغطي عدة مراحل خصوصا الثانوية العامة، ورصد آنذاك 4 ملايين دينار لإنشاء هذه القنوات وهناك دراسات حول ذلك ولكنها محبوسة في الأدراج.
أيضا من المهم أن نعيد بحث ما يخص تنازل شركة النفط لوزارة الإعلام عن أرض بمساحة 12 ألف متر مربع بجوار ديوان المحاسبة، وقام وزير الإعلام في ذلك الوقت بالتنازل عنها لصالح شركة خاصة، وحينما تسلمت منصبي الوزاري أوقفت هذا القرار، لكن لا أحد يعلم تطورات هذا الملف بالرغم من قيام أحد النواب بتقديم سؤال لوزير الإعلام الأسبق عن تنازل الوزارة عن هذه الأرض التي يصل سعرها إلى نحو 100 مليون دينار، وأتمنى إثارة هذه القضية مجددا لحماية المال العام.
أيضا أرجو من وزارة الإعلام الاهتمام بقياس الرأي من خلال استطلاعات، وتجاربنا السابقة في ذلك جاءت بنتائج ممتازة حينما تعاون التلفزيون مع جامعة الكويت في إنجاز استطلاعات رأي، وكان هناك اهتمام بتحليل نتائجها والاستفادة منها في وضع الخرائط البرامجية، ولا أعرف سبب عدم اهتمام التلفزيون والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بهذا النهج الذي يساعد في التعرف على آراء الناس في المواد التي تقدم وطموحاتهم منها من أجل التخطيط للأفضل.
كيف ترى فرقة التلفزيون الآن؟
٭ واحدة من أهم الوسائل للحفاظ على تراثنا الفني الشعبي هي فرقة التلفزيون، وما قدمته الفرقة منذ أن عملنا على إنشائها سنة 1978 يظل في طليعة الأعمال الفنية، ومازالت أغنية «أنا الخليجي» من كلمات عبداللطيف البناي وتلحين مرزوق المرزوق تتردد على كل الشفاه حتى انها تعتبر بمنزلة «النشيد الوطني» لأهل الخليج.. قس على ذلك الكثير من الأعمال، والدور الحيوي الذي قامت به الفرقة في الاحتفالات والمهرجانات الوطنية وكذلك في الأسابيع الثقافية والفنية التي أقيمت في عواصم عربية وأجنبية ومشاركاتها في عشرات المهرجانات العالمية في نيويورك وباريس وطوكيو وغيرها دور يحفظه لها التاريخ، كما أنها احتلت مكانة مرموقة ضمن الفقرات الفنية والثقافية التي كانت تقدم أمام ضيوف صاحب السمو من قادة ورؤساء الدول العربية والأجنبية، وكذلك في احتفالات وزارة التربية السنوية مع الفنان شادي الخليج.. وغير ذلك.
أضف إلى ذلك نجاح الفرقة في إحياء الأغاني القديمة والحفاظ على الفنون الشعبية الكويتية الغنائية من فن الصوت بدرجاته أو الذي يمنح الموسيقى الكويتية خصوصيتها وهويتها، كما حافظت الفرقة على آلات الإيقاع المرتبطة بالتراث الشعبي، والآن نلتفت إلى فرقة التلفزيون فنجدها ابتعدت عن النجومية التي كانت عليها في السبعينيات والثمانينيات، وقد سبق أن قدمت عدة اقتراحات لوزير الإعلام الأسبق محمد الجبري من أجل إحياء الفرقة والاهتمام بها مع توفير اعتمادات مالية خاصة بها ضمن ميزانية الوزارة، اقترحت أن يكون لها برنامج خاص في الأعياد الوطنية وعيد التحرير وللمناسبات الوطنية الأخرى مع أجندة لنشاطاتها طوال العام ووضع مسؤولية اختيار مؤلفي الكلمات والملحنين في يد الفرقة نفسها، مع تصميم ملابس 3 مرات في السنة على الأقل بحسب المناسبة وطبيعتها ومعناها حتى يأتي العمل بشكل متناغم، وكذلك تحديث أدواتها الموسيقية بشكل مستمر، وضرورة التزام الوزارة بصرف المكافآت في وقتها دون تأخير أو تسويف.
نجاح برامجها السابقة
كنتم أحد المشاركين في تأسيس مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك وواضعي فلسفتها ومن صناع مجدها.. ماذا تحتاج المؤسسة اليوم لتعيد اكتشاف نفسها؟
٭ انت تتحدث عن مؤسسة ولدت عملاقة، ولعل البعض لا يعلم أن مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك سبقت قيام مجلس التعاون الخليجي حيث أنشئت قبل تأسيس مجلس التعاون بخمسة أعوام، أي انها كانت من مانشيتات التعبير عن إرادة دول الخليج العربية وشعوبها في الوحدة والتكامل، وقد تمكنت المؤسسة في سنواتها الأولى من ترجمة تطلعات وآمال هذه الدول في إعلام تنويري يرتقي بالفكر ويوسع أطياف المعرفة ويغذي العقول بفن يجمع بين المتعة والفائدة، وبحكم وجود مقر المؤسسة في الكويت منذ انطلاقها سنة 1976 ولأني كنت أشغل في ذلك الوقت منصب وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون التلفزيون فقد ترأست مجلس إدارتها المؤلف من وكلاء وزارات الإعلام في الدول الأعضاء، وقد كانت بدايات المؤسسة مدهشة بإنتاجها برنامج «افتح يا سمسم» الذي يحاكي البرنامج الأميركي «شارع السمسم» المشهور ولكن بنكهته العربية التي جعلته متميزا، حتى انه في ورشة «السمسم» في نيويورك تم عرض جميع النماذج المأخوذة عن البرنامج الأميركي في أربع عشرة دولة حول العالم، وبعد عرض الحلقة النموذجية لبرنامج «افتح يا سمسم» إنتاج مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك وقف الجميع ورفعوا قبعاتهم تكريما وتقديرا للبرنامج الذي تميز بشخصيته العربية وخصوصية مواده وفقراته، والذي صورت مشاهده الداخلية في استديو الدسمة في الكويت ومشاهده الخارجية أخذت لقطاتها في عدد من الدول العربية والعالم، واستحدثت فيه شخصيات لم تكن موجودة في النسخة الأميركية، وقد شهد البرنامج إقبالا مدهشا في دولنا العربية، ثم بعد ذلك توالت نجاحات المؤسسة وأنتجت سلاسل درامية وتوثيقية رائعة.
اليوم تتمتع المؤسسة بإرث حضاري مهم تواصل على مدى أكثر من خمسة وأربعين عاما، وعلى الرغم من أنها مستمرة في عملها، فإنها لم تستطع تخطي حدود نجاح برامجها التي أنتجتها بالسابق، خاصة في سنواتها العشر الأولى، وهي تحتاج إلى مدها بأسباب النجاح والتأثير، وبالدعم المادي الجيد، ورفدها بالخبرات وبث روح الشباب في أوصالها، وتمكينها من مواكبة ما يشهده الإعلام المرئي والمسموع من تسارع وتطور وأن تبرز أعمالها بشكل يواكب التطور العالمي، حتى يمكن لها أن تلعب دورا محوريا في إعلام تنويري إيجابي يتسلح بالمعرفة الصحيحة، أعتقد أن ذلك في المتناول إذا ما اجتمعت إرادة القائمين عليها لدعمها وتوسيع دورها لتكون ليس فقط البيت الإعلامي لدول مجلس التعاون بل أيضا بيت الخبرة والحداثة والانطلاق نحو المعاصرة على قاعدة الأصالة.
التخلص من الإعلام الخارجي
طالما الحديث أخذنا إلى الإعلام الخليجي فلننطلق منه إلى محور أوسع حول أداء الإعلام الخارجي.. ما تقييمك له؟
٭ في تقديري، لابد من التخلص من الإعلام الخارجي، لأن أدوات العصر وفرت بدائل فعالة وناجزة، فبإمكان السفارات في الخارج أن توظف متخصصا ذا قدرات مناسبة يتولى ما يقوم به مكتب يضم أعدادا كبيرة من الموظفين، مع استثمار وسائل الاتصال الحديثة في أداء المهام، ليس هذا فقط، بل أيضا «كونا» إلغاؤها هو خيار مفيد في ظل وسائل التواصل السريعة التي توفر أساليب سهلة ومبتكرة في نقل الخبر، ويمكن الاستغناء عن عشرات المكاتب التابعة لها بنفس النمط المقترح في الإعلام الخارجي حسبما أشرت إليه قبل قليل.
هل ترى أن المراكز الثقافية الجديدة تحقق قيمة مضافة في النشاط الفني والثقافي؟
٭ بالطبع، والآن لدينا ثلاثة مراكز ثقافية ممتازة وهي مركز الشيخ جابر الأحمد، ومركز الشيخ عبدالله السالم، ومركز قصر السلام الثقافي، وهذه المراكز يجب أن تحظى برعاية خاصة واهتمام لائق، لذلك اقترح أن تكون تحت ولاية ورعاية سمو ولي العهد وهو يتمتع بحس أدبي وفني رفيع ويقدر الفن والتراث، وأن يعين لهذه المراكز مجلس أمناء يتولى تخطيط البرامج والأنشطة؛ لأنه لا وزارة الإعلام ولا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يمكنهما توفير فرص الإبداع والتميز لهذه المراكز في ظل قيود العمل الحكومي.
من خلال تجربتك في شركة المشروعات السياحية.. كيف يمكن تطوير نشاط الترويح والترفيه في البلاد؟
٭ اليوم، الكويت تعاني من عدم وجود خطة واضحة للتطوير السياحي، بل ان هذا المفهوم أصبح غائبا بعد أن كانت تتمتع في السابق من خلال شركة المشروعات السياحية بأنشطة ومرافق مميزة للغاية تخدم مختلف الشرائح وتعزز من الارتباط العائلي، كانت الكويت رائدة في هذا المجال على المستوى الخليجي والعربي رغم ظروف الطقس وكانت الأسعار في متناول الجميع، الآن شركة المشروعات السياحية قتلت وغابت خطط التطوير والرؤية المستقبلية والنشاط السياحي.
في السابق، كان هناك توجه لتطوير جزيرة فيلكا وقد شاركت قبل 40 عاما في لجنة شكلت لهذا الغرض، ولكن مع الأسف توقفت خطط المشروع، كما توقفت مبادرات في الجزر الأخرى.. في الواقع فإن الكويت خسرت الكثير بسبب عدم تنفيذ أمثال تلك المشروعات لأن التسويف والتأجيل والنسيان المتعمد هي أمراض في المؤسسات الحكومية وسوسة تنخر في جسم التنمية، وكم من مشاريع بحثناها وأقرت في المجلس الأعلى للتخطيط ثم غابت، وكذلك الأمر تجاه العديد من المبادرات، رغم أننا لو نفذنا جزءا من تلك المشاريع والمبادرات في وقتها لربحنا الكثير.
60 سنة.. مكانك راوح !
وبخصوص مرور 60 سنة على تأسيس تلفزيون الكويت، قال «بوطارق» وهو احد المؤسسين لهذا الجهاز: لا ارى اي تطور ومازلنا مكانك راوح على الرغم من بعض الاجتهادات البسيطة كما ذكرت في السابق، صحيح مرت 60 سنة ولكن يؤسفني ان اقول ان ما عرض في بدايات هذا التلفزيون من دراما وبرامج وغيرها كان افضل من الوقت الحالي لأن الشخصيات التي كانت مسؤولة عن هذا الجهاز في السابق كانت حريصة على تقديم الأفضل على الرغم من الامكانيات البسيطة المتوافرة لديهم ولكن كانت «عقولهم» تشتغل وتبتكر لأن الفكرة مو في الجهاز الذي تمتلكه ولكن الفكرة في كيفية تشغيل العقل لتقديم مادة جيدة للناس من خلال هذا الجهاز الذي تملكه!
مقهور.. أبي أفرح من قلبي!
أثناء حديث الاعلامي القدير محمد ناصر السنعوسي عن تأسيس تلفزيون الكويت والمراحل التي مرت عليه والوضع الذي وصل اليه حاليا، قال «شبقى من عمري، وتلفزيون الكويت حاليا ماكو جديد الا ماندر، أبي أفرح من قلبي فرحة كبيرة لأنه هذا التلفزيون والشخصيات اللي مرت عليه حفروا وسهروا علشان يميزونه بين دول المنطقة والعرب وحاليا انا بجد مقهور لاني ما اشوف تطور في التلفزيون».
لا تلوموني إذا انتقدتكم!
عندما سألت الاعلامي القدير محمد ناصر السنعوسي عن رأيه في الاعلام الكويتي حاليا، «خزني» وقال: هذا السؤال الابدي اللي يسأله اي شخص يعرف قيمة الاعلام لأي دولة، فلا أحد يلومني اذا انتقدتهم او يلومون اي شخص عندما ينتقد الاعلام للأسف الشديد على الرغم من وجود جوانب للاجتهاد ولكن هذه الاجتهادات لا تروي عطشك، الاعلام الكويتي للاسف مثل محل «بروي» فيه كل شي منوع لكن لم يصل للمنافسة مثل بعض الدول والسبب عدم وجود اشخاص متخصصين للقيام بذلك والمفروض هذا المبنى ما يدخله كل من هب ودب ما يدخله الا الشخص المختص الفاهم لعمله، للأسف الشديد الاعلام الكويتي يحتاج الى الكثير حتى يروي عطشي وعطش غيري وأول هذه الاحتياجات تغيير آلية نشرة الاخبار وخصوصا نشرة اخبار النشرة الجوية التي تعد اطول نشرة اخبار جوية في العالم مع العلم ان الامر لا يحتاج لكل هذه المدة اضافة الى آليه اختيار المذيعين وخصوصا المذيعات فالمطلوب في عملية الاختيار ان تتم على كفاءة الشخص وثقافته وليس على شكله ولبسه والواسطة التي وراءها.
إنشاء قناة العربي الثقافية.. ضرورة لا بد منها
عند سؤال السنعوسي عن آرائه السابقة حول تطوير مجلة العربي وهل مازال عند قناعاته بتلك الآراء، أجاب: مجلة «العربي» قوة كويتية ناعمة، مهمة ومؤثرة، وعلينا أن نتمسك بها ونوفر لها مزيدا من الدعم والتطور وضمان إعادة تألقها وتمكينها من استعادة دورها الريادي، وأن نوفر للمسؤولين عنها بيئة محفزة للإبداع، واقترح العديد من الإجراءات التطويرية منها تأسيس وإشهار مؤسسة ثقافية تحمل اسم «مؤسسة العربي الثقافية» وتخضع لمسؤولية وزير الثقافة (إن شاء الله)، وتكون مظلة للعديد من الكيانات منها:
قناة العربي الثقافية وتمنح صلاحيات للاتصال بالمراكز والجمعيات الثقافية ومؤسسات الأبحاث وجامعة الكويت خصوصا أقسام التاريخ والآثار وغيرها، وتتولى القناة تغطية الأنشطة الثقافية والفنية ومنها أنشطة: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ومركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، مع عرض البرامج ذات الطابع العلمي والتراثي والثقافي بشكل عام والاهتمام بالشأن الكويتي.
إدارة الصحافة والمطبوعات الإعلامية الحكومية مثل: مجلة العربي، ومجلة الكويت، والجريدة الرسمية «الكويت اليوم».. وغيرها، على أن يتم اختيار أمين عام للمؤسسة من ذوي الخبرة والكفاءة، ويكون رئيس تحرير مجلة «العربي» من هؤلاء الذين يجتمع فيهم خصال المثقف والثراء الإبداعي والخبرة الإعلامية وله علاقات أدبية وثقافية مع المثقفين والأدباء والكتاب في العالم العربي، وبالنسبة لي أرشح د.نجم عبدالكريم لمنصب رئيس تحرير المجلة.