- الرميحي: أخفقنا ثقافياً في «الرقمنة» كما فشلنا في البنية التحتية ولم نهيئ البيئة الملائمة للتعليم الإلكتروني
- الشايجي: ضرورة الاستعداد للمتحور الجديد.. والتهديدات القادمة تتمثل في التغير المناخي والقرصنة
آلاء خليفة
قالت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان ان جائحة كورونا عطلت التنمية والكثيـــر مـــن المصــالح الأساسية فتوقفت الشركات وأطيح بالكثير منها، وأصيب العالم بالشلل في مختلف القطاعات وخاصة التعليم والصحة وازدادت حدة الصراعات والفقر، وزاد من قلق الناس تخبط الحكومات في مواجهة الفيروس فضلا عن الغموض النسبي لمنشئه وطبيعة تكوينه وطريقة انتقاله وفاعلية وسائل الحماية منه.
جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى الخليجي الافتراضي الذي ينظمه معهد المرأة للتنمية والسلام بعنوان «الأبعاد الاجتماعية للجائحة: تأثيرات.. تصورات.. نظرة مستقبلية» خلال الفترة من 27 - 29 نوفمبر عبر «زووم».
وأضافت الجوعان: يتناول المنتدى الآثار النفسية والاجتماعية للجائحة على المواطن والمجتمع وتم تخصيص جلستين لهذا الموضوع، مشيرة إلى ان العالم شهد حالات من العنف والانتحار واضطرابات نفسية وسلوكية عديدة، لافتة إلى ان التعليم يعتبر البنية الأساسية للإنسان والمجتمع قد تأثر كثيرا بالأزمة، وتم التركيز في المنتدى على الإعلام بوسائله المختلفة في دعم الأهداف الصحية والتعليمية، وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فقد واجهت دول مجلس التعاون الخليجي تحديات كثيرة خاصة مع انخفاض أسعار النفط، مشددة على انه ما لم تتم معالجة آثار الجائحة من جوانبها المختلفة فإنها ستخلف بلا شك دمارا لمجتمعاتنا.
من جانبه، قال المنسق العام للمؤتمر ورئيس اللجنة العلمية أ.د.يعقوب الكندري: لا يخفى على الجميع أهمية ما تحدثه التغيرات الاجتماعية والثقافية للكوارث والأمراض والأوبئة في المجتمع، مبينا ان الملتقى يسعى للوقوف على تلك التأثيرات من خلال هذه النخبة والخروج بمجموعة من التوصيات الملائمة لمجتمعاتنا الخليجية.
الجلسة الأولى
ترأس الجلسة الأولى للملتقى أستاذ الفلسفة بجامعة الكويت أ.د.عبدالله الجسمي، وتحدث خلالها أستاذ الاجتماع أ.د.محمد الرميحي، موضحا ان «كورونا» فرضت أشياء متعددة في سلوكياتنا منها التأثير على ثقافتنا وهو ما نسميه بالهلع الذي أصاب المجتمع وسارعت الدولة باتخاذ إجراءات عدة.
وأشار الرميحي الى إنكار بعض الدول لوجود الفيروس بها وبدأت نظرية المؤامرة وهي في ثقافتنا تجد لها الكثير من القبول لعدة أسباب منها النقص المعرفي، ولقد فشلنا ثقافيا في الرقمنة على جميع المستويات بالرغم من نجاح الكثير من دول الخليج كما فشلنا في البنية التحتية ولم نهيئ الأرضية للتعليم الإلكتروني.
من جانبه، ذكر الكاتب والأديب بمملكة البحرين د.حسن مدن، ان الجائحة أثرت على جميع الأنشطة نتيجة الوضع الصحي السائد وتأثرت الثقافة بشكل كبير بتوقف الأنشطة الثقافية لمدة استمرت عام ونصف، لافتا الى ان اقامة الأنشطة الثقافية إلكترونيا لا يمكن ان تعوض عن تنظيمها بشكل فعلي في معارض الكتب والحفلات.
وبدوره، أوضح الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان د.سيف المعمري ان البنك الدولي قبل الجائحة بسنتين أطلق جرس الإنذار حول أزمة التعلم، لاسيما في الدول النامية والمنخفضة الدخل، وكنا نعيش في جائحة «تدني التحصيل» ومن ثم جائحة الانقطاع عن المدرسة، مؤكدا ان أزمة التعلم تؤدي الى أزمة تنموية وفجوات اجتماعية واقتصادية عميقة، فالجائحة أوجدت أكبر انقطاع في نظم التعليم عبر التاريخ وتضرر منه 1.6 مليار طالب في أكثر من 190 بلدا.
الجلسة الثانية
ترأس الجلسة الثانية رئيس تحرير مجلة الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت أ.د.عثمان الخضر وتحدث فيها أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.عبدالله سهر، موضحا حدوث تغييرات جذرية في مفاهيم دولية مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية والسيادة.
وذكر سهر انه من المتوقع ان تعيد الدول حساباتها في السياسات الاقتصادية الخارجية والتحالفات وإعادة صياغة مفاهيم الأمن الدولي، مشيرا إلى ان انكماش بعض القطاعات الاقتصادية كالصناعات الكمالية لصالح القطاعات الاستهلاكية والصحية، موصيا بضرورة قراءة مستقبل العلاقات الدولية وفقا للمعطيات التي صاحبت أزمة كورونا والثورة في عالم تقنية المعلومات وضرورة الاهتمام بالتعليم بتخصصاته ومتطلباته الجديدة.
من ناحيته، أشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت د.عبدالله الشايجي إلى ان «كورونا» دق جرس الإنذار وأثبتت هشاشة الدول والمنظمات، وعلى الدول ان تبدأ في التفكير بإنشاء خلية إدارة أزمات من خلال جهاز مختص يضم الباحثين والمفكرين في شتى المجالات، وكان هناك فشل كلي في إدارة الأزمة من جميع الدول، لافتا إلى حالة الهلع إلى تسود العالم بسبب المتحور الجديد.
وبين الشايجي ان 70% من سكان الكويت من المقيمين، مؤكدا ضرورة إعادة هيكلة التركيبة السكانية وزيادة التكويت وتقليل عدد الوافدين، وأيضا الاستعداد للفيروس الجديد، فالتهديدات القادمة لم تعد غزوا واحتلالا وحروبا ولكنها تهديدات الوباء والبيئة والتغير المناخي والقرصنة الإلكترونية.
وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة الإمارات العربية المتحدة د.محمد بن هويدن ان الحكومات أصبحت تعيش في معضلة لخلق توازن بين حقوق الأفراد والحفاظ على صحة المجتمع والوضع الاقتصادي والجائحة جعلت 79 دولة تؤجل انتخاباتها الوطنية والمحلية.