- الجائحة فاجأت العالم وحالت دون تحقيق التطلعات والآمال وكشفت عما يشوب النظم العالمية من مواطن ضعف
آلاء خليفة
واصل المنتدى الخليجي الافتراضي الذي ينظمه معهد المرأة للتنمية والسلام تحت عنوان «الأبعاد الاجتماعية للجائحة تأثيرات.. تصورات.. نظرة مستقبلية» جلساته لليوم الثاني على التوالي، عبر «زووم» بحضور رئيسة المعهد المحامية كوثر الجوعان والمنسق العام للملتقى ورئيس اللجنة العلمية أ.د.يعقوب الكندري، حيث عقدت الجلسة الثالثة للمؤتمر برئاسة المدرب والخبير في الموارد البشرية والعلاقات الأسرية بدولة الامارات العربية المتحدة د.شافع النيادي.
وفي كلمة للمعهد العربي للتخطيط ألقاها وكيل المعهد د.وليد عبد مولاه نيابة عن مدير عام المعهد د.بدر مال الله، اوضح خلالها ان الجائحة اسفرت عن اعتماد الموجات المتتابعة للإغلاق الاقتصادي الكامل والجزئي في اغلب دول العالم، مشيرا الى حدوث آثار اقتصادية غير مسبوقة تمثلت في تعطل الانتاج والتجارة العالمية وانخفاض اسعار النفط مقابل ارتفاع اسعار الغذاء والدواء، مما أدى الى تسجيل اعلى معدلات الانكماش الاقتصادي العالمي منذ عقود وزيادة الفقر في الدول النامية والغنية على حد سواء، وما خلفه ذلك من ضغوط نفسية اسرية خاصة على النساء والاطفال والانتقال الى التعليم عن بعد وانتشار العديد من الظواهر السلبية كالتحيز الاجتماعي والتعصب والتي يجب الإسراع في ايجاد الحلول الناجعة لها.
وأضاف عبد مولاه: لابد من اعادة النظر في سبل واقعية ومستدامة لمواجهة المخاطر الاجتماعية بالنظر الى سبل تسريع التعافي الاقتصادي وتعزيز قدرة الاقتصادات على خلق الثورة ومواطن العمل اللائق واصلاح التعليم، بالاضافة الى اعادة بلورة سياسات الحماية الاجتماعية وتحويلها من حمائية الى تمكين اقتصادي واجتماعي.
بدوره، أوضح استاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز أ.د.اسماعيل كتبخانة ان الاختصاصيين في مجال الصحة النفسية اجمعوا على ان الحجر الصحي المفروض على مليارات البشر ليس بالأمر السهل ويعتبر اجراء غير مسبوق ونوعا من تقييد الحريات وتسبب في العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية، مشيرا الى ان القلق والتوتر من ابرز التأثيرات النفسية التي قد تزيد في تلك الحالات، لافتا الى تدهور المستوى التعليمي لدى بعض الطلبة.
وأوصى كتبخانة بضرورة اشراك الاطفال الصغار في المسؤولية بما ينمي لديهم الاعتماد على الذات وتوعيتهم بما يحدث حولهم، ولكن يجب ان تتم بطريقة مناسبة لأعمارهم دون تخويف، مشددا على ضرورة اشراك الاطفال في الانشطة الترفيهية والتعليمية والثقافية والرياضية
من جانبها، تحدثت أ.د.هند الخليفة من جامعة الملك سعود عن «العلاقات الاجتماعية بعد الجائحة: رؤية نقدية»، مؤكدة ان العالم توقع أن يكون 2020 عام التميز على جميع الأصعدة، لاسيما الاجتماعي، وذلك من خلال التحول نحو الانسان ليكون هو محور التنمية المستدامة والرفاهية المجتمعية وراهن العديد من قادة الدول على المساواة بين المرأة والرجل، وتطوير قطاع الصحة والتعليم إلا أن الجائحة فاجأت العالم وحالت دون تحقيق الخطط والآمال وكشف الوباء عما يشوب النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية من مواطن للضعف.
من جهتها، ذكرت الاستاذة المشاركة في قسم التاريخ والآثار بجامعة الامارات العربية د.فاطمة الصايغ ان للجائحة ايجابيات وسلبيات اجتماعية، حيث اثبتت القدرة على الاستغناء عن الكماليات ومظاهر الترف وبعض العادات الاستهلاكية في الخليج، وقدرة المرأة على الموازنة بين التزاماتها الأسرية ورعاية الأبناء والاشراف على دارستهم عن بعد، كما دفعت الإجراءات الرامية إلى التباعد إلى إقامة حفلات الزواج في المنزل، ومن السلبيات الضغط النفسي والبطالة وارتفاع نسبة الإدمان وكثرة محاولات الانتحار.
ترأست الجلسة الرابعة عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت بالانابة د.مها السجاري، وتحدث فيها استاذ الخدمة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية د.عبدالعزيز الدخيل، مشيرا الى ان فئة النساء هي الأكبر تضررا من «كورونا»، مقترحا حلولا للتخفيف من الآثار السلبية، فعلى مستوى السياسات الاجتماعية عمل برامج اقتصادية مستدامة تساعد المرأة وخدمات عاجلة للمتضررات من البطالة ووضع آليات للكشف عن الحالات المتأثرة اقتصاديا وأسريا.
وفي السياق ذاته، أوضحت رئيسة قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة قطر د.فاطمة الكبيسي أن هناك إيجابيات للجائحة، منها بروز اهمية التضامن الاجتماعي في مواجهة المخاطر وتنمية الشعور بالمسؤولية لدى الافراد وظهور عادات وممارسات صحية واحترام القوانين التي صاحبت فترة الجائحة.
وأوصت الكبيسي بالاهتمام بترسيخ الجوانب الاجتماعية الايجابية مثل التركيز على القطاع التطوعي وتطويره لمواجهة الأزمات والتعاون بين الجهات المتخلفة في الاهتمام بالفئات التي تحتاج إلى عناية كذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين في الازمات فضلا عن العمل على تشكيل فرق من جميع الاختصاصات لنكون في وضع الجاهزية لمواجهة الازمات.
كما أوصت الاستشارية التربوية النفسية بجمعية علم النفس الكويتية د.مريم المرزوقي بضرورة اعداد برامج ارشادية وعلاجية قائمة على انواع مختلفة من الاستراتيجيات للتغلب على الآثار النفسية للمتعلمين اثناء الجائحة والنظر في المقررات وطرق التدريب في كليات التربية بما يتناسب مع المستجدات الحديثة وربطها بالجانب النفسي، بالإضافة الى اعداد المعلم الطالب في كليات التربية اعدادا شاملا يتضمن جميع الجوانب الاكاديمية والنفسية والاجتماعية والتكنولوجية.