بيروت - منصور شعبان
ما حدث في حي السلّم، بالضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الإثنين المنصرم، أشبه بسيناريو لفيلم سينمائي يتم تصويره وسط طقس يبشر بهطول المطر.
«الحي» مكتظ بأهله والعمران يختلط بين البناء الشرعي وغير المرخص المبني عشوائيا على قاعدة «المهم السكن» فكانت النتيجة حادثة أقل ما يقال عنها أنّها مأساوية.
حي السلّم كان من أجمل المناطق، قبل الحرب الأهلية، من حيث التنظيم المدني، لكن وضعه الديمغرافي تغيّر مع تبدّل الظروف، إذ شهد نهضة عمرانية اختلط فيها الحابل بالنابل، وتقطنه، الآن، مجموعات بشرية من مختلف الجنسيات اللبنانية والعربية والآسيوية، وأضحت مبانيه متداخلة كلّيا.
ووسط هذا الخارطة السكنية كانت تعيش الفقيدة رولا علي تركي بحلق، ابنة الـ13 عاما، التي اهتزت الارض تحتها، وهي نائمة، عند الساعة الثانية، ليل الاثنين - الثلاثاء، في غرفتها داخل طابق أرضي، وما لبث أن انخسفت فظهرت فجوة كبيرة من مياه المجارير يصل ارتفاعها إلى متر ونصف تقريباً، سقطت رولا في هذه الفجوة وسقطت بعض محتويات المنزل عليها.
وفي التفاصيل التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، أن أسرة رولا كانت تقطن في طابق ارضي وهي مؤلفة من أربعة أولاد بغرفة والأم والأب بغرفة والجد والست بغرفة ثالثة. استيقظ «الحي»، كما يطلق عليه سكانه، على صراخ الأم وهي تناشد: «بنتي ماتت بنتي فطست».
فوجئت الأم ان أرض المنزل المشغولة من الخشب خافسة والخزانة انقلبت على ابنتها، والمفاجأة الأكبر أن الغرفة التي كانت رولا نائمة فيها مبنية فوق ريكار (صرف صحي - مجرور).
وما ساهم في أن يكون المشهد أكثر مأساوية انقطاع الكهرباء وظلمة المكان، ما اضطر الأم لاستخدام كاشف هاتفها الخلوي لتتفقد اولادها لتغطيهم لتفاجأ بيد رولا ظاهرة فقط فيما جسدها غارق في المجرور والرائحة الكريهة تنتشر بكل البيت وراحت تصرخ موقظة أولادها. أما الأب فلم يستطع الحراك لإنقاذ ابنته بسبب تعرضه للضرب على رأسه من «شبان الحي» ما جعله في «كوما».
وهكذا، لم تستطع الاتصالات إنقاذ رولا، لأن حي السلم لا بلدية فيه وليس تابعاً لأية بلدية اخرى.
وبعد 15 دقيقة نجح أهالي المنطقة من انتشالها، ونقلوها إلى مستشفى البرج حيث فارقت الحياة نتيجة الاختناق والتسمم، ظهر الثلاثاء، ووريت الثرى في بلدتها يونين البقاعية.