غادر المفاوضون الأوروبيون ونظراؤهم من إيران والصين وروسيا، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة الاميركية، فيينا أمس بعد إحراز «تقدم طفيف» في ختام الجولة السابعة من المفاوضات بعد أيام عديدة من المحادثات المكثفة، ولم يحددوا موعدا للجلسة المقبلة لكنهم أعربوا عن املهم في عقدها قبل نهاية العام الحالي تجنبا لفشلها.
وقال ديبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إنه «تم احراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة» من المحادثات محذرين من «أننا نتجه سريعا إلى نهاية الطريق».
وأكد الديبلوماسيون أن جميع الشركاء الآخرين «مستعدون لمواصلة المحادثات» ودعوا الايرانيين الى «استئنافها سريعا» وتسريع وتيرتها. وأكد مصدر من مجموعة الديبلوماسيين الثلاثة «لقد اتفقنا أخيرا على نقطة انطلاق للمحادثات»، مضيفا «الآن يجب الدخول في صلب الموضوع».
من جانبه، قال الموفد الروسي ميخائيل أوليانوف في تغريدة أن الجولة الأخيرة كانت «ناجحة بمعنى أنها أرست أساسا صالحا لمفاوضات أكثر عمقا». وتابع «الآن يفهم المفاوضون بعضهم البعض بشكل أفضل».
وأعلنت روسيا أنها تنتظر نهاية سريعة للجولة المقبلة من المفاوضات الجارية في فيينا، حول العودة للامتثال بالاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد التوقف الجديد للمحادثات من أجل التشاور مع العواصم المعنية.
وفي تعليق على مسار محادثات فيينا الأخيرة، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان «لا تسير بشكل جيد بمعنى أننا لم نجد بعد سبيلا للعودة إلى الاتفاق النووي».
وأضاف «نحن نسدد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018»، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي وضع سقفا للبرنامج النووي الإيراني.
لكن سوليفان استدرك في كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن مساء امس الاول أن المحادثات أحرزت في الأيام الأخيرة «بعض التقدم»، مشيرا إلى أن واشنطن تنسق مع بقية مجموعة دول (4+1) المشاركة في المفاوضات.
وفي سياق متصل، شدد مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه على وجوب «حصول تسريع كبير» لوتيرة المفاوضات، مؤكدا أن المفاوضين الأميركيين مستعدين للعودة إلى فيينا قبل حلول العام الجديد.
وتساءل «إذا استغرق الأمر كل هذا الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيلوا كم من الوقت سيستغرق حل القضايا المدرجة على جدول الأعمال».
لكن عددا من المسؤولين الأميركيين السابقين ومن بينهم ليون بانيتا، وزير الدفاع في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، حضوا الرئيس جو بايدن على إطلاق مناورات عسكرية كبرى أو تحركات أخرى ضمن ديبلوماسية «تخويف إيران».
وقال هؤلاء المسؤولون السابقون في بيان مشترك «من دون إقناع إيران بأنها ستعاني من عواقب وخيمة إذا ما استمرت بمسارها الحالي، ستكون الآمال بنجاح الديبلوماسية ضئيلة»، مبدين في الوقت نفسه دعمهم لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الإيراني.
من جانبه، قال كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي باقري كني «تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة»، مضيفا «لدينا الآن مسودتان جديدتان، الأولى حول إلغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات النووية».
وفي الغضون، رفضت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تحميل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لها المسئولية عن اختفاء تسجيلات كاميرات المراقبة في موقع «كرج» لتصنيع أجزاء أجهزة الطرد المركزي في إيران.