وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ردود فعل الدول الغربية على اقتراحات بلاده بشأن الحصول على «ضمانات أمنية» بأنها «إيجابية».
وقال بوتين في مؤتمر صحافي سنوي موسع استعرض فيه مواقف بلاده حيال القضايا الدولية إن الجانب الأميركي أعرب عن استعداده لبدء حوار حول الضمانات الامنية بداية العام القادم مشيرا الى ان الجانبين الروسي والامريكي قاما بتعيين ممثلين عنهما لإجراء هذه المباحثات.
وجدد بوتين مطالب بلاده بأن يتم ضمان أمنها الان وفي المستقبل لأن تمدد حلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقا بالقرب من الحدود الروسية يعتبر «أمرا غير مقبول» واستعرض وعودا قطعها الغرب بعدم التقدم شرقا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي إلا أنهم «وصلوا الى اعتاب روسيا»، مشيرا الى الصواريخ الأميركية في أوروبا، وجدد المطالبة بعدم نشر اسلحة قرب الحدود الروسية متسائلا «كيف ستكون ردود أفعال أميركا لو قامت روسيا بنشر صواريخها في منطقة الحدود الأميركية مع المكسيك». واشار الى ان حلف الناتو «ينشر عناصر منظومات صاروخية ويقيم قواعد عسكرية في رومانيا وبولندا»، معتبرا ان اقامة تلك القواعد ونشر المنظومات الصاروخية هناك «يهددان امننا».
وشدد بوتين على ضرورة ان يقوم الغرب بتقديم ضمانات امنية لروسيا «الان وليس بعد عشر سنوات» مشيرا الى ان بلاده تراهن على نتائج المفاوضات حول الضمانات الامنية وليس فقط على مجرد اجرائها.
وأعرب بوتين عن مخاوفه بان اوكرانيا «تعد العدة لشن هجوم ضد الاقليميين الشرقيين لوغانسك ودوناتسك» قائلا «ان الغرب يريد من وراء تهديده بفرض عقوبات ضد روسيا ان يحذرنا بان لا نتدخل لحماية سكان هذين الاقليمين في حال قيام كييف بشن هجوم ضدهما».
وفي رده على سؤال من شبكة «بي بي سي» حول التاريخ السياسي الروسي، لفت الرئيس الروسي إلى أن الانتصار على روسيا إنه مستحيل وغير ممكن إلا من الداخل.
وقال بوتين في المؤتمر الصحفي الكبير في معرض إجابته: «قبل كل شيء، بما أنك تتحدث عن التاريخ، أريد أن أذكر بما قاله خصومنا على مدى قرون: روسيا يستحيل الانتصار عليها، يمكن فقط تحطيمها من الداخل».
في الاثناء، ناشد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، الرئيس الروسي استغلال العطلات القادمة لفترة الميلاد في سحب قواته من الحدود الأوكرانية.
وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن روسيا تمتلك إمكانية ضمان عيد ميلاد سلمي ومريح للجميع، مؤكدا أنه يتعين على روسيا الحد من أوجه التوتر وسحب قواتها. وأضاف ستولتنبرغ: «إنه حشد عسكري ضخم، وليس هناك أية إشارات إلى أن هذا الزحف سيتوقف أو يتباطأ».
ولم يحسم ستولتنبرغ موقفه حول إذا ما كان يشتبه في أن تحركات القوات كانت في الأساس محاولة من جانب روسيا لانتزاع تنازلات من الناتو في القضايا الأمنية، وقال: «هناك حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بالمقاصد الروسية»، وأشار الأمين العام للناتو إلى أن روسيا استخدمت بالفعل العنف ضد أوكرانيا سابقا في إطار ضم شبه جزيرة القرم.
وأعرب ستولتنبرغ عن استعداده لإجراء حوار بالنظر إلى المطالب الروسية بضمانات أمنية إضافية من الناتو، ولكنه رفض أي أفكار عن احتمالية إعلان الناتو مثلا التخلي عن قبول أوكرانيا في عضويته.
من جهتها، اعتبرت السفيرة الألمانية في أوكرانيا أنكا فلدهوسن ان حدوث هجوم واسع النطاق من روسيا على أوكرانيا أمرا مستبعدا.
وكتبت فلدهوسن في رسالة بريدية للمواطنين الألمان، الذين يعيشون في أوكرانيا، أن العبارات الواضحة التي صدرت من ساسة أوروبيين والتنسيق المبكر أرسلا الإشارات الصائبة إلى روسيا.
وتابعت السفيرة الألمانية في كييف: «استطعنا التحقق من عدم وجود زيادة واضحة في القوات بالقرب من الحدود الروسية مع أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية. ومن هذه الناحية مازلت اعتبر احتمالية حدوث هجوم واسع النطاق من روسيا محدودة».