- أقولها بكل صراحة لأهل الكويت حالات التطرف في ازدياد بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة وصعود بعض التيارات للحكم في بعض الدول
- حرية التدين مكفولة في الكويت فالمحاضرات والدروس تقام بعد الفجر وبعد العشاء وفي المخيمات والاستراحات.. والدواوين الدعوية كلها تقام بكل أريحية
- رغم صغر مساحتها.. الكويت أكثر بلد في العالم فيه جمعيات ومبرات ولجان خيرية
- نخشى أن تصل ظاهرة «الذئاب المنفردة» إلى الكويت أو دول الخليج لخطورتها على الشباب
- الأفكار المتطرفة يضعف ترويجها لكنها لا تموت بل تعود بمسميات ورموز «تُصنع كما تصنع الدمى»
- أحد نزلاء السجن في الكويت ألَّف رسالة بعنوان «الفرق بين الجهاد والإفساد» وسنطبعها
- «داعش» سبق العالم وتمكن من تجنيد آلاف الشباب من العالم عبر وسائل التواصل الحديثة
أجرى اللقاء: أسامة أبو السعود
حذر مدير مركز تعزيز الوسطية بوزارة الأوقاف د.عبدالله الشريكة من خطورة صعود بعض التيارات أو الحركات الإسلامية وتوليها الحكم في بعض الدول وعلاقة ذلك بنشر الفكر المتطرف.
وقال د.الشريكة في لقاء خاص لـ «الأنباء»: أقولها بكل صراحة لأهل الكويت إن حالات التطرف في ازدياد بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة بشكل عام، لكنه استدرك بأن البيئة الكويتية ليست حاضنة للأفكار المتطرفة بحكم طبيعة المجتمع الكويتي وسقف الحريات وحفظ كرامة الإنسان والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع وفئاته.
ولفت إلى أن حرية التدين مكفولة في الكويت، فالمحاضرات والدروس بعد الفجر وبعد العشاء وفي المخيمات الربيعية والاستراحات والدواوين الدعوية كلها تقام بكل أريحية، لافتا إلى أن الكويت أكثر بلد في العالم فيه جمعيات ولجان ومبرات خيرية، رغم صغر حجمه.
وحذر من خطورة تنظيم «داعش» الذي سبق العالم وتمكن من الوصول بأعماله الإرهابية إلى قلب أوروبا، مع أنه لا يملك أي قناة فضائية أو صحيفة ورقية، ولكنه استطاع أن يجند الآلاف من الشباب من مختلف دول العالم من خلال وسائل التواصل الحديثة، مضيفا أن الأفكار المتطرفة يضعف ترويجها لكنها لا تموت، حيث تتغير المسميات ويبقى الفكر بصور ورموز جديدة «تصنع كما تصنع الدمى».
ووصف الشريكة الجهاد بأنه أمر شرعي عظيم لكنه جهاد عدل وجهاد إصلاح وليس جهاد إفساد، وذكر أن الخوارج قتلوا الصحابة وقتلوا أهل الإيمان تحت مسمى الجهاد، فأمر النبي ﷺ بجهادهم وقال: «طوبى لمن قتلهم أو قتلوه»، مؤكدا أن هؤلاء يستبيحون الدماء، فهم أشبه بالوحوش المفترسة التي لا تستطيع أن تتعامل معها إلا بالمدافعة بالسلاح وحينها لم يعد للفكر مجالا.
ولفت إلى أن أحد النزلاء في السجن قام بتأليف رسالة بعنوان «الفرق بين الجهاد والإفساد» بعد أن منّ الله عليه بالتراجع عن هذا الفكر.. ونحن بصدد طباعتها»، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية، فريق المناصحة الذي تم تشكيله برئاستكم بقرار من وكيل الأوقاف م.فريد عمادي، هل يعمل منفصلا أم ضمن إطار عمل إدارة تعزيز الوسطية؟
٭ فريق المناصحة يقوم بتنفيذ إحدى مبادرات الوثيقة الوطنية لتعزيز الوسطية والاعتدال والتي اعتمدها مجلس الوزراء في عام 2018، وهذه المبادرة تنص على تشكيل فرق ولجان مختصة بمناصحة المتأثرين بالفكر المتطرف.
وتم تشكيل الفريق قبل أزمة كورونا، لكن دخول الأزمة عطل عمل الفريق، كما عطل الكثير من الأنشطة، والحمد لله الفريق يباشر عمله من مدة كبيرة سواء من خلال اتصالاته الشخصية أو اتصالات الأهالي أو غيرها.
وبفضل الله هذه الظاهرة تضمحل في فترة وأحيانا تقوى أو تظهر في فترة أخرى كما هو متوقع، فإنها في حال الضعف والاضمحلال يكون النشاط - بلا شك - أخف، لكن الفريق قائم والحمد لله، ولدينا اجتماع شبه أسبوعي.
وإذا عرضت علينا حالات نتعامل معها سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو من الناحية الشرعية، وإذا كان يحمل شبهات نحاول أن نبين له الجوانب الشرعية.
وفي الجانب النفسي أو الاجتماعي، لدينا مختصون من أساتذة علم النفس والاجتماع بتولي هذا الجانب في شق المناصحة.
ما الفئات المستهدفة من عمل الفريق؟
٭ كل الفئات، وكل من يعيش على أرض الكويت الحبيبة سواء من المواطنين أو المقيمين الكرام، فكل من نشعر أو نعرف أنه تأثر نوجه له رسالة توجيهية، لعل الله ينفعه بها.
كما أننا نوجه رسائل عامة لكل سكان الكويت، ولكل من نستطيع أن نوصل صوتنا إليه تتضمن الوقاية ضد هذا الفكر من خلال بيان عظمة الإسلام ورحمته وسماحته وحفظه لحقوق الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
وبيان الطريقة الشرعية الصحيحة للتعامل مع الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وسواء كانوا من أهل الطاعة أو من أهل التقصير، والتعامل مع الحاكم والمحكوم، ومع المسؤول، ومع الرجل والمرأة وفق الطرق الشرعية التي كان قد أتى بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لتبين التعامل الإنساني مع الناس بصورته الكاملة بعيدا عن أفهام قاصرة قد تفهم بعض النصوص أو بعض الحوادث وتنزلها في منزلة غير صحيحة.
فحتى هذه الأمور نحن نسعى لمعالجتها، قدر الإمكان، وهذا باختصار ما يتعلق بالفريق.
فالفريق يتلقى الاتصالات من الآباء والأمهات أو الشخص نفسه، ويقوم بالتعامل مع كل حالة على حدة.
عدد حالات التطرف
هل يبلّغ الآباء والأمهات عن أبنائهم وما يحملون من تطرف أو شطط أو شذوذ فكري، وكم عدد تلك الحالات سنويا؟
٭ نعم، فالحالات التي تمر علينا وهي قليلة، وإذا أردت أن نتحدث بالأرقام فمنذ عام 2017 هناك حالة واحدة التي نشعر بأنها متأثرة بالفكر المتطرف، أما بقية الحالات فلديهم شدة طباع أو غلظة، ويصبغ هذا الطبع الغليظ بـ «صبغة التدين» ويظن أن هذا من التدين، ودورنا أن نبين له التدين الصحيح ونوضح له قول النبي ﷺ «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».
الأوضاع السياسية والتطرف
هل التطرف في الكويت إلى اضمحلال أم في زيادة من وجهة نظركم ومن خلال عملكم؟
٭ أقول لكم بكل صراحة، ولأهل الكويت عامة، إن حالات التطرف في ازدياد بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة بشكل عام، وصعود بعض التيارات أو بعض الحركات الدينية أو الإسلامية ووصولها وتوليها الحكم في بعض الدول.
فهذا له انعكاسات على الأوضاع في الكويت ودول الخليج والدول العربية والإسلامية عامة.
وكذلك تأجيج بعض الأطروحات التي تحض على الكراهية والعدوانية، من خلال تمكن هؤلاء من بعض وسائل الإعلام التقليدي أو وسائل التواصل الحديثة.
فلا يخفى على أحد أن تنظيم «داعش» سبق العالم وتمكن من الوصول بأعماله الإرهابية إلى قلب أوروبا، مع أن هذا التنظيم لا يملك أي قناة فضائية أو صحيفة ورقية، ولكنه استطاع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن يجند الآلاف من الشباب في أوروبا وآسيا والوطن العربي والعالم الإسلامي، مما يدل على خطورة وسائل الإعلام الحديثة بكافة أقسامها، ومدى تمكنها من تغيير تصورات الإنسان وعقيدته وتغيير نظرته للحياة.
فنجد شابا نافعا متفوقا في دراسته وتلقى العلوم في أرقى الدول والجامعات كالطب والهندسة والصيدلة ثم ينقلب رأسا على عقب بمثل هذه الأفكار المنحرفة التي تبث عبر مواقع التواصل، لذلك من مبادرات الوثيقة الوطنية تشكيل فريق خاص برصد الدعاوى التي تتضمن بث الأفكار المنحرفة على وسائل التواصل ومختلف وسائل الإعلام.
الجهاد أمر شرعي
هل المشكلة في مفهوم الجهاد لدى بعض المسلمين واختلاط تلك المفاهيم بالتطرف؟
٭ الجهاد أمر شرعي عظيم، ولكنه جهاد عدل وجهاد إصلاح وليس جهاد إفساد، وهناك فرق كبير بين الإصلاح والإفساد، وهنا أذكر أن أحد نزلاء السجن في الكويت ألف رسالة بعنوان «الفرق بين الجهاد والإفساد» بعد أن منّ الله عليه بالتراجع عن هذا الفكر، ونحن بصدد طباعتها بإذن الله تعالى.
وبين من خلال تجربته ما رآه من فرق بين هذا وذاك، ولذلك فإن سوء فهم الجهاد يعتبر انحرافا والعلماء يقولون «من انحرف بمفهوم الجهاد، فجهاده متعين» وهذا يحتاج إلى أن يجاهد، وضربوا مثالا بالخوارج الذين قتلوا الصحابة وقتلوا أهل الإيمان تحت مسمى الجهاد، فأمر النبي بجهادهم وقال ﷺ «طوبى لمن قتلهم أو قتلوه».
لأن هؤلاء يستبيحون الدماء، فهم أشبه بوحوش مفترسة لا تستطيع أن تتعامل معها إلا بالمدافعة بالسلاح، ولذلك إذا وصل الأمر إلى حمل السلاح ضد الإنسان لم يعد للفكر مجال ولابد من مواجهته بالسلاح ولم يعد للفكر مكان.
ولذلك قال النبي ﷺ في وصف الخوارج «يقولون بقول خير البرية» فهم يذكرون الأحاديث والقرآن ولا يفهمون مقصده ولا يصل إلى قلوبهم ولا يفهمونه. فهؤلاء لديهم انحراف في مفهوم الجهاد وليس جهادا شرعيا، ويعتبر معصية وليس بطاعة.
الذئاب المنفردة
كيف تنظرون لما ظهر مؤخرا بمصطلح «الذئاب المنفردة» وكيف تتعاملون معها؟
٭ «الذئاب المنفردة» مصطلح ظهر مؤخرا بالفعل، ويقوم على أن كل واحد يعمل من نفسه، حيث يعلمونه من خلال مقطع متداول كيف يصنع متفجرات من مقتنيات المنزل وأدوات المطبخ ويقوم بعمليات تفجيرية أو طعن أو دهس.
وفي هذه الحالة فإن الجماعة أو التنظيم يكون بعيدا عن المساءلة القانونية، لأن الشخص قام بتصنيع المتفجرات بنفسه دون أي تواصل، حيث رأى مقطعا وتحمس له وبدأ يطبق ما جاء به. ونحن نخشى أن تصل هذه الظاهرة إلى الكويت أو دول الخليج.
ألم تصل من قبل من خلال تنظيم القاعدة وأجنحته المختلفة في المنطقة ومن ثم انتهت الظاهرة؟
٭ في زمن بن لادن كان الموضوع منظما في جماعة محددة، وكان عملهم محصورا في تنظيمهم، أما اليوم فأصبحت الأمور أخطر بكثير من الوضع السابق.
ونحمد الله أن وسائل التواصل الحالية لم تكن موجودة في زمن بن لادن وإلا كانت الفتنة أكبر، والحمد لله أنه لم يظهر في أوج ظهور الآيفون والإنترنت.
وما يهمنا اليوم هم الشباب الصغار المغرر بهم، حيث التقيت بهم في السجون وبعضهم تطور بشكل كبير وأصبح فكره إيجابيا ولله الحمد، ليس نتيجة عملنا، ولكن لطبيعة السجن وألم التجربة التي عاشها وكيف كان مغررا به، فالكثير منهم هكذا، والبعض منهم مازال متمسكا بفكره، وهذا شأنه.
وبعض هؤلاء المغرر بهم دخل السجن في العشرينيات واليوم هو في الأربعينيات، أو أقل وقد فاته قطار الزواج والوظيفة والحياة وأضاع عمره هباء منثورا.
أحداث فيلكا والعائدون
هل هناك مؤشر لمعرفة حجم التطرف في الكويت وخاصة بعد أحداث فيلكا في عام 2003 ثم العائدين من أفغانستان وسورية وغيرها، هل هدأت تلك الموجات بعد حدوث استقرار نوعي في بعض الدول المجاورة حاليا؟
٭ منذ أحداث فيلكا في عام 2003، فإن ظاهرة التطرف تقوى أحيانا، وتضعف أحيانا، ففي بعض الأحيان تصل إلى الذروة حيث نشهد حالات اعتداء على رجال الأمن وقتل بعضهم، وأحيانا نصل إلى تفجير المساجد، كما حصل في عام 2015، وأحيانا أخرى تضمحل ظاهرة التطرف إلى أنها لا تذكر.
وبشكل عام، البيئة الكويتية ليست حاضنة لهذه الأفكار، بحكم طبيعة المجتمع الكويتي وسقف الحريات، وكرامة الإنسان محفوظة بشكل كبير جدا، وكذلك التعايش السلمي بين مكونات المجتمع وفئاته، حتى حرية التدين، فالشاب في الكويت إذا تدين ولم يعتد على غيره ولم يتجاوز نظام الدولة والمجتمع فإنه يجد الحرية الكاملة.
وفي الكويت تقام المحاضرات والدروس بعد الفجر وبعد العشاء وفي المخيمات الربيعية والاستراحات، كما أن الدواوين الدعوية كلها تقام بكل أريحية.
والكويت أكثر بلد في العالم، على صغر مساحته، به جمعيات ولجان ومبرات خيرية، فليس هناك بلد على وجه الكوكب به هذا الحجم من العمل الخيري، ولله الحمد.
والكويت لديها قناة فضائية إسلامية وإذاعة قرآن كريم، وتتبنى كلية الشريعة والمعاهد الدينية ووزارة الأوقاف وبيت الزكاة، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والأمانة العامة للأوقاف وهيئة القرآن الكريم والسنة النبوية وغيرها الكثير من الجهات بفضل الله.
كما أن حلقات القرآن تقام في كل مساجد الكويت تقريبا برعاية الدولة وتصرف لها مكافآت، وهذا كله بفضل الله وعنايته وهذا ما خفف وتيرة هذا التطرف.
وطبيعة المواطن الكويتي مسالم ومتعايش مع جيرانه حتى وان اختلفوا معه في العرق أو الدين، ولا يعني هذا أنه ليست هناك صور شاذة عن الأصل العام، فهذا موجود، ولكنها قليلة ونادرة وتعد على أصابع اليد، وتكون بارزة لأنها غريبة.
العنف السلوكي
هل يدخل ضمن عملكم العنف السلوكي الذي بدأ يظهر بعض الشيء في الآونة الأخيرة، أم يقتصر عملكم على مواجهة الفكر المتطرف فقط؟
٭ بالفعل من اختصاصات مركز تعزيز الوسطية معالجة الانحراف السلوكي أيضا، ومنها هذه الظواهر الغريبة، وأخذنا موافقة وكيل وزارة الأوقاف م.فريد عمادي على إطلاق حملة موسعة ضد العنف السلوكي تحت عنوان «لا تغضب» وهي مشتقة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وبدأنا ببعض الفعاليات اليسيرة حاليا من خلال لجنة التوجيه والإرشاد، ولكن سنكمل بإذن الله تعالى مع عودة الانفتاح وزيادة الأنشطة بشكل أكبر بالتعاون مع الإخوان في وزارات الإعلام والتربية والشباب والشؤون، وذلك بإطلاق هذه الحملة بحيث نحد من آثار الغضب ما يترتب عليه من وقوع الطلاق ووقوع جرائم العنف سواء التي وصلت إلى حد القتل أو دون ذلك، وكذلك العنف الأسري في البيوت الموجه إلى النساء أو الأبناء أو حتى إلى الآباء، وكذلك العنف ضد الخدم.
ونطمح أن تكون هذه الحملة على مستوى المسؤولية وأن تكون بإذن الله تعالى على مستوى حجم المشكلة وآثارها المجتمعية.
ما أسباب هذا العنف السلوكي من وجهة نظركم؟
٭ أعتقد أن ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية لها تأثيرها الكبير في هذه الجوانب، والأخوة في وزارة الأوقاف لهم جهود في محاربة هذه الظاهرة إضافة إلى جهود مختلف جهات الدولة كوزارة الداخلية والإدارة العامة للجمارك، ونسأل الله أن يعينهم على مواجهة تلك الآفة الأخيرة، ولعل دولا عظمى لم تستطع مواجهة المخدرات بشكل كامل، لكن هناك جهود دولية متواصلة ضد المخدرات بشكل كبير.
لا نهاية للفكر المتطرف
٭ يعتقد البعض أن الفكر المتطرف يمكن أن ينتهي يوما ما، هل تعتقدون أن ذلك قريب من وجهة نظركم؟
الأفكار المتطرفة يضعف ترويجها لكنها لا تموت، حيث تتغير المسميات ويبقى الفكر، فاليوم داعش والنصرة والقاعدة وبوكو حرام وغيرها، ثم بعد ذلك يعود الفكر بمسمى آخر وحركات وأحزاب وتنظيمات وحتى شخوص آخرين ورموز جديدة «تصنع كما تصنع الدمى».
لذلك من يقول إن الفكر المتطرف ينتهي فهو لا يعرف حقيقة الأمر، ولا يعرف الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من هذا الفكر، وبيان أنه كلما قطع لهم قرن ظهر آخر حتى يخرج آخرهم مع الدجال. فهذا الأمر مستمر إلى ما شاء الله سبحانه وتعالى.
ولذلك نحتاج إلى الاستمرار في المعالجة الوقائية من هذه الظواهر والأفكار المتطرفة ونحذر الناس ونقيهم من هذا الفكر والمعالجة العلاجية لمن تلوث بهذا الفكر من خلال الحوار والمعالجة النفسية أو الاجتماعية أو الشرعية من خلال كشف الشبهات له.
والحمد لله أننا نجحنا في معالجة بعض المتأثرين بهذه الأفكار، وأعود لأكرر أن البيئة الكويتية هي بطبيعة تكوينها هي تعالج تلك الظواهر بسبب فطرتنا الصحيحة في الكويت.
وأبشركم بأن بعض الأشخاص الذين اشتهروا بحمل الفكر المتطرف وأصبحوا رموزا للتشدد، فإنهم اليوم ليسوا كما كانوا من قبل.
هل عدل البعض أفكارهم؟
٭ نعم عدلوا أفكارهم، بعدما انكشف لهم سوء هذا التنظيم، وعواقب هذه الأعمال الإرهابية الفاسدة وعواقبها الوخيمة على الأمة وعلى الأفراد والأسر ورأوا تشتت المسلمين والمهجرين ومخيمات اللاجئين والجرحى، ورأوا كيف تحول بعض المسلمين إلى متسولين في دول بعد أن هاجروا من بلدانهم بعد قيام الثورات وغيرها.
زيارة الدواوين
ننتقل إلى جهود مركز الوسطية وخاصة مشروع زيارة الدواوين أين وصل هذا المشروع، وهل ستستمرون بعد عودة الحياة الطبيعية حاليا؟
٭ مشروع زيارة الدواوين كان من أنجح المشاريع وأكثرها نفعا وتأثيرا، حيث أتاح لنا معرفة نبض الشارع الكويتي حول هذه القضايا.
وبالطبع توقف المشروع خلال أزمة كورونا، ولكن بإذن الله سيعود المشروع وبكثافة وقوة، ونأمل أن نبدأ قريبا من خلال زيارة المخيمات الربيعية وزيارة الدواوين بشكل كبير جدا، بإذن الله تعالى.
لقاءات طلابية
وأخيرا ماذا عن اللقاءات الطلابية من خلال زيارة المدارس والجامعات وغيرها، أين وصل هذا المشروع وهل سيستمر الفترة القادمة؟
٭ كل هذه الأنشطة ستعود إذا أذنت السلطات الصحية بعودتها، والترتيب لها جاهز ومعد مسبقا، ولكننا ننتظر إشارة الانطلاق بالسماح بالتواجد في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات حتى يعود مشروع «تحصين» لفعالياته السابقة.
ولابد هنا من التأكيد على أهمية هذا المشروع واهتمام وكيل الوزارة م.فريد عمادي به أيما عناية لتأثيره الكبير، ونتمنى أن تكون عودته قريبة بإذن الله تعالى.
الكويت قيادة وشعباً موقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية
خلال اللقاء سألت د.الشريكة هل تعتقدون أن عدم حل القضية الفلسطينية يزيد العنف والتطرف في المنطقة فرد قائلا «بفضل الله فإن الكويت قيادة وشعبا موقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهذه قضية مهمة في العقيدة الكويتية، ولا شك أن هذه القضية لها انعكاسات قد تستغل أحيانا بشكل سلبي، واحيانا بشكل إيجابي من هنا أو هناك».
وتابع قائلا: «الحمد لله فإن الموقف الكويتي موقف بعيد عن التكسبات أو تحقيق مصالح ما، ونسأل الله أن يوفق قيادتنا الحكيمة للمزيد من هذه المواقف».
خطورة الفتوى ووجود مفتي في الكويت
خلال اللقاء تحدثت مع د.الشريكة حول خطورة الفتوى وصدورها من غير مختص، وكيف ينظر لمطالبات البعض بضرورة وجود مفت في الكويت، حيث قال «الفتاوى الخاطئة أحد مصادر ترويج الفكر المتطرف»، والفتاوى من غير المختصين تساهم في هذا بشكل كبير مع الأسف الشديد.
وتابع قائلا: الكويت ليست بحاجة إلى مفت وليست بحاجة إلى دار إفتاء لأن هناك هيئة فتوى في قطاع الإفتاء بوزارة الأوقاف، وأيضا الهيئات الشرعية بالأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة وشؤون القصر، والآن أيضا في البنك المركزي.
وزاد: إذن فالكويت ليست بحاجة إلى وجود مفت على ما أظن، ويكفي وجود هيئة الفتوى لأن الاجتهاد الجماعي خير من الاجتهاد الفردي وأقوى منها.
وهناك دول سعت إلى ضبط الفتوى ونجحت في ذلك مثل مصر والسعودية والإمارات، وكثير من الدول حتى لا يكون هناك انزلاق بمثل هذه الفتاوى التي تؤدي إلى نوع من التطرف الفكري الذي يقود إلى التطرف العنيف.