- الرعاية الصحية من أبرز مجالات التعاون الثنائي والذي ظهرت فاعليته خلال الجائحة
- 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم تسيّر العلاقات الثنائية وتغطي جميع مناحي التعاون الثنائي
- حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى لمستوى الطموح .. والطيران المباشر سيعززه
- نجحنا في إنتاج 5 تطعيمات كوبية ضد «كورونا» بمواصفات عالمية ودرجة فاعلية 93%
- نعمل حالياً على الإعداد للمشاورات السياسية بين البلدين ونتوقع انعقادها العام المقبل
- منتدى كوبا للاستثمار المنتهي منذ أيام حضره 2800 رجل أعمال وشركة من 89 دولة
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد السفير الكوبي لدى البلاد هوسيلويز نورويغا عمق العلاقات الكوبية - الكويتية التي وصفها بالممتازة حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، لافتا إلى أن بلاده تولي تطوير علاقتها مع الكويت أهمية كبرى نظرا لمكانتها المرموقة إقليميا ودوليا، مشيدا بالدور الذي تلعبه الكويت في حل النزاعات وإحلال السلام.
ولفت نورويغا ـ في لقاء خص به «الأنباء» ـ إلى أن البلدين يعملان على الإعداد للمشاورات السياسية بين البلدين، متوقعا انعقادها العام القادم، مشيرا إلى أنه خلال المشاورات السياسية سيتم تحديد مدى الحاجة لتأسيس اللجنة المشتركة بين البلدين أو أي أداة ديبلوماسية أخرى تسهل التواصل الثنائي، لافتا إلى أن الرعاية الصحية من أبرز مجالات التعاون الثنائي، وبلاده تعاونت مع الكويت بشكل فعال خلال الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى الطموح ولا يتناسب مع الإمكانات المتاحة في البلدين الصديقين، موضحا أن فتح خط طيران مباشر بين البلدين سيسهم في تعزيز هذا التبادل، لاسيما أن الخطوط الجوية الكويتية لها رحلات مباشرة إلى بعض دول أمريكا الجنوبية.
في السطور التالية مزيد من التفاصيل.
كيف تصف العلاقات الكويتية - الكوبية ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الكوبية ـ الكويتية علاقات قوية ومتينة ويمكن وصفها بالتاريخية والممتازة، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، وهي علاقات تتصف بالثبات والاستمرارية على الصعيد السياسي، فلدينا تواصل وتشاور وتعاون مثمر مع الجانب الكويتي على الساحة الدولية بمختلف محافلها.
ونسعى الآن إلى تطوير الجوانب الاقتصادية والاستثمارية من هذه العلاقات بحيث تكون أكثر فاعلية لتعود بالنفع على البلدين الصديقين خصوصا في ظل الإمكانات المتاحة فيهما.
بصفة عامة مستقبل علاقتنا مع الكويت مبشر والقيادة السياسية في بلادي تولي تطوير هذه العلاقات أهمية كبرى نظرا لمكانة الكويت المرموقة إقليميا ودوليا.
كم عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين؟
٭ لدينا عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات بين البلدين ونعمل الآن بالتعاون مع وزارة الخارجية على مراجعتها لتجديدها، وهي بصفة عامة تغطي مختلف مجالات التعاون الثنائي مثل اتفاقية إعفاء أصحاب الجوازات الديبلوماسية والخاصة من التأشيرة، اتفاقية دعم التعاون في المجال الصحي، التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والأكاديمي والتربوي وعددها لا يتجاوز الـ 6 اتفاقيات ومذكرة تفاهم، إلا أن العبرة هنا ليست بعدد الاتفاقيات أو مذكرات التفاهم ولكن بمدى سهولة التواصل المباشر بين البلدين.
هل لديكم لجنة كوبية - كويتية مشتركة أو هل تتوافر لديكم النية لذلك؟
٭ نتوقع أن يشهد العام القادم انعقاد المشاورات السياسية بين البلدين والتي نعمل على الإعداد لها الآن وخلالها سيتم تحديد مدى حاجتنا للجنة المشتركة أو أي أداة ديبلوماسية أخرى من الممكن أن تسهل علاقتنا الديبلوماسية.
التبادل التجاري
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى الطموح ولا يتناسب مع الإمكانات المتاحة في البلدين الصديقين، ولذلك نعمل بجد ونتناقش مع الجهات المعنية على فتح خط طيران مباشر مما يساهم في تعزيز التبادل التجاري ورفع معدلاته وخصوصا أن الخطوط الجوية الكويتية لها رحلات مباشرة إلى بعض دول أميركا الجنوبية، ولذلك فإن الإمكانية موجودة لتحقيق الفائدة المرجوة.
وماذا عن الاستثمارات الكويتية في كوبا؟
٭ كوبا بلد مستقر ولديه بيئة استثمارية مشجعة، فهي أرض الفرص الاستثمارية المتميزة وخصوصا في مجالات النفط والغاز والزراعة والسياحية، ولقد نجحنا في جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ولكن للأسف إلى الآن لا توجد استثمارات كويتية في كوبا ولكن هناك إمكانية كبيرة لتحقيق ذلك وخصوصا في مجالات مثل النفط والغاز والإنتاج الزراعي والقطاع الصحي.
وأود أن أشير إلى منتدى كوبا للاستثمار الافتراضي وانتهى منذ أيام حضره 2800 رجل اعمال وشركة من 89 دولة.
التعاون الصحي
القطاع الصحي من أبرز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، كيف ترى مستقبل هذا التعاون؟
٭ المجال الطبي والرعاية الصحية من أبرز مجالات التعاون بين البلدين الصديقين، ولقد تعاونا مع الكويت بشكل فعال خلال الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا في مختلف أنحاء العالم، ولعل زيارة الوفد الطبي الكوبي إلى الكويت في عام 2020 والذي كان يتكون من قرابة الـ 300 طبيب وممرض عملوا جميعا يدا بيد مع زملائهم الأطباء والممرضين الكويتيين في الخطوط الأمامية، وكانوا محل إشادة وتقدير الجانب الكويتي، أعتقد أن مستقبل هذا التعاون مثمر، ومن الممكن أن يعود بالنفع على كلا البلدين الصديقين.
حدثنا عن آخر مستجدات فيروس كورونا في كوبا؟
٭ بالرغم من الظروف الصعبة التي يفرضها الحصار الجائر على كوبا والتي تعد بمثابة عائق كبير أمام شراء المستلزمات الطبية، فإننا نجحنا في انتاج 5 تطعيمات ضد فيروس كورونا، نستخدم 3 منها الآن بفاعلية (عبد الله ـ سوبيرانا 1 وسوبيرانا 2) وهم في نفس قوة فايزر وجونسون وموديرنا حيث تبلغ فاعليتها 93% وسيتم اعتمادها خلال الأسابيع القادمة من قبل منظمة الصحة العالمية.
وبصفة عامة، استطعنا السيطرة على الفيروس والحد من انتشاره والأمور مستقرة جدا في كوبا.
ولقد كانت كوبا من أولى الدول التي طعمت الأطفال من سن سنتين، والآن نرسل التطعيمات الكوبية لإيران ونيكاراغوا وفنزويلا والمكسيك وفيتنام.
كيف تقيم الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ الكويت تلعب دورا أساسيا في حل النزاعات وإحلال السلام إقليميا ودوليا ومبادرتها ووساطاتها محل تقدير المجتمع الدولي ونحن نقدر هذا الدور عاليا.
فكيف ترى تعاون ودعم زملائك في وزارة الخارجية الكويتية؟
٭ الزملاء في وزارة الخارجية الكويتية يتمتعون بقدر عال جدا من الاحترافية وتعاونهم ودعمهم مميز جدا، فلقد لمست كل الدعم والمساندة منهم، وذلك مكني أن أقوم بواجبي ومهامي على الوجه الأكمل.
الديبلوماسية الكويتية عريقة ومحترفة وتعتمد الحوار نهجا لا بديل عنه في حل النزاعات، ونحن في كوبا ندعم ونؤيد كافة جهود الكويت ومبادراتها ووساطاتها في حل النزاعات ولعل الأزمة الخليجية كانت أبرز دليل على هذه الجهود التي اثمرت الحفاظ على وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي.
كوبا وجهة سياحة
كوبا تتمتع بإمكانات سياحية هائلة، ما أبرز جهودكم لدعمها وتقديمها كوجهة سياحية محببة للشعب الكويتي؟
٭ قمنا بفتح باب استقبال التأشيرات السياحية في نوفمبر الماضي وخلال الفترة التي لا تتجاوز الشهر تقدم أكثر من 25 كويتيا بطلبات للحصول على التأشيرة والعدد في تزايد حيث نستقبل من 3 إلى 4 طلبات يوميا ولذلك أتوقع أن يزيد العدد بصفة كبيرة في عام 2022.
وأنصح كل أصدقائنا الكويتيين بزيارة موقع السفارة على مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع على الأماكن السياحية في كوبا.
بصفة عامة كوبا بلد يتميز بإمكانات سياحية كبيرة وتنوع ثقافي وحضاري مميز والكويتيون محل ترحيب كبير فيها.
كيف ترون المشهد في الشرق الأوسط؟
٭ المشهد في الشرق الأوسط معقد وملتبس ويحفل بالعديد من المناطق الساخنة ونرى أن الحوار ولا شيء غيره هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة، حيث يجب أن تعود كافة الأطراف المتصارعة إلى طاولة الحوار من منطلق إيمان راسخ بأن الحل السياسي هو الحل الأمثل لمعالجة كافة المشكلات والتغلب على آثارها السلبية.
من أجواء اللقاء
الديوانية ثقافة فريدة
أكد السفير الكوبي لدى البلاد هوسيلويز نورويغا أن الديوانية ثقافة كويتية فريدة وشديدة الخصوصية وتعكس مدى الود وكرم الضيافة وتقبل الآخر الذي يتمتع به الشعب الكويتي، وذلك فضلا كونها منابر للرأي الحر كجزء من المناخ الديمقراطي الذي تتمتع به الكويت.
جالية صغيرة ولكن نوعية
كشف السفير هوسيلويز نورويغا عن أن أبناء الجالية الكوبية في الكويت لا يتجاوزون الـ70 فردا ولكنها جالية نوعية مؤهلة ومدربة، معربا عن أمله في أن ينجح في جلب المزيد من العمالة المدربة إلى الكويت في مختلف المجالات.
دور إنساني رائد
أشاد السفير الكوبي بالدور الإنساني الرائد الذي تلعبه الكويت في مختلف أنحاء العالم، موضحا أن إسهامات الكويت السخية ساعدت في التخفيف من آلام ضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية ولقد استحقت بالفعل لقب مركز العمل الإنساني وأميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد قائد العمل الإنساني، طيب الله ثراه.
كوبا والحصار
شدد السفير الكوبي على أن الحصار على بلاده يقوض الكثير من مشروعاتها ويمثل العقبة الأكبر في طريق قدراتها التنموية، مشيرا إلى أنه الحصار الأطول في التاريخ.
وأوضح نورويغا أن بلاده ممنوعة من التعامل المؤسسات الرسمية المالية العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لافتا إلى أن أكثر من 190 دولة تساند كوبا في ضرورة رفع الحصار ما عدا اميركا و«إسرائيل».
الصندوق الكويتي
شدد السفير الكوبي لدى البلاد هوسيلويز نورويغا على أهمية الدور الذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في مساعد بلاده في دعم البرامج الاجتماعية ومشاريع البنية التحتية وله تأثير انساني كبير على حياة الناس في كوبا.
أفضل وجهة ثقافية في الكاريبي
أشار السفير هوسيلويز نورويغا إلى أن بلاده كوبا فازت بجائزة أفضل وجهة ثقافية في الكاريبي عن 2021، نظرا إلى الإمكانات السياحية الهائلة التي تتمتع بها والتنوع الثقافي والحضاري الذي يميزها.