أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن رد موسكو، في حال رفض الولايات المتحدة وحلف الناتو تقديم ضمانات أمنية لروسيا، قد يكون مختلفا تماما، وسيتوقف على توصيات الخبراء العسكريين.
وأضاف بوتين في حوار أجرته معه قناة «روسيا-1» على هامش مؤتمره السنوي الكبير، وتم بثه امس، ردا على سؤال عن ماهية رد موسكو «العسكري التقني» إذا لم يصغ الأميركيون والناتو إلى مباعث القلق الأمنية الروسية: «ردنا قد يكون مختلفا تماما، وسيتوقف على التوصيات التي سيقدمها إلي خبراؤنا العسكريون».
في الوقت نفسه، أعرب الرئيس عن سعي روسيا إلى «إحراز نتيجة ديبلوماسية تفاوضية سيتم تثبيتها قانونيا في الوثائق التي اقترحناها»، في إشارة إلى مسودتي الاتفاقيتين اللتين عرضت موسكو على الولايات المتحدة والناتو توقيعهما، بغية وضع نظام ضمانات أمنية لخفض التوترات العسكرية في أوروبا.
وحذر الرئيس الروسي من أن موسكو أصبحت في موقع لم يعد فيه أمامها مجال للتراجع، فيما يخص مباعث قلقها إزاء تمدد حلف الناتو شرقا.
وقال بوتين، في الحوار ردا على سؤال عن «الخطوط الحمراء» التي تحددها روسيا أمام الغرب: «أود أن يتضح داخل بلدنا وفي الخارج أن المشكلة لا تكمن في وضعنا خطا لا نريد أن يتجاوزه أحد، بل في أنه لم يعد هناك مجال للتراجع لدينا. دفعونا إلى الخط الذي لم يعد بوسعنا فيه مواصلة التحرك إلى الوراء».
وحذر بوتين من أن نصب الناتو منظومات صاروخية في أوكرانيا سيعني أنه سيكون قادرا على استهداف العاصمة الروسية موسكو في غضون أربع - خمس دقائق فقط، متسائلا: «إلى أين ينبغي لنا التحرك في هذه الظروف؟» وتابع: «وضعونا في حال نضطر فيها إلى القول لهم «قفوا!»، وهذا ما يكمن فيه الأمر».
وأقر بوتين بأن نشر روسيا علنا اقتراحاتها إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بخصوص «الضمانات الأمنية» لم يكن أسلوبا عاديا للنقاش، موضحا أن «هناك مخاوف لدى موسكو من أن الغرب سيستغل أي مبادرة من جانبها لمواصلة أنشطة تخريبية رامية لخلق تهديدات على روسيا في أراضي الدول المجاورة لها».
وقال: «سوف يدردشون إلى ما لا نهاية وسيتحدثون عن ضرورة التفاوض دون فعل أي شيء على أرض الواقع، سوى ضخ منظومات أسلحة حديثة إلى دولة مجاورة لنا، وتصعيد الأخطار على روسيا، التي يتعين علينا التعامل والتعايش معها بطريقة ما».
واقترحت روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري رسميا على الولايات المتحدة وحلف الناتو توقيع اتفاقيتين لوضع نظام ضمانات أمنية بغية تخفيف التوترات العسكرية في أوروبا.
وتقضي هذه الاقتراحات بتكثيف التنسيق بين الطرفين بهدف تفادي أي حوادث عسكرية خطيرة، والحد من نشر أسلحة استراتيجية مثل القاذفات الثقيلة والصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، في مناطق محددة، مع تعهد الناتو بعدم مواصلة تمدده شرقا وعدم منح أوكرانيا العضوية فيه.