اعتبر بعض المراقبين السودانيين أن الاستقالة التي يلوح بها مؤخرا رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ورمى بها وسط فوضى مشهد سياسي مسدود الأفق، ربما تحمل اهدافا من ورائها، مشيرين الى ان ورقة الاستقالة هذه بدت أكثر من صرخة مرتعشة وأقل من مناورة محسوبة العواقب والنتائج.
وتساءل الكاتب السوداني د. ياسر محجوب الحسين، عما يريده حمدوك من وراء تلك الاستقالة والى اي جهة هي موجهة؟ هل إلى قوى الحرية والتغيير المعارضة؟ أم أنها موجهة للمكون العسكري في السلطة الانتقالية ممثلة في الجنرال عبدالفتاح البرهان؟ أم إلى الخارج لاسيما دول الترويكا الداعمة لحمدوك؟ أم أن هذه الاستقالة موجهة لجميع هذه الأطراف معا؟.
وكانت مصادر توقعت أن يقدم رئيس الوزراء استقالته، وذلك بعد أن كان قد أرجأها استجابة لوساطات إقليمية ودولية وضغوط محلية. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن مصدر بمكتب رئاسة الوزراء السودانية، ترجيحه أن يقدم رئيس الحكومة استقالته بعد أن كان عدل عنها. وأفادت انباء بأن حمدوك عدل عن تقديم استقالته بعد أن كان أبلغ عددا من كبار القادة السياسيين بأنه عازم على الاستقالة من منصبه.
في غضون ذلك، أعلنت عدة أحزاب سودانية امس انطلاق أعمال تحالف جديد تحت اسم «قوى الحراك الوطني» من بين أهدافه وقف التدخلات الأجنبية وإدارة حوار لتحقيق التوافق، وفق وكالة أنباء «الأناضول».
وكان قد أعلن في السودان قبل عدة أيام تشكل ما وصف بالكيان الجديد تحت اسم «قوى الحراك الوطني»، وعقدت الأطراف المشاركة الأربعاء الماضي اجتماعا موسعا «بمشاركة عدد من التحالفات والأحزاب السياسية والإدارات الأهلية والطرق الصوفية والمجموعات الشبابية وممثلين عن لجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني واتحادات نقابية ومهنية وتنسيقية المفصولين تعسفيا من الخدمة المدنية، وبمشاركة ممثلين عن قوى الحرية والتغيير وميثاق التوافق الوطني والجبهة الثورية».
ويهدف التحالف السياسي الجديد إلى تبادل وجهات النظر حول الأزمة السياسية التي تخنق السودان، ومناقشة الوضع السياسي الراهن و«مخاطر التدخلات الخارجية السافرة، واستهداف وحدة البلاد وتقسيمها، وإزدياد وتيرة النزاعات والحروب الأهلية في الأقاليم، وانهيار الخدمات العامة، وتردي أحوال معاش الناس».