أحمد صابر
مواصلة لدوره الرائد في رصد وتوثيق أنواع وطرائق حياة الكائنات الحية بمختلف أنواعها وتوزيعها الجغرافي في شتى البيئات، وتسليط الضوء على الأضرار والمخاطر التي تواجهها، أنجز معهد الكويت للأبحاث العلمية وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي 3 إصدارات قيمة وثرية بالمعلومات للقراء والمهتمين تتعلق بعجائب المخلوقات من الطيور والزواحف وغيرها، جاء أولها بعنوان «تربية وحماية الدراج»، والثاني حول «الطيور المهددة بالانقراض»، فيما تناول الثالث «العربيد الفراتي والأفاعي السود في البيئة العربية».
«الدراج»
جاء الإصدار الأول «تربية وحماية الدراج» لمؤلفيه د.حنان الخليفة وأسعد الفارس ثريا بالمعلومات القيمة حول تعريف طائر الدراج الذي يقترح معهد الكويت للأبحاث العلمية تربيته لجودة لحومه وغناه بالمواد الغذائية، بنوعيه الأسود أو ما يعرف بـ «الحجل الأسود» والرمادي «الحجل الرمادي»، وهما من عائلة الدراج رتبة الدجاجيات في طائفة الطيور.
ويؤكد المؤلفان ان الدراج غير موجود في البيئة الكويتية ولكنه يتواجد بدول الجوار في العراق وإيران، وشمالي شبه الجزيرة العربية، وأدخل مؤخرا إلى دولة الإمارات العربية ويمكن جلبه تربيته بسهولة، وتبيض الأنثى من 23 إلى 24 بيضة تفقس بعد نحو 19يوما، كما يسلطان الضوء على الصيد الجائر لذلك الطائر وعدة مقترحات لحمايته من «القنص»، ومنها سن التشريعات اللازمة للحفاظ على الأحياء المهددة بالانقراض، ومنع الصيد في المناطق التي يتواجد بها، وإبعاد الثعالب والطيور الجارحة عن بيئته، والتشجيع على تربيته ورعايته داخل المزارع.
عالم الطيور
وفي الكتيب الثاني «الطيور المهددة بالانقراض»، والذي أعده أيضا د.حنان الخليفة وأسعد الفارس، سلط المؤلفان الضوء على «القائمة الحمراء» والطيور المهددة في بر الكويت، لافتين إلى انه وخلال موسم الهجرة عبر الكويت يتم يوميا اصطياد نحو 2000 طائر، ونحو 24% من الطيور المارة عبر البلاد سنويا يتم قنصها.
ويذكر الخليفة والفارس ان من أهم العوامل التي تهدد الطيور بخطر الانقراض التلوث البيئي والصيد الجائر وتدمير الموائل الطبيعية، لافتين إلى ان ابرز الأنواع المهددة من الطيور هي: «حمراوي» و«أكل المحار» و«الزقزاق الشامي» و«كروان الماء» و«الشنقب الكبير» و«النسر الأسود» و«سمنة حمراء الجناح» و«جشنة الغيط» و«حمام قمري» و«غاق سوقطرة» و«العقاب الملك» و«درسة شرقية» و«النسر المصري» وغيرها، وازدان الكتيب بمجوعة من الصور الجميلة لتلك الطيور مع بيان لأماكن وجودها، والبيئات المناسبة لها، ومدى تعرضها للمخاطر.
ويختتم الإصدار بنبذة عن أهم التحديات التي تواجه النظام البيئي، ومنها ان 1200 نوع من الحيوانات والنباتات باتت معرضة لخطر الانقراض، كما ان تحويل وتدمير النظم البيئية وتغير المناخ تؤدي إلى فقدان انواع كثيرة من التنوع الحيوي حول العالم، وأيضا عدم عدالة واستدامة استخدام الموارد الطبيعية من الناحية البيئية.
بيئة الأفاعي
أما الإصدار الثالث فتناول «العربيد الفراتي والأفاعي السود في البيئة العربية» للمؤلفين أسعد الفارس ود.خالد الفارس، فيحلق في سماء المخلوقات الأكثر رعبا للبشر، ويحط الرحال وسط بيئة الأفاعي التي يخشاها الجميع، فبعضها قادر على قتل الإنسان بلدغة واحدة، ويسرد جانبا من أنواعها وصفاتها وكيفية التفريق بين السامة منها وغيرها، ويلفت إلى اتخاذ العصا الملتفة حولها الحية رمزا للطب والصيدلة في معظم دول العالم.
ويشير المؤلفان إلى بعض عائلات الافاعي وأعدادها، ومنها الأفاعي العمياء والتي تضم 150 نوعا، والأفاعي السوطية و«البوا» و«الكوبرا» و«الفيبر» و«الأحناش» التي تحوي 2200 نوع وتمثل وحدها أكثر من ثلثي أنواع الافاعي في العالم، و«عربيد الفرات» واحد من أنواعها غير السامة، ويسمى كذلك لقربه من «الفرات» وكثرته في المناطق المزروعة هناك، ويسمى ايضا بالحنش الأسود في مصر والشام واليمن، وهو ثعبان أسود اللون بيضاوي الرأس قد يصل طوله إلى نحو 3 أمتار.
ويستطرد الكاتبان في وصف بيئة «العربيد» وطرق تكاثره، مبينين انه يأكل الفئران والطيور الصغيرة والسحالي والحشرات والديدان، وربما ثمار التين الناضجة، ويبدأ موسم التكاثر والتزاوج الخاص به في نهاية الربيع ومطلع الصيف، حيث تبيض الأنثى من 5 إلى 15 بيضة وتتركها معرضة للجو فتفقس دون حضانة غالبا.
ويلفتان إلى وجود أكثر من 3 سلالات منه في بلاد الشام، ومنها: العربيد الأحمر البطن والعربيد القزويني والعربيد القبرصي.
وفي موضع من الكتاب يتم تسليط الضوء على الأهمية البيئية والاقتصادية لـ«العرابيد»، في اشارة الى انها صديقة للفلاح، ومقاومة لتكاثر القوارض الضارة بالمحاصيل الزراعية، وأيضا يفترس الثعابين السامة وفي دمه مناعة من سموم الأفاعي الاخرى.
ويختتم المؤلفان الكتاب بلمحة يسيرة حول الأفاعي السوداء في البيئة العربية والتي يوجد منها نحو 5 انواع تماثل «العربيد الأسود»، وهناك الأفاعي الصحراوية السوداء والتي يتراوح طولها بين 90 و140 سم ورأسها عريض مغطى بدروع حرشفية لامعة، ويوجد أيضا «الصل الأسود الخبيث»، والذي يصل طوله إلى 90 سم، وهو صغير الرأس والأنف وحراشيف جسمه ناعمة وغير متداخلة.