سجلت كل من الولايات المتحدة والسويد وقبرص والعديد من دول العالم أرقام إصابات يومية قياسية بڤيروس كورونا المستجد، مدفوعة بالانتشار السريع للمتحور «أوميكرون، لكن منظمة الصحة العالمية طمأنت الى انها جمعت ادلة متزايدة على ان اعراضه خفيفة.
وكانت الولايات المتحدة على رأس تلك الدول، حيث رصدت أمس الاول أكثر من مليون إصابة بكوفيد، وفق بيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية. وسجلت 1.080.211 إصابة جديدة في البلاد، وهي حصيلة قياسية عالمية، مع تضاعف عدد الإصابات في الأسبوع السابق.
ويأتي ذلك بعدما حذر كبير مستشاري مكافحة الأوبئة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي من أن البلاد تشهد «ارتفاعا شبه عمودي» في الإصابات بكوفيد، لكنه لفت إلى أن الموجة قد تبلغ ذروتها بعد أسابيع قليلة فقط.
لكن فاوتشي بدا متفائلا استنادا الى تجربة جنوب أفريقيا، حيث اكتشف المتحور أواخر نوفمبر وبلغ ذروته بسرعة ثم تراجع بالسرعة نفسها تقريبا، قائلا ان ذلك يعطي بعض الأمل.
وكانت معدلات الوفيات والحالات التي تستدعي دخول المستشفى في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة أقل بكثير مما كانت عليه خلال موجات كوفيد السابقة. ومع 9382 وفاة خلال الأيام السبعة الماضية، انخفض عدد الوفيات في البلاد بنسبة 10% على أساس أسبوعي.
كذلك، أظهرت بيانات وكالة الصحة العامة السويدية مستوى قياسيا جديدا لحالات الإصابة اليومية بكوفيد-19 بلغ 11507 حالات في 30 ديسمبر مع تفشي موجة رابعة من الڤيروس.
وعلى غرار بلدان أوروبية أخرى، اعلنت قبرص ارتفاعا في أعداد الإصابات بالمتحور أوميكرون، وبحسب وكالة فرانس برس، فإنها سجلت أعلى نسبة إصابات في العالم لكل 100 ألف نسمة في الايام السبعة الماضية.
وبلغ عدد الإصابات لديها 2505 لكل 100 ألف نسمة، تليها الدنمارك (2117) وإيرلندا (1946) ثم فرنسا (1680).
إلى ذلك، أكد مسؤول في منظمة الصحة العالمية، إن مزيدا من الأدلة تظهر أن سلالة أوميكرون المتحورة من ڤيروس كورونا تصيب الجهاز التنفسي العلوي وتسبب أعراضا أخف من المتحورات السابقة.
وقال مدير إدارة الحوادث في منظمة الصحة العالمية عبدي محمود للصحافيين في جنيڤ «نرى المزيد والمزيد من الدراسات التي تشير إلى أن أوميكرون يصيب الجزء العلوي من الجسم. على عكس المتحورات الأخرى التي يمكن أن تسبب التهابا رئويا حادا». وتابع أن هذه ربما تكون «أخبارا سارة».
غير أنه قال إن سرعة انتشار أوميكرون تعني أنه سيكون المتحور السائد في العديد من الأماكن خلال أسابيع مما يشكل تهديدا في دول لم يحصل عدد كبير من سكانها على التطعيم حتى الآن. وتتفق تصريحاته بشأن تراجع مخاطر الإصابة بالمرض مع بيانات أخرى تشمل دراسة من جنوب أفريقيا، وهي واحدة من أوائل الدول التي رصد فيها أوميكرون.
وردا على سؤال حول ما إذا كان أوميكرون سيحتاج إلى لقاح خاص، قال مدير محمود إنه من السابق لأوانه تحديد ذلك لكنه أكد أن هذا القرار يحتاج إلى تنسيق عالمي ولا يجب أن يتخذه القطاع التجاري وحده.
في غضون ذلك، خففت الحكومة الألمانية قواعد السفر لعدد من الدول، بعد أسابيع من إضافتها إلى قائمة الخطر بسبب تفشي المتحور «أوميكرون» من ڤيروس كورونا.
وأعلن معهد روبرت كوخ مساء أمس الأول أنه تم شطب كل من بريطانيا وجنوب أفريقيا وناميبيا وزيمبابوى وليسوتو واسواتيني وبوتسوانا ومالاوي وموزمبيق، من قائمة البلاد ذات الصلة بالمناطق التي تشهد انتشارا لمتحورات ڤيروس كورونا مصدر القلق.
وكان الأشخاص الذين يسافرون إلى ألمانيا من تلك المناطق يضطرون للخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوعين بعد وصولهم، بغض النظر عن حالة التطعيم مع عدم وجود خيار للاختبار لرفع الحجر عنهم.
وسرت التغييرات اعتبارا من أمس، حيث يجب على المسافرين من تلك المناطق الحجر الصحي لمدة 10 أيام إذا لم يتم تطعيمهم ولم يتعافوا من عدوى ڤيروس كورونا. ويمكن تقصير فترة العزل إذا كانت نتيجة اختبار الشخص سلبية، ولكن ليس قبل اليوم الخامس.
وفي فرنسا، دان المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال أمس «لامسؤولية» المعارضات التي أرادت «عرقلة» مشروع القانون الذي يحول الشهادة الصحية إلى شهادة تطعيم، بعدما علق في الجمعية الوطنية فجأة النص الأساسي للحكومة في جهودها لمكافحة كوفيد.
وتعهدت الحكومة ببدء العمل في منتصف يناير الجاري بقانون معتزم إصداره يمنع دخول غير المطعمين إلى منشآت الضيافة على الرغم من تعرض مشروع القانون لعقبة إجرائية في البرلمان الليلة قبل الماضية.
وقال كليمون بون وزير الشؤون الأوروبية لتلفزيون إل.سي.أي «يظل 15 يناير هو هدفنا» لبدء العمل بالقانون.
من جهتها، فرضت السلطات الصينية على أكثر من مليون شخص عزل أنفسهم في المنازل في مدينة مدينة يوتشو التي تعد حوالى 1.17 مليون نسمة وتقع في مقاطعة خنان بعدما سجلت 3 اصابات بالمتحور، وقالت إنه سيتعين على جميع السكان التزام منازلهم.