- عثمان الخميس: «النسوية» تدعو إلى كل ما يخالف الإسلام.. واتباعها ضلال
- بسام الشطي: لا تغتروا بالشعارات البرّاقة فكلها تؤدي إلى الهاوية
- سعد العنزي: شرع الله هو الفيصل فما حرمه فهو حرام وما أحلّه فهو حلال
ليلى الشافعي
أطلقت معظم المؤرخات النسويات الغربيات مصطلح الحركة النسوية للحصول على حقوق المرأة المساوية للرجل كاملة بين الجنسين.
حول هذه الحركة استطلعنا آراء عدد من رجال الشرع وعلمائه، وسألناهم ما الهدف من هذه الحركة، وهل بالفعل حقوق المرأة مغبونة في الشرع الإسلامي، وما خطورة مثل هذه الحركات على الدين؟
فإلى التفاصيل:
يبين الشيخ د.عثمان الخميس لماذا الحركة النسوية ضد الشرع، فيقول: لا بد أن نفهم ما الحركة النسوية قبل أن نخوض فيها، أولا، الحركة النسوية حركة عالمية وليست حركة خليجية ولا عربية، فقانونها وضوابطها عندهم مثل الديموقراطية والاشتراكية والإلحاد وغيرها، أما أن يأتيني إنسان ويقول أنا شيوعي في قضية معينة أو علماني في قضية فنقول له أنت لست شيوعيا ولا علمانيا، بل أنت على ديموقراطيتهم التي يؤمنون بها وعلى نسويتهم التي يؤمنون بها.
وأكد أن النسوية هي حركة عالمية ضد الشرع وضد كل شيء، فالنسوية التي تصدرها أوروبا وأميركا ضد الدين. وضرب د.الخميس أمثلة لذلك فقال:
ان النسوية تقول لا قوامة للرجل على المرأة والله عز وجل يقول: (الرجال قوامون على النساء)، وهم يرفضون هذه الآية وأن يكون الرجل قائما على المرأة، كذلك النسوية ترفض أن يكون للذكر مثل حظ الانثيين كما نصت الشريعة، وأيضا النسوية ترفض أن يعدد الرجل في أزواجه، والله عز وجل يقول: (فانكحوا ما طالب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة).
ولفت الى أن النسوية أصلا ضد الزواج وترى المثلية والشذوذ حرية، ولا ترى أن الطلاق بيد الرجل والله عز وجل يقول: (يأيها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة... الآية)، وغير ذلك من الأمور الشرعية التي ترفضها النسوية، فلا تقبل أن الرجل يكون أفضل من المرأة، ما فضله الله عليها (وليس الذكر كالأنثى) والنسوية تقول الذكر كالأنثى، فلا يمكن للرجل أو المرأة أن يتبنى الفكر النسوي ثم يقول أنا أؤمن بالله ويقوم بشيء آخر يعارض ويرد الشرع.
وزاد: هناك من يؤيد ويبصم ضد قول الله تعالى: (وإذا الموءودة سُئلت) ويرى الإجهاض مباحا، في سنة واحدة عام 2021 (42 مليون) عملية قتل أي إجهاض تراها النسوية شيئا عاديا ويرون أن المرأة حرة في جسدها تقتل من تشاء مادام دخل جسدها فهي حرة بما فيه وترى الإجهاض حرية ويتوقعون أن تصل نسبة الإجهاض الى أكثر من 60 مليونا في السنة.
وأكد د.الخميس أن الفكر النسوي يدعو الى رد الشرع والى الإلحاد والى الكفر، أما من يقول أنا مع الحركة النسوية لأنها تدافع عن المرأة فأقول له: أنت، هذا ما فكر نسوي، أنت وأنت تؤيدان فكرة معينة مثل الديموقراطية مثلا، والديموقراطية عندهم أن يحكم الشعب نفسه وأن الحكم للأغلبية، وفي شرعنا الحكم لله، فكيف يكون الحكم للشعب؟
(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون). والقصد أن هذه الافكار النسوية الشيوعية الرأسمالية أفكار غربية هم أسسوها وهم الذين وضعوا شروطها وقوانينها.
لا يوافق الشرع
من جهته، قال د.سعد العنزي: الاسلام لا يؤمن بالعنصرية الجنسية، ولا تفضيل جنس على جنس إلا بما حدده الباري عز وجل وبما فضل بعضهم على بعض من حقوق وواجبات، أما القول إن النسوية تساوي الذكورة في جميع جوانب الحياة، وانه لا فرق بينهما، أو ان لها أحكاما خاصة فيها دون ما ذكره الله عز وجل، فهذا لا يوافق الشرع ولا الفطرة السليمة ليس كل فكرة أو منهج أو قاعدة أو طريقة تنشأ في الغرب توافق بلاد المسلمين ومنهجهم والفيصل فيه هو شرع الله فقط، حيث أباح الحلال وحرم الحرام ووضع القوانين والأنظمة لتضبط حياة وسلوك البشرية.
من جهته، يوضح د.بسام الشطي حقيقة حملة النسوية، فيقول: النسوية هي تطبيق لقرارات مؤتمر بكين سبتمبر 1995 تحت إشراف الأمم المتحدة وبحضور ممثلين عن 189 دولة علمانيات وليبراليات، وقراراتها غير قابلة للتجزئة وملزمة لجميع الدول الاعضاء وبحضور ممثلين عن منظمة العفو الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واعتمد مجلس الأمن القرار الذي يحمل رقم 1325 وكأنهم عمدوا الى الآيات والأحاديث التي تنظم حياة المرأة التي فيها عزها وعدلها وما ينسجم مع حياتها للاستقرار والأمن الأسري ليعملوا العكس تماما للتمرد على القيم الاسلامية حتى شعار الحرية والمساواة وتم ذلك بالاستعانة بمجموعة كبيرة من المستشرقين ليرسموا ثقافة ملزمة «العولمة» الثقافية، ومنها اتفاقية سيداو، التي أقرت في عام 1979 ولم تنفذ لطلب بعض الدول ترك مدة لتمهيد المجتمع لها، منها أن المرأة مثل الرجل، والقرآن يقول: (وليس الذكر كالأنثى)، أيضا لا يسمح للرجل بالتعدد، والقرآن يقول: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)، وان الأولاد ينسبون لأمهاتهم في التسمية، والقرآن يقول: (ادعوهم لآبائهم)، ويرون أنه لا يوجد عدة للمرأة، والقرآن يقول: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء)، وان الرجل لا يملك الولاية على المرأة، والأب لا يملك الولاية على بناته، والقرآن يقول: (الرجال قوامون على النساء)، كما يرون أن الذكر والأنثى في الميراث واحد، والقرآن يقول: (للذكر مثل حظ الأنثيين)، وأن الرجل يمكنه الزواج برجل مثله، والمرأة يمكنها الزواج من امرأة مثلها، والقرآن يقول: (أتأتون الذكران من العالمين)، وأيضا يقولون للمرأة حق الإجهاض، والقرآن يقول: (ولا تقتلوا أولادكم)، ولا تجرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية لكلا الزوجين، والقرآن يقول: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)، وللمرأة أن ترتبط بمن تشاء وتنفصل متى تشاء وتعاود الارتباط متى تشاء، والقرآن يقول: (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان)، وان سن الزواج بعد الثامنة عشرة، والقرآن يقول: (وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح)، ويقرون الاعتراف بالشاذين جنسيا ولهم حرية اختيار الجنس والزواج وتبني الأطفال، والله تعالى يقول: (ولوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون)، وقال تعالى: (أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون).
وقد ذمه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: لعن الله من عمل عمل قوم لوط. وعقد شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق مؤتمرا في عام 1996 في القاهرة وبحضور ممثلين عن 12 دولة كنت أنا ضمن الوفد الكويتي لإعداد وثيقة الرد على وثيقة بكين وترجمتها الى خمس لغات وأرسلها الى جميع رؤساء الدول الإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة ودول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وأول دولة أرادوا تطبيق الوثيقة فيها لبنان، وقامت مظاهرات صاخبة وقتها وتم تجميدها لمزيد من الدراسة وكان ذلك عام 1998.
الثبات على الحق
وعن واجب المسلمين تجاه هذه الحركة، قال الشطي: واجبنا أن نعلم أن الصراع بين الحق والباطل الى قيام الساعة (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)، وتوعية الناس بالدين وان الله عز وجل أنزل التشريع حفاظا عليها ورحمة ولطف منه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وألا تُغتر بالشعارات البراقة فكلها تؤدي الى الهاوية وهي أوهن من بيت العنكبوت، ولو كان خيرا لنفعوا بلادهم، فمتى كان الثعلب ناصحا، والاستشراق والتنصير لديهم أسلحة كثيرة في غواية وإضلال وتشكيك المسلمات فيجب الثبات على الحق وتعلم الدين وسؤال العلماء (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن الهدى هدى الله)، نتعلم مخططاتهم لنحذر منها وعدم تتبع خطوات شياطين الإنس (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).
البليهد: خطر على الدين والمجتمع والفرد
يقول خالد بن سعود البليهد: الحركة النسوية قائمة على الفكر الليبرالي وهو الحرية المطلقة للمرأة في جميع الممارسات ومساواتها مع الرجل في كل الحقوق وهذه الفكرة تناقض مبدأ العبودية لله والاستسلام لشرعه والانقياد له بالطاعة بفعل أوامره واجتناب نواهيه قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
والمرأة التي تريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي فهذه متمردة على شرع الله لأنها تريد حكم الجاهلية.
تقول إحدى النسويات: «الحرية الجنسية أساس من أسس الحركة الحقوقية النسوية ولا نخجل من ذلك ولا نخفيه، بل نعلنه بقوة، لن يقيدنا أحد بالكلمات ولا بالقوانين وبالتهديدات والقتل نحن هنا حرائر فكريا وجنسيا).
ويضيف: الفكر النسوي مضاد للمبادئ الإسلامية التي أنزلها الله في كتابه وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم من التفريق بين الرجل والمرأة في الأحكام الشرعية والتمييز بين الجنسين في الخصائص فكل جنس له حقوق تلائم طبيعته ووظائفه، وقد منح الشارع الرجل صلاحيات لتحقيق المصلحة وحفظ الحقوق كما في قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم). وقوله تعالى: (وللرجال عليهن درجة).
وقوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا). وقوله تعالى: (فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى). وقوله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين). والأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى كثيرة.
ولذلك تصرح بعض النسويات فتقول: «النسوية والإسلام ما يجتمعان لمجرد كون النسوية هي المساواة بالحقوق والإسلام يفضل الذكر بأكثر من آية ويستنقص من المرأة ويأمر بضربها».
وتقول أخرى: «قولي كيف تصلي المرأة لإله احتقر المرأة». وتقول أخرى: «مناهج التعليم تهين المرأة ويعود الفضل في ذلك طبعا للقرآن والأحاديث».
وتقول أخرى مبررة للهجرة لنيل الحرية ولو كان على حساب العرض: «تمارس الدعارة ولا تقعد مستعبدة بالإسلام الذي يكذب عليها أنه مكرمها وقبيلة تقتلها إذا كشفت وجهها بس).