شهدت مناطق شمال وشمال غرب سورية منخفضا جويا شديدا ترافق مع ثلوج وانخفاض درجات الحرارة الى مستويات فاقت قدرة الخيام على حماية قاطنيها من النازحين والمهجرين السوريين من البرد القارس.
وتساقطت الثلوج في ريف حلب الشمالي وريف ادلب امس مترافقا مع رياح شديدة، حيث تضم أرياف مدينتي «اعزاز» و«عفرين» أعدادا من مخيمات النازحين، وسط ظروف مأساوية تشهدها المنطقة، في ظل تردي الوضع المعيشي لدى غالبية السكان وضعف الاستجابة الإنسانية وفقدان ابسط ادوات التدفئة.
وقال فريق «منسقو استجابة سوريا» في بيان له أمس الأول، إن منخفضا جويا جديدا أثر على الشمال السوري، وخاصة منطقة المخيمات التي يقطنها أكثر من مليون ونصف مدني، وسط تخوف كبير بين النازحين من المنخفض بسبب الرياح والأمطار والثلوج، لا سيما أن المنخفض السابق تسبب بعدة أضرار في 104 مخيمات.
وناشد الفريق في بيانه «كافة المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات النازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفا (الأطفال، النساء، كبار السن)».
وحث على «رفع حالة الطوارئ لدى كافة المنظمات والجمعيات العاملة في المنطقة، تحسبا من أضرار جديدة محتملة ضمن المخيمات».
وجه آخر لمعاناة المنخفضات الجوية، تتمثل في احتراق العديد من الخيام بسبب اعتماد النازحين على وسائل خطرة بدائية جدا للحصول على التدفئة كاحراق الاقمشة والبلاستيك والفيول غير المكرر وغيرها، مع غياب إجراءات السلامة، وطبيعة الخيام المصنوعة من القماش المهترئ بسبب طول الاستخدام والبلاستيك سريع الاشتعال، لتتحول الحرائق إلى كابوس يومي. وقد توفيت الطفلتان لين ونصرة وأصيبت والدتهما بحروق خطيرة، أمس الاول، بسبب حريق نشب في خيمتهم نتيجة اعتماد مدفأة بدائية ادت الى امتداد النار للخيمة في مخيم الأبرز بناحية المعبطلي بريف عفرين شمالي مدينة حلب، واحتراقها بالكامل، والعائلة مهجرة من بلدة تلمنس بريف إدلب الشرقي.